أعلنت
شركة روس أتوم الروسية المسئولة عن إنشاء المحطة النووية بالضبعة لتوليد الكهرباء
بقدرة 4800 ميجا وات، أن دفعة دولية جديدة من طلاب الهندسة النووية من مصر وفيتنام
وكازاخستان وروسيا، نجحت فى الدفاع عن مشاريع التخرج فى جامعة تومسك البوليتكنيكية
الروسية.
وخلال
فترة تعليمهم درس الطلاب المواد المتعلقة بتصميم وتشغيل محطات الطاقة النووية فى
مركز “بوتاكوف” للعلم والتعليم التابع لمدرسة هندسة الطاقة فى جامعة
تومسك البوليتكنيكية.
وأضافت الشركة فى بيان لها اليوم أن، هذا العام أكمل 48 طالبا نوويا وبينهم 13
مصريا و10 فيتناميين و2 من كازاخستان و23 روسيا، دراستهم ضمن البرنامج “محطات
الطاقة النووية: التصميم والتشغيل والهندسة”، وذلك بعد إتمامهم دورة التعليم
باللغتين الإنجليزية والروسية التى استمرت 5.5 سنوات.
وفى إطار البرنامج التعليمى المشترك بين جامعة تومسك البوليتكنيكية والجامعة
المصرية الروسية بدأ الطلاب النوويون من مصر دراستهم أولا فى وطنهم حيث درسوا خلال
ثلاث سنوات القضايا النظرية العامة للعلوم الطبيعية، لينتقلوا بعد ذلك إلى روسيا
لمواصلة التعليم والتعمق فى مواد تخصصهم بمركز “بوتاكوف” للعلم والتعليم
فى مدرسة هندسة الطاقة. ودورة التعليم بالنسبة لهؤلاء الطلاب جرت باللغة
الإنجليزية بالكامل.
وقال سيرغى لافرينينكو، منسق البرنامج التعليمى الرئيسى فى جامعة تومسك
البوليتكنيكية: “توجد فى روسيا حوالى عشرة برامج تعليمية فى مجال الطاقة
النووية تنفذ ضمن جامعات مختلفة، لكن هذا البرنامج فريد من نوعه ويتميز بكونه
شاملا ومتكاملا. نقوم بإعداد نخبة مختصين فى صناعة الطاقة النووية بكافة مكوناتها
وليس فى عناصر محددة منفصلة من ضمنها مثل المفاعلات والتوربينات ومولدات البخارية.
يستطيع خريجونا إدارة دورة العمل الكاملة فى محطة طاقة نووية“.
وتضمن البرنامج دراسة المفاهيم والنظريات الأساسية لعلم الفيزياء وعلم الحركة
وحسابات العمليات الفيزيائية النيوترونية، فضلا عن مبادئ تصميم وتشغيل وهندسة
محطات الطاقة النووية.
وبموجب
اتفاقية موقعة بين جامعة تومسك البوليتكنيكية والجامعة الوطنية للأبحاث النووية (MEPhI) تلقى الطلاب الأجانب المشاركون فى البرنامج دورة
تدريب عملى فى مركز الموارد بمدينة فولغودونسك.
وقال أحد الخريجين المصريين مينا سامى بولس تاوضروس: “أعجبنى حقا نظام
التعليم فى روسيا. كانت التخصصات التى جرى تدريسها مفيدة وحصلنا بفضلها على قدر
كبير من المعارف العملية والنظرية. نجحت فى اجتياز الامتحان وهذا دليل على فعالية
البرنامج ونجاعته. إذا طُلب منى تقييم جودة التعليم، سأعطى جامعة تومسك
البوليتكنيكية 300 نقطة من 100“.
وأضاف: “تكمن ميزة الدراسة فى جامعة تومسك البوليتكنيكية فى أنها تحتوى على
قدر كبير من التعليم التطبيقى والممارسة، وهذا أمر هام لتخصصنا. ليست أمامنا فى
مصر فرص كهذه. فى المستقبل، أرغب فى العودة إلى الوطن للعمل فى محطة الضبعة للطاقة
النووية قيد الإنشاء. إننى على ثقة تامة بأن المعرفة التى تلقيتها هنا ستفيدنى فى
عملى مستقبلا“.
وشملت أعمال التخرج المقدمة من الطلاب مشاريع تغطى جميع المواضيع المتعلقة بقطاع
الطاقة النووية، بما فيها تصميم محطات نووية جديدة، وتحسين أداء وتشغيل المفاعلات
النووية ومعدات التبادل الحرارى، ومولدات البخار والمكثفات والتوربينات، وإدارة
النفايات المشعة.
وقال لافرينينكو: “هناك طلب مرتفع جدا على خريجى هذا البرنامج كونهم يتمتعون
بالمعرفة المتكاملة حول عمل محطة للطاقة النووية، ولكل واحد من خريجى هذا البرنامج
لعام 2020، هناك ما يصل إلى أربعة فرص توظيف“.
وقد جرى قبول الطلاب المصريين للالتحاق بالبرنامج عن طريق الحصص وعلى نفقة وزارة العلوم
والتعليم العالى الروسية. وسيكون بإمكان خريجى البرنامج من العثور على فرص عمل فى
الشركات قيد الإنشاء التابعة لمؤسسة “روساتوم” الحكومية الروسية فى مصر
وفى معاهد لدراسة الطاقة النووية.
الجدير بالذكر أن الجامعة المصرية الروسية تعد أول جامعة روسية فى الشرق الأوسط،
وتأسست عام 2006 فى مدينة بدر الواقعة بالقرب من العاصمة القاهرة، بصفة مؤسسة
تعليمية خاصة. وقد تم إنشاؤها بمبادرة من مجموعة من المستثمرين المصريين تكونت من
شخصيات علمية وليس رجال أعمال، وفى 2015 أطلقت الجامعة برنامجا تعليميا تحت عنوان
“محطات الطاقة النووية: التصميم والتشغيل والهندسة“.