مع بدء دورة الانعقاد الحالية ل مجلس النواب ، كان المصريون على موعد مع سابقة هي الثانية من نوعها سجَّلها تاريخ مصر بترؤسها الجلسة الافتتاحية ل مجلس النواب كونها أكبر الأعضاء سنا، حيث كانت عائشة حسانين أول سيدة فى تاريخ مصر ترأس الجلسة الافتتاحية للبرلمان فى عام 1979، إنها الكاتبة الصحفية والإعلامية القديرة فريدة الشوباشي أحد أبرز رموز المناضلات المصريات والتي يشهد لها الجميع بوطنيتها الشديدة وحبها لمصر الذي لا حدود له.
« نصف الدنيا » التقت النائبة فريدة الشوباشي في أول حوار لها بعد وصولها إلى البرلمان، لتؤكد تقديرها للرئيس السيسي لإنصافه المرأة المصرية ، وإعادة اعتبارها وكرامتها وحريتها، مؤكدة أنه يقود السفينة بالكثير من الحكمة والتروِّي حبا في مصر، وحدثتنا أيضا عن مدى اعتزازها بوصولها إلى الحياة النيابية من بوابة القائمة الوطنية في حب مصر التي تضم بداخلها مرشحين لأطياف عدة، ولن يكون هناك رأي واحد ينفرد بالقرار، مؤكدة أن تاريخها قد تُوِّجَ بانتخابها لعضوية المجلس.. كما أكدت أن الانتخابات النيابية الأخيرة التي شهدتها مصر تاريخية وتسجل صفحة جديدة في سجلات تاريخ مصرنا الجديدة.
ـ في البداية، سألناها: ما رأيك في نسبة تمثيل المرأة في مجلس النواب في دورته الحالية؟
هو إنصاف للمرأة وانتصار لمصر، فللمرة الأولى في تاريخ الحياة النيابية في مصر، يكون للمرأة تمثيل يفوق كل التوقعات فأصبح هناك أكثر من 27% من مقاعد المجلس للسيدات، فمصر حاليًا تعيش أزهى عصورها من حرية المرأة، وذلك دليل على ثقة الرئيس السيسي والدولة المصرية بأن تمكين المرأة في الحياة النيابية إقرار بدورها في ثورة 30 يونيو، فكل من خرج في هذه الثورة المجيدة ربته امرأة مصرية، فالفترة المقبلة ل مجلس النواب هي الأهم خلال السنوات الأخيرة في تاريخ مصر، والمجلس الحالي سيكون بمثابة الضربة القاضية لأي من فلول تنظيم الإخوان الإرهابي الموجودين، وأتمنى ذلك، فتجربة الإخوان في العام الذي حكموا فيه مصر ليس بها ذرة تشجع المصريين على إعادتهم إلى الحياة مرة أخرى، ولا بد أن نستغل ذلك ونستثمره في أن يفهم الناس خطورتهم كتنظيم إرهابي كان سيهدم مصر.
ـ وما أهم الملفات التي تحملينها معك بعد أولى جلسات المجلس لمناقشتها والتي تضعينها على قائمة أولوياتك؟
ملف الإعلام والقوى الناعمة المصرية في مقدمة اهتماماتي، فاهتمامي بهذا الملف ناتج عن تجربتي الإعلامية وخبراتي في مجالات معينة من الممكن أن أضيف من خلالها الكثير، خصوصا أنني أرى المستقبل مشرقا ولديّ ثقة كبيرة في الشباب لقيادة الوطن، وثقتي هذه نابعة من أن لدينا قيادة تطمح إلى الأفضل، تلك القيادة التي أيدها عشرات الملايين من المصريين.
– ما رؤيتك لسياسة مصر الخارجية منذ تولي الرئيس السيسي حكم مصر؟
أرى أن الرئيس السيسي يسترد مكانة مصر بخطى واثقة، والدليل على ذلك أن أي خلاف أو نزاع إقليمي يُؤخذ فيه رأي مصر وتوضع له الحسابات، ورغم عدم رضا الخارج عن سياسة الرئيس السيسي لأنه لا ينحاز إليهم ولا يوافق على ما يفعلونه في أي مكان لكنه اكتسب احترام العالم ويأخذون رأيه، واستقبله كل رؤساء العالم، وذلك في حد ذاته إنجاز لأن كلمة مصر أصبحت مسموعة في العالم كله.
ف الرئيس السيسي يمشي في الطريق الذي أريده، فهو يقود السفينة بالكثير من الحكمة والتروِّي في حب مصر الذي لا يستطيع أحد أن يشكك فيه، وعلينا أن نساعده بأن نشتغل، وأن نعي خطورة الانفجار السكاني على مستقبل مصر كي تعود إلى رونقها وتعيد تصدير الخبرات والطاقات إلى العالم كله.
ـ في المشهد الحالي أمامنا التجاوزات التركية مصر، بم تفسرين حالة العداء التركية لمصر؟
مصر حجر عثرة أمام أي أطماع وخطط معادية للشعب العربي بما فيه مصر، فتركيا تعادينا بسبب أن رئيسها أردوغان كان يتصرف بموافقة الرئيس الأمريكي السابق ترامب، فكيف يكون أردوغان عضوا في الحلف الأطلنطي، علامة استفهام كبرى هنا؟، وأثناء عملي في راديو فرنسا كان البعض يقولون لي إن إسرائيل هي التي تتحكم في أمريكا، إلى أن حدث العدوان الأمريكي على العراق لتحرير الكويت في عام 1990، وقام بوش الأب بجمع العرب ليقتلوا العراقيين، وضرب نظام صدام صاروخا على تل أبيب ومات شخص فلسطين ي وسئل إسحاق شامير كيف ستردون؟ فقال سنرد في الوقت المناسب، لكن بوش الأب حذَّره من أي فعل كي لا تفسد طبخته في حال ضرب إسرائيل للعراق لأن العرب سيتركونه، وما تبع ذلك عام 2003 كي يقيموا الديمقراطية وفقا لمخطط الشرق الأوسط الكبير الذي نراه الآن.
فإسرائيل أداة يمكن تشبيهها بأنها حاملة طائرات أمريكية في الشرق الأوسط.
ـ كيف تنظرين إلى تصرفات قطر في ضوء العداء المستمر لمصر حتى بعد توقيع اتفاق المصالحة أخيرا؟
عداء قطر المستمر لمصر يتمثل في أن ثروة الغاز لديها هي التي يتحكم فيها الرئيس ترامب، فتميم بن جاسم يريد أن يحافظ على بقائه فقط، وهو لا يتحكم في تنظيم الإخوان بل يتلقى الأوامر التي ينقلها إليهم من المخابرات العالمية التي تمليها عليه.
فمصر تقع في منطقة حاكمة موقعها في غاية الأهمية، ومليئة بالثروات التي تمثل عصب البشرية كلها وعصب الصناعة، ونحن مستهدفون لهذا السبب على شتى الجبهات شمالا وجنوبا وغربا، فلو كانت حماس التي حاكت ضدنا المؤامرات ببناء الأنفاق لاختراق أمننا القومي، قامت بجزء من ذلك مع إسرائيل لكانت استردت فلسطين من الاحتلال.
ـ كيف يمكننا محاربة الإعلام المعادي الذي يقلل من الإنجازات التي تقوم بها الدولة الآن؟
– الشعب يعي كل شىء، والدليل أنه لا أحد يلتفت إلى منابر الفتنة من المصريين الهاربين من الخونة القائمين على هذه المنابر. ف الرئيس السيسي ورث (خرابة) بمعنى الكلمة، وهو يعيد بناء الدولة، فهو قائد له بصمة واضحة لا يستطيع أن ينكرها أحد في الداخل أو في الخارج.
فعلينا أن نعيد إعلامنا الوطني مثلما كان، ولا ينبغي أن يتحول إعلامنا إلى مجرد أداة للرد على هؤلاء الذين ينبحون عداءً لمصر ومصريتهم، فعلينا أن نسترد قوة مصر الناعمة التي لمستها من قبل أثناء تغطيتي للحرب العراقية الإيرانية، فعندما كان يذاع مسلسل «رأفت الهجان» كانت شوارع بغداد تخلو من الناس لمتابعة المسلسل، ولتر ما فعله مسلسل «الاختيار» والتفاف الجميع حول الشاشة لمتابعته، انظر أيضا إلى فيلم «الممر»، نريد من إعلامنا ذلك، ولا نريد تسليط الضوء على الجريمة، وعلى الجهات المؤثرة في الدولة أن تعي أهمية إحياء الإعلام الوطني.
ـ لكونك ناصرية كيف يمكننا أن نربط بين المرحلة التي نعيشها حاليا ومرحلة الزعيم جمال عبدالناصر؟
– بعد وفاة الرئيس عبدالناصر أخذنا طريقا آخر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفي شتى المناحي إلى أن حدثت ثورة 30 يونيو التي أعادت مصر إلى طريقها الحقيقي، وذلك يفسر العداء والحملات الشعواء الكاذبة والشائعات الحقيرة وكل الأسلحة الفاسدة ضد الرئيس السيسي ، لأننى لن أنسى العبارة التي قالها في بداية الثورة والتي أخذتها منذ ذلك الحين ووضعتها أمامي ومن وقتها قلت: نعم السيسي رئيسي، لكونها أعادتني إلى الحقبة الناصرية، وهي العبارة التي قال فيها: إن الإرادة المصرية لن تعلو عليها إرادة أخرى.
فذلك بالنسبة لي هو الرئيس الذي كنت أريده، لكن عندما يقول لي رئيس آخر إن 99 في المئة من أوراق الحل بيد أمريكا، فإنه لا يمثلني.
فأرى أن كثيراً من الحكام العرب لا يقرؤون مثلما قال الإسرائيليون، لكن الحاكم الذي كان يقرأ هو الرئيس جمال عبدالناصر، فلو كان الحكام العرب يقرؤون لكانوا أوقفوا نهائيا الحروب القذرة التي تجتاح الوطن العربي حاليا والمنطلقة من الطائفية، لذلك أسأل إذا كان الشيعي يقتل السنِّي والسنِّي يقتل الشيعي والقبطى يقتل المُسْلِم والمُسْلِم يقتل القبطي والعَلَوِي يقتل الدرْزِي والدرْزِي يقتل العَلَوِي، فما المجهود الذي ستفعله إسرائيل كي تُدَمِّرُنا؟ لاشىء، فمثلما قال الصهيوني الحقير كسينجر كما وصفه أحمد بهاء الدين «إن أكثر ضمان لبقاء إسرائيل في المنطقة العربية هو تفتيت المنطقة إلى دويلات عرقية وطائفية».
كما أنني من الجيل الذي يؤمن بمقولة جمال عبدالناصر «إذا لقيتوا أمريكا راضية عَنِّي اعرفوا إن أنا ماشي في الطريق الخطأ»، لماذا؟! فاليوم كيف أثق في دولة تدوس بحذائها على حقوقنا وحتى على قرارات مجلس الأمن الدولي لأن رئيسها الذي ظن أنه ورثنا أعطى القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل بل وأهداها الجولان أيضا، وهذه أمور تجعلنا نصاب بالجنون إن هذه الدولة تعطينا دروسا في الديمقراطية وتقول إن عندنا المعارضة، لكن الحقيقة أن المعارضة الموجودة عندنا هي التي تشتغل لحساب الأمريكان.
وأفخر بأنني من ضمن الناس الذين خاضوا تجارب مريرة كثيرة وأنقذنا بلدنا، لأن من يعي خطورة ما كان يحاك ضد مصر، أنها كانت مشروعا لتقسيمها إلى خَمْس دويلات، وهي أمور لا تحتاج إلى أدنى ذكاء كي نعرف أننا كنا مستهدفين.
ـ كيف تنظرين إلى تصريحات الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون التي قرن فيها الإرهاب بالإسلام؟
– الأصل في الإسلام أن الله سبحانه وتعالى قال: «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، فهل هناك ديمقراطية وحرية أكثر من ذلك،؟ بينما يأتي مُدَّعُو الدين، فلا يهمهم من يحكمني، لكن اليوم أين القومية وما الذي جعلنا نحقق انتصارا أسطوريا في أكتوبر 1973، السر أننا كنا وحدة واحدة ونسيجا واحدا، ومازلنا نسيجا واحدا، هم حاولوا أن يهدموا هذا النسيج، وذلك ما جعلنا نخرج في ثورة 30 يونيو 2013.
فاليوم عندما تفكر لماذا يباهى الإسرائيليون بعبقريتهم؟ فنحن لماذا لا نتباهى بعبقرية اللواء باقي زكي يوسف الذي حطم خط بارليف بالمياه؟ هل كان من الممكن أن يرد فكر أحد في القيام بذلك، فلماذا لا نبرز مثل هذه البطولات؟، لأنني أرى أن مُدَّعِي الدين ما زالوا يُطْبِقُون على أنفاسنا، لذلك على المؤسسات الدينية أن تتبنى موقفا شجاعا دفاعا عن الإسلام ودفاعا عن وحدتنا الوطنية.
فالتدين الظاهري من أشد الخطط خُبْثا، ففي الستينيات كانت موضة ارتداء الفتيات الميني جيب ولم نسمع عن التحرش كظاهرة نعاني منها اليوم، وهي أصبحت موجودة نتيجة الغزو الوهابي المتطرف.
ـ وكيف تردين على محاولات تشويه إنجازات الرئيس السيسي ؟
– الرئيس السيسي الذي يبني مصر من جديد في وقتنا الحالي، هم يحاربونه أيضا، ولننظر إلى الإنجازات التي قام بها وأبهرت العالم كله، هم لا يريدون ذلك، هم يريدون فقط أن يقترض الرئيس السيسي الأموال كي نأكل، فالفكرة الموجودة في رؤوس هؤلاء المُدَّعِين أن ننام والرئيس هو الذي يعمل، فكرة في منتهى الخُبث، فهم لا يسيرون على منهاج الإسلام الصحيح في قول الله عز وجل «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، فالعمل فريضة وأمر لأنه ليس هناك إعمار للحياة الدنيا دون عمل، ولا يُعقل أن يأتي من يقول إننا كمسلمين موجودون هنا كي نقتل البشرية كلها، أين نحن من قول «جادلهم بالتي هي أحسن»؟ فكل قيم الإسلام التي تربينا عليها وتعلمناها مسحوها ووضعوا لنا بدلا منها لغة السيف والقتل والسَّبْي، وفعلوا كل ما هو كريه وكَرَّهوا الناس في الإسلام.
هم يستهدفون جيشنا لأنه هو الذي أفشل مخططهم الحقير، وكان الجيش نداء مصريا شعبيا، ففي ثورتي 2011 و2013 الشعب هو الذي استدعى الجيش، كما كان الأمر نفسه في ثورة 23 يوليو 1952.
والحقيقة أن بناء مصر سيغير الخريطة مرة أخرى، فمصر هي القائد بحكم التاريخ، لذلك أشعر بطمأنينة لأن الرئيس السيسي يحافظ على مصر ضد أي محاولات للنيل منها.