تعرضت مقبرة مسيحية في مدينة جدة بالسعودية،
الأربعاء، لهجوم بعبوة ناسفة خلال مراسم إحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى،
الذي كان يحضره عدد من القناصل، من بينهم القنصل الفرنسي في جدة.
وأسفر الهجوم عن إصابة أحد موظفي القنصلية
اليونانية ورجل أمن سعودي بجروح طفيفة، من جراء الهجوم الذي استهدف المقبرة، التي تعرف
باسم “مقبرة الخواجات”. فما قصة هذه المقبرة؟
تقع المقبرة المخصصة لدفن المسيحين في حي
البلد بمدينة جدة غربي السعودية، إذ ارتبطت جدة تاريخيا بالمسيحيين، وكانت جالية مسيحية
صغيرة، أغلبها من أصل يوناني، تعيش بالمدينة منذ عصر المماليك.
وأشار عدد من المؤرخين، إلى أن عدد المسيحيين
في مدينة جدة في عام 1274 ميلادية كان 100 شخص تقريبا.
وتُرجع المصادر تاريخ المقبرة إلى عام
1520، حين تم تخصيصها لأول مرة لدفن موتى غير المسلمين في عهد المماليك.
وفي عهد الدولة العثمانية، دفن في المقبرة
جنود برتغاليون كانوا يحاصرون مدينة جدة في القرن السادس عشر الميلادي.
لكن المقبرة اكتسبت شهرة أوسع مع بدء دفن
جثث بعض الجنود البريطانيين فيها أثناء الحربين العالميتين.
وتحتوي المقبرة على شواهد لقبور موتى قضوا
في الحرب العالمية الثانية، من بينها ضريح لجندي بريطاني مجهول الهوية قُتل في تلك
الحرب، كما تضم جثة أسترالي دفن عام 1885 ميلادية، وألماني دفن عام 1912.
وتستخدم المقبرة حاليا لدفن المتوفين من
الوافدين الأجانب إلى السعودية من المسيحيين، لا سيما الفلبينيين منهم المقيمين في
السعودية.
وتشرف على المقبرة عدة قنصليات أجنبية في
جدة، منها القنصلية الأميركية والبريطانية والفرنسية والإثيوبية، وتتناوب تلك القنصليات
بشكل سنوي على الاهتمام بالمقبرة وتشجيرها وتعيين حارس لها ودفع مرتبه الشهري.
ويحيط المقبرة سور مرتفع، مساحته تقترب
من الألف متر مربع، وفي داخلها تصطف مئات القبور، التي تعلوها شواهد من المرمر، حفرت
عليها أسماء وتواريخ، وكثير منها محاط بالورود.
وتنتظم الأضرحة داخل المقبرة بحسب الأعمار،
إذ إن للأطفال ركن خاص، وللكبار ركن آخر. وعلى ذوي المتوفى أن يحضروا شهادة الوفاة
وتصريح الدفن من السفارة التي يتبع لها لإتمام مراسم الدفن في المقبرة.
ويقول حارس المقبرة إنه كل أربعة أو ستة
أشهر يدفن عدد يتراوح بين اثنين وثلاثة مسيحيين، معظمهم من الجنسية الفلبينية والهندية،
بالإضافة إلى وجود ضريحين لعربيين من السودان ولبنان.