أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، النصر
في المعارك التي خاضها جيش بلاده مع قوات الاحتلال الأرمينية بقره باغ، وإجبار رئيس
الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على توقيع اتفاق يقضي بتسليم 3 محافظات محتلة.
وفي خطاب متلفز للشعب الأذربيجاني فجر الثلاثاء،
أعلن علييف أيضا وقفا نهائيا للاشتباكات في قره باغ بموجب الاتفاق الجديد الموقع الذي
بدأ سريانه منتصف ليل الإثنين الثلاثاء.
وبين علييف أنه كان من المقرر توقيع الاتفاق عبر
دائرة تلفزيونية مغلقة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرميني نيكول
باشينيان، إلا أنّ الأخير لم يشارك في الخروج أمام الكاميرا في اللحظات الأخيرة.
وبهذا الخصوص علق علييف قائلا: “نتفهم ذلك،
لأن الاتفاق يعني خسارة أرمينيا عسكريا، باشينيان سيوقع على الاتفاق بعيدا عن عدسات
الكاميرات بشكل جبان. إنه لا يوقع بإرادته، بل بفضل القبضة الحديدية لأذربيجان”.
وأشار الرئيس الأذربيجاني إلى أنّ الاتفاق
ينص على تسليم 3 محافظات محتلة لبلاده خلال فترة زمنية محددة، وهي كلبجار حتى 15 نوفمبر
الجاري وأغدام حتى 20 من الشهر نفسه، ولاتشين حتى 1 ديسمبر المقبل.
وقال علييف في خطابه إنّ: “تحرير أذربيجان 300 منطقة
سكنية منذ 27 سبتمبر قصم ظهر الجيش الأرميني”.
كما لفت إلى أنّ الاتفاق ينص على نشر قوات
حفظ سلام روسية في قره باغ لمدة 5 سنوات، ستتجدد تلقائيا في حال عدم اعتراض أي من الأطراف
قبيل 6 أشهر من موعد انتهاء مهمتها.
وأشار إلى أنّ انتشار قوات حفظ السلام الروسية
في المنطقة، سيكون مرتبطا بانسحاب القوات الأرمينية.
وتوجه علييف بالشكر لنظيره التركي رجب طيب
أردوغان، لوقوف بلاده إلى جانب أذربيجان، طوال فترة معاركها من أجل تحرير أراضيها المحتلة
من قبل أرمينيا.
ووصف علييف الاتفاق الثلاثي (أذربيجان وروسيا
وأرمينيا) بأنه سيكون “النقطة الأخيرة” في مسألة قره باغ، قائلًا: “اليوم تم إنهاء
مسألة قره باغ”.
وأوضح علييف أنّ المادة الخامسة من الاتفاق
تنص على تشكيل مركز قيادة لقوات حفظ السلام بإشراف عسكريين أتراك وروس، بهدف تعزيز
مراقبة الأطراف لوقف إطلاق النار.
وأكد أنّ تركيا ستلعب دورا في حل الصراع
بالمستقبل ومراقبة وقف إطلاق النار.
وأضاف: “أقدر جهود أخي رجب طيب أردوغان
والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأنهم بذلوا مساعٍ كبيرة طيلة الأيام الـ 45 الماضية
من أجل حل النزاع بالطرق السلمية، والرئيسان لعبا دورا كبيرا في إنهاء القتال”.
وشدد علييف على أن الاتفاق بمثابة نصر مؤزر
وتاريخي لأذربيجان، مبيناً أنّ أرمينيا رفضت مقترحا سابقا له بجعل قره باغ ذات حكم
ذاتي، أما الاتفاق الحالي بحسب علييف، لا ينص على أي وضع خاص لقره باغ.
ولفت إلى إحداث آلية من أجل مراقبة وقف
إطلاق النار، وبين أنه سيتم شق طريق في السنوات الثلاث المقبلة، يربط بين قره باغ وأرمينيا.
وأوضح أن الاتفاق يقضي بعودة النازحين لديارهم،
والإفراج عن الأسرى، وتسليم جثامين القتلى.
كما أكد على إعادة فتح الشرايين الاقتصادية
والمواصلات، وفتح معبر يصل المناطق الغربية للبلاد مع جمهورية نخجوان ذاتية الحكم التابعة
لجمهورية أذربيجان.
وقال علييف: “باشينيان مجبر للتوقيع على
الاتفاق. كان في وضع محزن ويرثى له، أما أنا فوقعت بفخر وسعادة كبيرين، لأن الاتفاق
ينهي سنوات طويلة من الاحتلال”.
وهنأ علييف الشعب الأذربيجاني والنازحين
من الأراضي المحتلة بتحقيق النصر في قره باغ.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن
في وقت سابق توصل الطرفين الأذربيجاني والأرميني لاتفاق ينص على وقف إطلاق النار في
قره باغ اعتبارا من الساعة 00:00 بتوقيت أنقرة من يوم الثلاثاء.
ومن جانب آخر علق باشينيان على الاتفاق
بقوله “لم يكن لدي خيار إلا التوقيع عليه” و”القرار الذي اتخذته يستند لتحليل عميق
وتقييم أشخاص على علم بالواقع العسكري على الأرض”.
علّق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان،
على الاتفاق المبرم مع أذربيجان، والذي ينهي احتلال إقليم قره باغ، بقوله “لم يكن لدي
خيار إلا التوقيع”.
وفي خطاب مباشر ألقاه باشينيان عبر صفحته
على فيس بوك، فجر الثلاثاء، قال: “إن القرار الذي اتخذته يستند لتحليل عميق وتقييم
أشخاص على علم بالواقع العسكري على الأرض”.
وبعد نزول المواطنين الأرمينيين لشوارع
العاصمة يريفان رفضا لقرار توقيع الاتفاف، حذر باشينيان من دفع المواطنين للتمرد، قائلاً:”
كل شخص يدفع الشعب للتمرد سيمثل أمام القضاء”.
ومن جانب آخر شهدت العاصمة يريفان مظاهرات
ضد باشينيان، اقتحم خلالها المحتجون المباني الحكومية، ومبنى البرلمان.
وردد المحتجون هتافات ضد باشينيان، ودعوا
لمواصلة القتال في قره باغ الأذربيجانية.
وكان الرئيس الروسي، أعلن في وقت سابق توصل
الطرفين الأذربيجاني والأرميني لاتفاق ينص على وقف إطلاق النار في قره باغ اعتبارا
من الساعة 00:00 بتوقيت أنقرة من يوم الثلاثاء