شهد مؤتمر موسكو الثامن للأمن الدولي اليوم الأربعاء مواجهة كلامية حادة غير مباشرة بين نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، ووزير الدفاع الإيراني، العميد أمير حاتمي.
وفي كلمة ألقاها خلال المؤتمر، اتهم الأمير خالد، شقيق ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي يتولى منصب وزير الدفاع في بلاده: “في الوقت الذي تسعى فيه المملكة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، لإتاحة الفرصة لشعوبها لتحقيق تطلعاتها التنموية، يستمر النظام الإيراني منذ عام 1979 في نهجه الداعم للتطرف والإرهاب، وتغذية الطائفية والانقسام ولا يعترف بالدولة الوطنية، ويتعامل من منطلقات ثورية عابرة للحدود، ويقوم بممارسات خطرة تتنافى مع أبجديات القانون الدولي”.
وتابع بن سلمان: “من هذه الأعمال احتضان الإرهابيين وتزويد الجماعات المتطرفة والميليشيات بالتمويل والأسلحة، وأول المتضررين من هذه السياسات بكل أسف هو الشعب الإيراني الذي يستحق العيش باستقرار ورفاه وأمن مع محيطه”.
واعتبر نائب وزير الدفاع السعودي أن “المنطقة تقف أمام مفترق طرق يستلزم موقفا حازما لتحقيق مستقبل مشرق يحقق تطلعات شعوبها”، معتبرا أن إيران تحاول “فرض رؤية 1979 التوسعية والتخريبية… في المنطقة بالدم والنار والدمار”.
واتهم الأمير خالد “النظام الإيراني” بأنه “يشارك الأفكار والمنطلقات والوسائل مع الجماعات والتنظيمات الإرهابية ومنها وكلاؤها في المنطقة ميليشيا حزب الله الإرهابية في لبنان وميليشيا الحوثي في اليمن، والتي سعت للاستيلاء على الدولة اليمنية واعتدت على حدود السعودية، حيث أطلقت هذه الميليشيات أكثر من 200 صاروخ باليستي استهدفت عاصمة المملكة ومدنها”.
ووجه وزير الدفاع الإيراني ردا حادا على نائب نظيره السعودي في كلمة ألقاها لاحقا خلال المؤتمر، حيث اتهم المملكة بأنها مصدر التطرف في الشرق الأوسط وارتكبت جرائم عديدة في اليمن بحق المدنيين العزل.
وقال حاتمي في كلمته: “علما بأن موطن وأصول مدرسة فكر الإرهاب في منطقتنا تعود إلى السعودية، أوصيها بألا تسمح بتسجيل اسمها في التاريخ إلى جانب اسم رعاتها الأمريكيين من خلال تأييدها للإرهاب وإرسال الإرهابيين إلى أنحاء العالم فضلا عن قتل الناس العزل والمظلومين في اليمن”.
وأضاف وزير الدفاع الإيراني: “أوصي السعوديين بإعادة النظر في سياساتهم ومراجعتها والعودة إلى حضن العالم الإسلامي”.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران تصعيدا كبيرا في السنوات الأخيرة وزاد التوتر بين البلدين، وهما أكبر قوتين إقليميتين متنافستين في المنطقة، بعد وفاة مئات الأشخاص الإيرانيين، في حادث تدافع مأساوي وقع في السعودية أثناء موسم الحج عام 2015.
وحملت طهران الرياض المسؤولية عن هذا الحادث، مشيرة إلى أن عدم كفاءة المسؤولين السعوديين المعنيين بتنظيم الحج كان سببا لوقوع الكارثة.
ومرت العلاقات السعودية الإيرانية بتصعيد جديد وتوترت للغاية بعد قيام سلطات الرياض في 2 يناير 2016 بإعدام 47 شخصا، من بينهم رجل الدين الشيعي، الشيخ نمر باقر النمر، في خطوة أثارت إدانات شديدة اللهجة من قبل طهران، وغضبا كبيرا في الشارع الإيراني.
وتحولت الاحتجاجات الواسعة في العاصمة الإيرانية، في 3 من الشهر ذاته، إلى اقتحام السفارة السعودية لدى طهران من قبل الجماهير الغاضبة.
وقطعت السعودية والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع إيران في يناير 2016 على خلفية هذا الحادث، وذلك بالتزامن مع تصعيد العلاقات بين البلدين بسبب النزاع في اليمن حيث تدعم السعودية الحكومة المعترف بها دوليا بينما تؤيد إيران قوات الحوثيين.
وازدادت الضغوط الدولية على إيران بشدة بعد تولي الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، زمام الحكم في الولايات المتحدة، ويسعى سيد البيت الأبيض إلى تحشيد صف حلفائه، خاصة إسرائيل والسعودية، ضد الجمهورية الإسلامية، التي تتهمها الدول الـ3 بأنها أكبر قوة داعمة للإرهاب ومزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.