أطلقت النائبتان المسلمتان الديموقراطيتان في الكونغرس الأمريكي، إلهان عمر ورشيدة طليب، حركة في حزبهما لدعم حملة مقاطعة إسرائيل.
وأعلنت كل من عمر وطليب، المنتميتان إلى الجناح اليساري للحزب الديمقراطي، دعمهما لحركة “BDS” (مقاطعة، سحب الاستثمارات، وعقوبات) التي تدعو إلى المقاطعة الاقتصادية والثقافية والعلمية لإسرائيل احتجاجا على احتلالها الأراضي الفلسطينية.
وتقول طليب، المواطنة الأمريكية من أصول فلسطينية وعمرها 42 سنة وتمثل ولاية ميتشغان في مجلس النواب الأمريكي، إنها تريد تسليط الأضواء على “مسائل مثل العنصرية وخروقات إسرائيل للحقوق الإنسانية للفلسطينيين”.
أما عمر، المواطنة الأمريكية البالغة 37 عاما والنائبة الوحيدة في مجلس النواب التي ترتدي الحجاب وتمثل ولاية مينيسوتا، تؤكد أنها تعمل على إدخال بعض التوازن إلى الموقف الأمريكي الذي برأيها “يعطي بشكل واضح الأولوية” لإسرائيل، كما تندد بقانون صدر عام 2018 يعتبر إسرائيل “الدولة الأمة للشعب اليهودي”، معتبرة أن وضع الأقليات الدينية هناك ليس أفضل من وضعها في إيران والسعودية.
وأثارت هذه التصريحات ضجة كبيرة في مجلس النواب، ووصف النائب الجمهوري، لي زيدلين، كلام عمر بأنه عبارة “عن حقد ضد إسرائيل ومعاداة للسامية”، مضيفا: “بدأنا نرى كيف تتسلل الى قلب السياسة الأمريكية حتى في دهاليز الكونغرس”.
واتهمت المجموعة الجمهورية في مجلس النواب قيادة الحزب الديموقراطي بتشجيع “خطاب الكراهية وعدم التسامح إزاء إسرائيل”.
ومع أن مسؤولين ديموقراطيين سارعوا بالدفاع عن النائبتين المسلمتين اللتين تنفيان أي ميول معادية للسامية، فإن مواقفهما تحرج الحزب.
وقال مدير مؤسسة رصد معاداة السامية المعاصرة، ألفين روزنفيلد، لوكالة “فرانس برس”، في هذا السياق: “هناك بالطبع خلاف داخل الحزب الديموقراطي حول طريقة التعامل مع حملة حركة BDS ومن يدعمونها… ففي حال مال الحزب نحو اليسار المتطرف وابتعد عن الروابط التقليدية لأمريكا مع أحد أقرب حلفائها، فإنه سيعاني بالطبع في صناديق الاقتراع”.
وحسب روزنفيلد يتوجب على الديموقراطيين أن “يثبتوا موقفهم فعليا بالسعي لمكافحة معاداة السامية”، مع العلم أن الرئيس، دونالد ترامب، عزز العلاقات كثيرا مع إسرائيل عندما اعترف بالقدس عاصمة لها عام 2017 ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب.
ووعد الرئيس الديموقراطي للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، التي تدخل ضمنها عمر، إليوت إنغل، بعدم تجاهل تصريحات وصفها بأنها كانت “جارحة بالفعل” وذلك في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”.
وأفادت الصحيفة بأن إنغل أعرب عن الأمل في أن “تنضج” عمر قريبا.
ولمواجهة تزايد نفوذ التيار اليساري في الحزب الديموقراطي، أنشأ نواب ديموقراطيون مجموعة موالية لإسرائيل داخل الكونغرس.