كتبت\هبه عبدالله
تنطلق اليوم الثلاثاء قمة مجموعة بريكس المنعقدة فى مدينة قازان الروسية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، وهى القمة التى تشهد مشاركة مصر للمرة الأولى كعضو فى التجمع، منذ انضمامها رسميًا له مطلع العام الجاري.
كما شاركت 32 دولة فى القمة من بينها 24 دولة ستكون ممثلة على مستوى القادة. وتأتى القمة الـ16 فى أعقاب نسخة تاريخية عُقدت فى جنوب أفريقيا العام الماضى حيث شهد العالم انضمام الأعضاء الجدد إلى إطار آلية بريكس، وفقا لوكالة شينخوا الصينية.
وقالت شبكة تلفزيون الصين الدولية سى جى تى أن فى نسختها العربية أن آلية تعاون مجموعة بريكس جذابة للغاية للاقتصادات الناشئة.
وتحضيرا للقمة، عقدت روسيا بصفتها الرئيسة الدورية حوارات وجلسات مكثفة لتعزيز سبل تنفيذ المزيد من التعاون بين دول بريكس، وفقا للوكالة الصينية.
ومن بين هذه الفعاليات اجتماع عبر الإنترنت حول عمل مركز البحث والتطوير فى مجال اللقاحات التابع لبريكس جرى فى سبتمبر الماضى، مع التركيز بشكل خاص على الوصول العادل إلى اللقاحات ضد الأمراض المعدية على الصعيد العالمى، والحاجة إلى التعاون الدولى للاستجابة بنجاح للتحديات الجديدة، بما فى ذلك الاستجابة المنسقة للتهديدات التى تشكلها الأمراض.
وأعقب ذلك اجتماع لوزراء بريكس لشئون المرأة فى سانت بطرسبرج بروسيا فى 20 سبتمبر لتحديد “مجالات التفاعل” فى تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، مع التركيز على هدفها الخامس على وجه الخصوص المتمثل فى تمكين جميع النساء والفتيات وتحقيق المساواة بين الجنسين.
وفى 26 سبتمبر 2024، عُقد الاجتماع الـ9 لوزراء الطاقة لدول البريكس فى العاصمة الروسية موسكو. واتفق المشاركون فى الاجتماع على وجود صلة متبادلة بين أجندات الطاقة والمناخ، وكذلك على أن الأهداف والمهام المناخية ينبغى إلا تعوق التنمية الاقتصادية للبلدان المعنية.
ومنذ توليها الرئاسة الدورية للكتلة لعام 2024، حددت روسيا ثلاث مجموعات من الأولويات، وهى السياسة والأمن، والتعاون فى الاقتصاد والتمويل، والتبادلات الإنسانية والثقافية.
وتقترح الدولة الرئيسة بأن تعمل مجموعة بريكس على مواجهة تجزئة النظام التجارى متعدد الأطراف، ومقاومة الحمائية المتزايدة، ومعارضة القيود التجارية الأحادية، وتعزيز التنسيق على المنصات متعددة الأطراف مثل منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولى ومجموعة العشرين، فضلا عن زيادة حجم التجارة والاستثمار المباشر.
وتشمل الأهداف الأخرى فى المجال الاقتصادى تعزيز التحول العادل إلى اقتصاد منخفض الكربون وتحسين التعاون فى مختلف المجالات مثل الصناعة والرقمنة والزراعة والأمن الغذائى والطاقة والنقل.
وفى المجالين الإنسانى والثقافى، تهدف مجموعة بريكس إلى دفع التعاون فى مجال التعليم، بما فى ذلك من خلال شبكة بريكس الجامعية وبرامج التعليم التقنى والمهني. وسيتم تعزيز التعاون بين العلماء والمبتكرين الشباب وتكثيف التبادلات الثقافية. وسيتم توسيع التعاون الإقليمى بين مدن وبلديات بريكس أيضا، إلى جانب دفع الجهود لتعزيز السياحة.
وأضافت الوكالة أنه مع توسيع نطاق التمثيل، تقدم آلية بريكس إمكانيات حقيقية لجعل العالم مجتمعا دوليا أكثر عدلا، مع إمكانيات للدعم والتعاون المتبادلين نحو تحقيق أهداف كل منا فى التحديث والتنمية. ومن القواسم المشتركة التى ستُبنى عليها القمة الـ 16 إيماننا بالاحترام المتبادل لكل دولة عضو واحترام سيادة كل دولة وحق شعبها فى تقرير المصير.
ومن المتوقع أن تؤدى قمة بريكس المرتقبة إلى تعهد ملزم من قادة الدول المشاركة بإنشاء آليات لتعاون أعمق فى التجارة، وإنشاء مؤسسات تكنولوجية ومالية تعزز التبادلات. وبالإضافة إلى ذلك، ستسهل هذه الجهود عملية نقل المهارات والتكنولوجيا عبر الدول الأعضاء.
كما ينبغى أن توفر القمة سبلا للنمو المتسارع فى التجارة الثنائية والمتعددة الأطراف بين اقتصادات دول بريكس، وأن تعزز الميزة التنافسية لدول بريكس فى التجارة العالمية. ويجب على القمة، أكثر من أى شيء آخر، أن تضغط لإيجاد حلول وآليات ملموسة لإنهاء الصراعات وإحلال السلام، لأن السلام شرط لا غنى عنه بالنسبة للتنمية والازدهار المشتركين.
ومن ناحية أخرى، أكد عمدة مدينة قازان إلسور ميتشين، أن المدينة مستعدة لاستضافة قمة “بريكس” على أعلى مستوى، وسيتم اتخاذ إجراءات أمنية غير مسبوقة.
وقال ميتشين لوكالة “سبوتنيك”، إن قازان مستعدة بنسبة 100% لاستضافة قمة بريكس، مضيفا: على مدى ثلاثة أيام من القمة، ستجذب قازان انتباه العالم.
واعتبرت صحيفة موسكو تايمز الروسية، أن استضافة روسيا للنسخة الحالية من فعاليات قمة البريكس تمثل محاولة من جانبها لإعادة تشكيل النظام العالمى وتصوير التحالف باعتباره ثقلًا جيوسياسيًا سريع التوسع فى مواجهة هيمنة الغرب.
ونقلت الصحيفة عن يورى أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، قوله “إن قمة البريكس تعد أكبر حدث للسياسة الخارجية على الإطلاق فى روسيا، فى حين أكد محللون مستقلون أهميتها بشأن إعادة تشكيل النظام العالمى الحالي”.
وتأسست كتلة البريكس فى عام 2009 من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين، وتم توسيعها بعد عام بإضافة جنوب إفريقيا فى حين تم توسيع التحالف إلى مجموعة “البريكس بلس” العام الماضى مع انضمام مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة كأعضاء دائمين. كما تمت دعوة المملكة العربية السعودية والأرجنتين للانضمام إلى أول توسع كبير، لكن لم يمض أى منهما قدمًا فى إضفاء الطابع الرسمى على عضويتهما.