كتبت\خلود حمد
يتمتع بمظهر يجمع بين الجاذبية والهيبة، بملامحه الواثقة وحضوره الطاغي كان يشع طاقة على خشبات المسارح وعلي شاشات السينما، صوته كان قوياً وعميقاً يملأ الفضاء وينقل المشاعر بصدق، مما جعل أدائه اسثنائياً، هو الأرستقراطي المثقف الرائد يوسف وهبي أو كما متعارف عليه يوسف بك وهبي والذي يحل اليوم الخميس الموافق 17 أكتوبر ذكرى وفاته.
يعتبر يوسف وهبي أحد أعظم رموز الفن المصري، قدم العديد من الشخصيات واستطاع أن يحقق توازناً في شخصياته بين الآداء العاطفي والعقلاني، أسلوبه الفريد جعل منه فناناً لا ينُسى، واستطاع أن يقدم يصبح أحد أبرز الفنانين الذين ساهموا في تشكيل هوية المسرح المصري.
ولد وهبي في عائلة أرستقراطية، عشق الفن منذ صغره، ولكن قوبل هذا العشق بالرفض من أبويه، حيث كان التمثيل أو التشخيص كما كانوا يطلقون عليه بالنسبة للعائلات الأرستقراطية هو فضيحة وعار، ولكن كل ذلك لم يجعل وهبي يتخلى يوماً عن حلمه، وظل وراءه حتي تحقق، ولعل أهم مايميز وهبي ليس موهبته الكبيرة لكن أيضاً أنه استطاع أن يجمع بين الفن والثقافة، وكان متأثراً بشكل كبير بالثقافات الغربية خاصة المسرح الإيطالي الذي درسه في بداية حياته، وهذا التأثر انعكس في محاولاته لرفع مستوى المسرح المصري من الترفيه البسيط إلى وسيلة للفكر والنقد الاجتماعي، مما جعله في أعماله دائماً يتناول قضايا تهم المجتمع المصري مثل العادات الاجتماعية البالية، الطبقية، والصراعات النفسية.
استطاع وهبي مع بعض زملائه أن يقوموا بتأسيس فرقة رمسيس والتي أصبحت واحدة من أبرز الفرق في العالم العربي. كانت هذه الخطوة جريئة ومؤثرة في تاريخ المسرح المصري، حيث ساهمت في تقديم مسرح هادف وراقي، وكان وهبي دائما يسعى للتطوير والتجديد حتى استطاع أن يكون رائد من رواد المسرح الحديث ، وكان لديه علاقات قوية مع العديد من الفنانين المصريين، حيث كان يعتبرهم جزءًا من عائلته، في بعض الأحيان، كان يقدم الدعم والمشورة للفنانين الشباب، مما ساهم في تعزيز ثقافة العمل الجماعي في المسرح.
يوسف وهبي ترك بصمة لا تمحى في تاريخ الفن المصري، ليس فقط كممثل ومخرج، بل كقائد لفكر فني يسعى للنهضة الثقافية والتحول الاجتماعي.