أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، أن المنظمة الدولية سترسل وحدة عسكرية من قوات حفظ السلام إلى العاصمة الليبية طرابلس، لضمان أمن البعثة الأممية في البلاد.
وقال سلامة، في مقابلة لصحيفة “لا ستامبا” الإيطالية تم نشر نصها اليوم الجمعة إنه “يمكن نشر ما يقل قليلا عن 250 عنصرا في الأسابيع المقبلة”.
وأوضح سلامة، الذي يرأس البعثة الأممية إلى ليبيا منذ يونيو/حزيران الماضي: “إن تنفيذ هذه الخطوة سيمكننا من بدأ القيام بعملنا في ليبيا بصورة كاملة حتى حلول شهر أكتوبر (تشرين الأول)، الأمر الذي كان مستحيلا عمليا منذ العام 2014 ، على الرغم من أن زملاءنا الليبيين لم يتوقفوا أبدا عن العمل في الأمم المتحدة”.
كما دعا المبعوث الأممي الخاص جميع الأطراف، القائمة بدور الوساطة من أجل تسوية النزاع في ليبيا، إلى مزيد من التنسيق بينها، مشيرا في هذا السياق إلى أن هناك عددا كبيرا للغاية من اللاعبين الخارجيين، الذين ينشطون في البلاد.
وقال المسؤول بهذا الصدد: “إن الليبيين في حيرة صغيرة من أمرهم، لا أريد تحديد الأطراف الملموسة، إن كانت أوروبية أو غير أوروبية، لكنني أود التذكير بأنه إذا كثر الطباخون فسدت اللحمة”.
وشدد سلامة على ضرورة أن يجري تنفيذ جميع المبادرات الخاصة بتسوية النزاع في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة، لافتا إلى أن هذه المنظمة “ليس لديها جيش أو جهاز استخباراتي أو شركات نفطية، وهي لا تقوم ببيع أو شراء شيء، ولا تصنع شيئا ولا تصدر ولا تسترد، إلا أنها تملك الميزة الأكثر اهتماما، أي الكفاءة، الأمر الذي يتيح لها أن تلعب دور الوسيط أحسن من الدول”.
من جانبه، قال جان بيير لا كروا، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، في إفادة صحفية في جنيف، اليوم، إن من المرجح أن تضم الوحدة العسكرية، التي من المخطط إرسالها إلى ليبيا، نحو 150 فردا.
وأضاف لا كروا: “للتأكد من حماية زملائنا مع نشرهم في طرابلس ستكون هناك وحدة حماية ستتألف بشكل أساسي من أفراد عسكريين من الأمم المتحدة من نيبال”.
وتتخذ بعثة الأمم المتحدة من تونس مقرا لها منذ عام 2014، عندما أجبر القتال بين الفصائل الليبية المتناحرة، الذي كان الأعنف منذ سقوط معمر القذافي عام 2011، أغلب موظفي السفارات الأجنبية على ترك البلاد، لكنها زادت تدريجيا من وجودها في ليبيا وتعتزم منذ أشهر العودة على نحو أكبر.
ويعتبر الوضع الأمني في طرابلس ومناطق أخرى بغرب ليبيا هشا بسبب هيمنة الجماعات المسلحة على الأرض.
وانزلقت ليبيا إلى هوة الاضطرابات بعد إطاحة المجموعات المسلحة بدعم من حلف الناتو بحكم القذافي، لكن في العام الماضي تم تشكيل ما أطلق عليه اسم حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، التي تتمركز في طرابلس وتدعمها الأمم المتحدة، لكنها تواجه صعوبة في بسط سلطتها، وتعارضها قوات تسيطر على شرق ليبيا، على رأسها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وفي يوليو/ تموز تعهد الزعماء المتناحرون بالعمل على إجراء انتخابات في العام 2018 ووقف مشروط لإطلاق النار.