كتبت\هبه عبدالله
تواصل إسرائيل قصفها، العنيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، لا سيما أحياء مدينتي غزة وخان يونس، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، وسط اقتحامات واعتقالات للفلسطينيين في الضفة الغربية.
ومع دخول الحرب على غزة يومها الـ302، تتصاعد حدة التوترات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، مع إصرار حكومة الاحتلال بقيادة نتنياهو على الحرب وتنفيذ عمليات عسكرية في لبنان واغتيالات في إيران، وقالت وسائل إعلام غربية، إن إسرائيل والولايات المتحدة، تستعد لتهديدات إيرانية بهجوم انتقامي وشيك على تل أبيب، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، والقيادي في “حزب الله” فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية في بيروت.
وكشفت إيران اليوم السبت، تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في مدينة طهران أثناء زيارة له للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
وأعلنت العلاقات العامة للحرس الثوري الإيراني، في بيانها الثالث حول عملية اغتيال هنية، “أن العملية الإرهابية لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، تم تنفيذها بإطلاق مقذوف قصير المدى برأس حربى يزن حوالي 7 كجم، مصحوبًا بانفجار قوي، من خارج منطقة سكن الضيوف”.
وأكدت إيران أنه سترد على تلك العملية قائلة: “في النهاية يتم التأكيد على أن الثأر لدماء “الشهيد إسماعيل هنية” أمر حتمي، وسيتلقى الكيان الصهيوني سيعاقب عقابا شديدا على هذه المقامرة والجريمة الإرهابية في الزمان والمكان المناسبين والنوعية المناسبة”.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة، بسفن حربية وطائرات مقاتلة، وسفن مجهزة بأنظمة دفاع ضد الصواريخ الباليستية، فيما أكدت إسرائيل، أن جيشها بات في حالة “تأهب قصوى”.
بدروها قالت صحيفة “معاريف” إن “إسرائيل في حالة استنفار قصوى تحسبا لرد إيراني واسع، وسط تقديرات باستهداف خطوط الكهرباء والاتصالات”.
وأضافت: تزويد مستشفيات كبيرة بالوقود وأجهزة توليد الكهرباء وإخلاء مرائب السيارات لاستخدامها مستشفيات محصنة، وتزويد مستشفيات إسرائيلية بهواتف تعمل بالأقمار الصناعية تأهبا للتعامل مع انقطاع الاتصالات”. وأكدت أن “الجيش الإسرائيلي قرر وقف الإجازات في كل الوحدات المقاتلة وتشكيلات التدريب”.
ميدانيا استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، السبت، في قصف الاحتلال منزلا جنوب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا يعود لعائلة أبو حسنة في منطقة ميراج بين مدينتي خان يونس ورفح، ما أدى لاستشهاد 5 مواطنين من العائلة بينهم طفلة وثلاثة نساء.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 39550 شهيدا، و91280 مصابا، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأضافت الوزارة في بيان السبت، أن قوات الاحتلال ارتكبت 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، في اليوم الـ302 من الحرب، أسفرت عن استشهاد 31 شهيدا و 62 مصابا خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأشارت إلى أن آلاف الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وعن الوضع في الضفة الغربية، فقد اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال، السبت مدينة طولكرم، وأفادت وسائل إعلام بأن قوات الاحتلال حاصرت مخيم طولكرم وقامت بتطويق جميع مداخله.
وأضافت “أن جرافات عسكرية اقتحمت المدينة، وكانت قوات الاحتلال تجمعت على حاجز “نيتسانعوز” غرب طولكرم.
كما قالت مصادر إعلامية فلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بلدة كفر نعمة غربي رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
فيما أفادت بأن قوة كبيرة من جيش الاحتلال تغلق مدخل بلدة سنجل شمال شرقي رام الله.
و قال المركز الفلسطيني للإعلام إن أحمد الصباغ أحد قادة سرايا القدس- كتيبة مخيم نور شمس استشهد جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مركبة يستقلها شبان فلسطينيون صباح السبت في بلدة زيتا بطولكرم في الضفة الغربية.
واستشهد، السبت، خمسة شبان، جراء قصف طائرة احتلال مسيرة، مركبة كانوا يستقلونها على طريق زيتا-عتيل شمال طولكرم.
وأفاد مدير مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي بطولكرم، بوصول خمسة شهداء متفحمة، تم التعرف على أحدهم وهو الشهيد هيثم نور الدين بليدي (25 عاما) من مخيم طولكرم.
وكانت طائرة الاحتلال المسيرة قصفت بصاروخين مركبة كان يستقلها خمسة شبان، ما إدى إلى استشهادهم، واشتعال المركبة بشكل كامل بمن فيها.
واقتحمت قوات الاحتلال بعد القصف موقع الحدث، وحاصرت المكان ومنع المواطنين من الوصول للمركبة، إلا أن طواقم الاسعاف والمواطنين كانوا قد تمكنوا من انتشال الشهداء ونقلهم إلى المستشفى.
ونعت فصائل العمل الوطني في المحافظة الشهداء، وأعلنت الإضراب الشامل والحداد على أرواح الشهداء، ونددت بجريمة الاغتيال الجبانة بدم بارد، وحملت الاحتلال والمجتمع الدولي المسؤولية.
في سياق أخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيليّ، 30 مواطنا على الأقل من الضّفة الغربية، بينهم صحفيان، إضافة إلى أطفال، وأسرى سابقين.
وقال نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان مشترك، إن عمليات الاعتقال توزعت على محافظات، جنين، نابلس، رام الله، بيت لحم، طولكرم، الخليل، طوباس، والقدس، إلى جانب تنفيذها اعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، وتّخريب وتّدمير منازل وممتلكات المواطنين.
وأشار البيان إلى أنّ حصيلة الاعتقالات بعد السابع من أكتوبر، بلغت أكثر من (9920)، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
وأوضح أن حملات الاعتقال هذه تشكّل أبرز السّياسات الثّابتة، والممنهجة التي تستخدمها قوات الاحتلال، كما أنها من أبرز أدوات سياسة (العقاب الجماعيّ) التي تشكّل كذلك أداة مركزية لدى الاحتلال في استهداف المواطنين، في ظل العدوان الشامل على شعبنا، والإبادة المستمرة في غزة.