كتبت\هبه عبدالله
برغم الصدمة التي سببتها محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب هذا الأسبوع، إلا أن هذه المحاولة كانت بمثابة استراحة حولت الأنظار قليلا عن الازمة التي يواجهها منافسه بايدن بعد أن تزايد الدعوات له بالانسحاب من السباق الرئاسي.
قالت صحيفة ذا هيل إن الرئيس الأمريكي يبحث إعادة ضبط السباق الانتخابى بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس السابق ومنافسه فى الانتخابات الحالية دونالد ترامب، والتي أحدث هزت فى العالم السياسى، وأبعدت الانتباه عن الأزمة التي تواجهها جهوده لتأمين فترة رئاسية جديدة وبعيدا عن الإحباطات الموجهة له داخل حزبه.
ففي الأسابيع التي تلت أداء بايدن السىئ فى المناظرة الرئاسية أمام ترامب، خرج عدد من الديمقراطيين إلى العلن يطالبون بانسحاب ترامب، إلا أن هذه الدعوات توقفت فى أعقاب إطلاق النار على ترامب يوم السبت الماضى، أو على الأقل حتى الآن.
وتحدثت مصادر ديمقراطية عن توقف المحادثات حول تنحى بايدن عن السباق الرئاسى الأمريكى. وبعد أسابيع من دعوة بايدن إلى اجتماعات مع المشرعين والمانحين لمحاولة تخفيف المخاوف بشأن ترشحه، فإن المصادر أشارت إلى عدم وجود اجتماعات حتى الآن فى الأسبوع الراهن.
وقال ديفيد توماس، المستشار الاستراتيجي الديمقراطى والمساعد السابق لنائب الرئيس أل جور، إنه بقدر ما تثير حملة بايدن القلق، إلا أن يتوقع أن تكون الدعوات المطالبة لبايدن بالانسحاب فى هذا الوقت قد انتهت على الأرجح. وأضاف أنه من الصعب بالنسبة له أن تنتهى حملة تبايدن فى ضوء ما حدث من إطلاق النار على ترامب.
وكان بايدن قد أصر على أنه لن يخرج من السباق، وألقى خطابا حماسيا فى ديترويت يوم الجمعة، ودافع بقوة عن ترشيحه.
لكن الرئيس شعر بحالة من الاستياء داخل حزبه، فقد دعا نحو 20 من النواب الديمقراطيين بايدن إلى التنحى عن سباق الرئاسة، وأجرى اتصالا متوترا مع الديمقراطيين الوسطيين يوم السبت الذين شعروا بإحباط حقيقى لعدم وجود استراتيجية لدى الرئيس.
وبعد محاولة اغتيال ترامب، تحدث بايدن للأمريكيين ثلاث مرات، الأولى بعد ساعتين من إطلاق النار يوم السبت، ثم فى تصريح أخر يوم الأحد وخطاب هام يوم الأحد أيضا. وقال مصدر مطلع على تفكير حملة بايدن إن الأخير يعلم متى يتحدث فى السياسة ومتى يحين الوقت للاتحاد، وهو ما أوضحه فى خطاباته.
من ناحية أخرى، قالت شبكة سى إن إن إن إطلاق الرصاص على ترامب فى بنسلفانيا مساء السبت الماضى قد أدى إلى تغير كبير بالنسبة للرئيس بايدن.
فقد كان بايدن يستعد لأسبوع من الهجوم السياسى، وكان من المتوقع أن يطالبه المزيد من النواب الديمقراطيين بالانسحاب من السباق الرئاسي، وكانت حملته تستعد لاستعراض قوة تحمله، فى حين كانت مقابلة تلفزيونية ستسلط الضوء مجددا على عمره وصحته ولياقته لفترة رئاسية ثانية.
لكن السياسة توقفت ولو لفترة وجيزة على الأقل. حيث تواصلت الإدانات من كلا الحزبين للهجوم على ترامب وأوقفت حملة بايدن إعلاناتها التلفزيونية وعلق البيت الأبيض رحلة بايدن إلى تكساس.
وما توقف أيضا كان الدعوات الموجهة لبايدن من داخل حزبه بالتخلى عن حملته الرئاسية. وحتى لحظة إطلاق النار على ترامب، كانت هذه الدعوات تتزايد على خلفية أداء بايدن السىئ فى المناظرة.
وحتى فى الوقت الذى تعمل فيه حملة بايدن على تجاوز لحظة الصدمة الوطنية ، فإن بعض حلفاء الرئيس يأملون أن محاولة اغتيال ترامب ربما تنهى فى النهاية المعارضة الديمقراطية المتزايدة مع اعتراف الحزب بأهمية الوحدة فى هذه اللحظة. ويعود بايدن إلى الفعاليات الانتخابية هذا الأسبوع بزيارة نيفادا، وهى إحدى الولايات المتأرجحة الأساسية.
لكن بعض المصادر أشارت لسى إن إن إنه برغم توقف المناقشات حول ترشح بايدن بعد محاولة اغتيال ترامب، إلا أنها لم تتوقف بشكل نهائي، حيث تقيم المؤسسة السياسية للحزب الديمقراطى التداعيات والحاجة لقيام الرئيس بدور القيادة.