تعرضت الممثلة المغربية و”مليحة العرب” فاتي جمالي، لتحرش جنسي من قبل 3 مراهقين أثناء وجودها على أحد شواطئ مدينة طنجة مساء الثلاثاء الماضي.
وروت فاطمة الزهراء جمالي، الملقبة بـ”فاتي” في الوسط الفني، قصتها مع التحرش الجنسي، بعدما أثارت واقعة التحرش الجنسي بفتاة داخل حافلة للنقل الحضري ضجة واسعة في الوسط المغربي.
وقالت جمالي إنها تعرضت لتحرش جنسي من طرف 3 مراهقين مما تسبب لها بحالة من الهلع، وأضافت: “بمجرد نزولي من سيارتي والسير مسافة 50 مترا، صادفت 3 مراهقين تحرشوا بي بطريقة مخجلة”. وذكرت صحيفة “هيسبريس” المغربية أن الشبان قاموا بالاقتراب منها ولمس أجزاء حساسة من جسدها.
واستنكرت “مليحة العرب” انتشار ظاهرة التحرش وسط المجتمع المغربي في الآونة الأخيرة، كما طالبت السلطات بالقبض على المتحرشين بالاعتماد على الصور والمقطع الذي التقطته بعد فرارها منهم وصعودها إلى سيارتها.
يذكر أن الرأي العام المغربي اهتز، منذ أيام، على واقعة تحرش 4 مراهقين بفتاة داخل حافلة للنقل الحضري في الدار البيضاء، وهو ما خلق حالة استياء عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسط مختلف الفعاليات الحقوقية، التي نددت بمثل هذه التصرفات التي أضحت تهدد سلامة واستقرار المجتمع المغربي.
كما أطلق النشطاء المغاربة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عريضة إلكترونية موجهة إلى كل من والي جهة الدار البيضاء، ووالي الأمن ورئيس الحكومة، للحد من ظاهرة التحرش الجنسي، التي باتت كابوسا حقيقيا يهدد المغربيات بشوارع مختلف مدن المملكة.
مظاهرات في الدار البيضاء والرباط
إلى ذلك، تظاهر نحو 300 شخص، الأربعاء 23 أغسطس/آب، في الدار البيضاء تنديدا بالتحرش الجنسي. وهتف الحشد الذي تجمع في ساحة مركزية نابضة بالحياة في المدينة “لسنا خائفين! حرروا الأماكن العامة!”. وهتف المتظاهرون أيضا “القوانين للرجال، والاغتصاب للنساء!”.
وقالت الكاتبة والمخرجة فاطيم العياشي، التي كانت بين المتظاهرين: “لا أحد يستطيع أن يبقى غير مبال(…)هذا يتعلق بنا جميعا”.
وأضافت: “بالصدفة تم تصوير هذه المأساة وسمعنا عنها. لا أجرؤ حتى أن أتخيل عدد المآسي المماثلة التي تحدث كل يوم في الحافلات أو في غيرها من الأماكن العامة. يجب أن يتوقف ذلك”.
وقالت أوم، المغنية المغربية الشعبية: “أشعر بالقلق لأنه كان يمكن أن أكون أنا تلك الفتاة”. وأضافت: “أنا هنا لأقول إننا يجب أن نعلم أولادنا بشكل أفضل”.
واعتبر صلاح العدي، الشاعر ورئيس حركة الضمير، الذي كان موجودا في الاعتصام أن “هناك خطرا كبيرا اليوم هو الاستخفاف بهذه الجرائم وبالتحرش بالنساء في الأماكن العامة”.
وأضاف: “نحن بحاجة لأن تأخذ السلطات الرسمية الأمر على محمل الجد على الصعيد الأمني وعلى صعيد دور المدرسة أيضا”.
وقال مصطفى الرميد، وزير الدولة لشؤون حقوق الإنسان، إن القانون المغربي “يدين التحرش بالنساء في العمل، ولكن ليس في الأماكن العامة”، مؤكدا أن هناك مشروع قانون “كامل” لا يزال قيد المناقشة ويتطرق للمرة الأولى إلى التحرش في الأماكن العامة.
ويصف المغرب نفسه بحسب الخطاب الرسمي بأنه بلد للإسلام المتسامح، لا يتم فيه إرغام النساء على ارتداء الحجاب. لكن النساء يتعرضن في أحيان كثيرة لشتائم واعتداءات جنسية في الأماكن العامة.
وتفيد الأرقام الرسمية بأن نحو مغربيتين من أصل 3 يتعرضن للعنف. والأماكن العامة هي المكان الذي يتعرضن فيه أكثر لاعتداءات ذات طابع جنسي.