الرئيس الفرنسى ماكرون

الانتخابات الأوروبية.. صعود اليمين المتطرف يثير الجدل.. ماكرون يدعو المواطنين إلى التصويت ويحذر من هذا الصعود.. صحيفة: الأحزاب اليمينية تستغل الأزمة الاقتصادية.. وإيطاليا: النتائج ستكون مؤشرا لأداء الحكومة

كتبت\هبه عبدالله

تستمر الدول الأوروبية فى الإدلاء بأصواتها فى الانتخابات الأوروبية التى بدأت أمس 6 يونيو وحتى 9 يونيو، ولكن ما يثير القلق هو صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة مما يثير حالة من الجدل.

وتوقع استطلاع أجرته محطة “أن أو أس” لآراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم أن يحقق حزب الحرية اليمينى المتطرف بقيادة خيرت فيلدرز مكاسب قوية فى الانتخابات الهولندية للبرلمان الأوروبى يوم الخميس.

وتوقع المسح حصول حزب الحرية، الذى فاز فى الانتخابات العامة الهولندية الأخيرة فى 22 نوفمبر، على 7 مقاعد من أصل 31 مقعدا، وهى زيادة ملحوظة مقارنة بانتخابات البرلمان الأوروبى السابقة قبل خمس سنوات، والتى حصل فيها الحزب على مقعد واحد فقط.

وكانت هولندا أول دولة من بين 27 دولة عضو فى الاتحاد الأوروبي تصوت فى انتخابات البرلمان الأوروبى فى 6-9 يونيو.

غير أن حصيلة حزب الحرية ستكون أقل بمقعد واحد عن تحالف الخضر واليسار والعمل بقيادة فرانس تيمرمانز والمتوقع أن يفوز بـ8 مقاعد.

وقالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية أن اليوم اليمين المتشدد سواء فى هولندا أو فى غالبية البلدان الأوروبية، يستغل الأزمة الاقتصادية الكبيرة التى تعصف بالبلدان عموما، ويتخذ لذلك مجموعة إجراءات يحمل من خلالها اللجوء والمهاجرين عموما أسباب هذه الأزمة بدون أن يحمل حقيقة البرامج الإصلاحية الحقيقية أو التحقيق الصحيح فى تحليل أسباب هذه الأزمة”.

وفى إيطاليا، اعتبرت رئيسة الوزراء الايطالية جورجا ميلونى، الانتخابات الأوروبية التى ستجرى، السبت، فى بلاده، مؤشرا مهما للمسار الذى قطعته حكومة “يمين الوسط”، منذ تسلم مقاليد الحكم فى أكتوبر 2022.

ونقلت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء عن ميلونى قولها، إن الحكومة الإيطالية حققت – خلال عام ونصف العام – نتائج مهمة فى أوروبا لحماية مصالح إيطاليا الوطنية، مشيرة إلى أنه فى الوقت الحالي؛ ستتم إعادة التفكير فى مراجعة السياسة الزراعية الأوروبية المشتركة، والمعركة من أجل تغيير قواعد تعبئة وتغليف المنتجات، تغيير مقاربة إدارة الهجرة المتبعة قبل وصولنا، حيث “كان الاتحاد الأوروبى يناقش فقط كيفية إعادة توزيع المهاجرين غير النظاميين الذين تنزلهم حكومات اليسار (الإيطالية السابقة) على سواحلنا بين الدول الأعضاء السبعة والعشرين، الآن نعمل معًا للدفاع عن الحدود الخارجية وأخيرا محاربة المتاجرين بالبشر”.

وأضافت: “على الصعيد المحلى، استثمرنا جميع الموارد المتاحة للدفاع عن القوة الشرائية للأسر وتشجيع الشركات على التوظيف، ومؤشرات الاقتصاد الكلى الرئيسية، بدءا بتلك المتعلقة بالتوظيف، تخبرنا أننا نسير على الطريق الصحيح”.

أما الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، فقد دعا المواطنين إلى الذهاب للتصويت فى الانتخابات الأوروبية المقررة فى البلاد فى 9 يونيو الجارى، لمساعدة فرنسا على أن تصبح أقوى فى أوروبا، محذرا من صعود اليمين المتطرف.

وقال ماكرون – فى لقاء تليفزيونى أجراه مع قناتى “TF1″ و”France 2” فى إطار الذكرى الثمانين لإنزال النورماندى، وللحديث عن الانتخابات الأوروبية المقررة فى فرنسا فى 9 يونيو الجاري- أن دوره هو الحديث اليوم والتوجه إلى المواطنين لأنه يرى مستويات الامتناع عن التصويت فى كل مكان فى أوروبا، وأيضا فى فرنسا، متابعًا: “لذا فإننى أدعو مواطنينا إلى الذهاب يوم 9 يونيو إلى صناديق الاقتراع والتصويت”.

وأوضح ماكرون، الذى واجه انتقادات عديدة من قبل المعارضة حيال موعد لقاء اليوم قبل ثلاثة أيام على إجراء الانتخابات الأوروبية فى فرنسا، أن التحدى الآخر فى هذا السباق الانتخابى يكمن فى المعركة ضد صعود اليمين المتطرف، وقال محذرًا من أنه إذا أرسلت فرنسا غدا وفدا يمينيا متطرفا كبيرا، وإذا فعلت دول كبرى أخرى ذلك، فقد تجد أوروبا نفسها فى طريق مسدود.

وردا على سؤال حول إمكانية إضعاف اليمين المتطرف، قال ماكرون “هذا ما أفعله، من خلال التحدث، ومن خلال المحاولة للإقناع، ولن أعلق على استطلاعات الرأي”.

وقد أظهرت استطلاعات الرأى تقدم قائمة التجمع الوطنى (بقيادة جوردان بارديلا)، بفارق كبير على منافسيها، حيث حصلت على نسبة 33% من نوايا التصويت، وفقا لآخر استطلاع بتاريخ 4 يونيو، كما حصلت رئيسة لائحة حزب النهضة الحاكم والأغلبية الرئاسية فاليرى هاير على 15% من نوايا التصويت.

وشدد ماكرون على الحاجة إلى “صحوة أو بداية” لحماية فرنسا، وأضاف: “أقاتل من أجل إقناع أكبر عدد ممكن من مواطنينا بالتصويت ومساعدة فرنسا على أن تصبح أقوى فى أوروبا، وأيضا مساعدة أوروبا على أن تكون أقوى لحماية فرنسا”.

وسوف يتم انتخاب 720 عضوا بالبرلمان ومقره فى ستراسبوج بين آلاف من المرشحين، وفى فرنسا، فى 9 يونيو الجارى، سوف يختار الناخبون البالغ عددهم 49.7 مليون، مسجلين على القوائم الانتخابية، 81 عضوا فى البرلمان.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *