كتبت\خلود حمد
عرفت رأس البر، كمصيف منذ زمن بعيد وكانت مقصد العشاق والكتاب والباحثين عن الهدوء والمتعة على مر السنين، وكانت رأس البر إحدى ضواحى محافظة دمياط، والتى تعود نشأتها إلى عام 1823، حين كان مشايخ الطرق الصوفية وأتباعهم يسيرون نحو الشمال مع النيل للاحتفال بمولد “الشيخ الجربي” بمنطقة الجربى جنوب رأس البر، وكان التجار يترددون على رأس البر قديمًا لمقابلة سفنهم العائدة من رحلاتها التجارية.
كما اعتادت بعض الأسر أن تخرج صيفًا فى سفنٍ شراعية على النيل لترسو أمام رأس البر وتقضى النهار فى النزهة والصيد والرياضة. فـ راق لهم جوها فشيدوا أكواخًا من حصر البردى، وهنا شاهدوا أول طلائع المصيف ممثلة فى هؤلاء المتصوفين.
وتعتبر رأس البر من المصايف المتميزة فى مصر، حباها الله موقعا فريدا عند التقاء نهر النيل بالبحر الأبيض المتوسط فى منظر نادر وهو عبارة عن جزيرة على شكل مثلث رأسه منطقة اللسان وضلعه الشرقى نهر النيل والغربى البحر المتوسط وقاعدته القناة الملاحية لميناء دمياط.
وتمتاز المدينة بوجود عدد من المزارات الجميلة، من أهمها منطقة اللسان، وفنار رأس البر التى شيدت عند شاطئ البحر المتوسط لترشد السفن ليلًا، والتى شهدت المنطقة المحيطة بها تطويرا جعلها مزارًا مهمًا، ومنطقة الجربى التى كانت تشهد قديمًا الاحتفالات بمولد سيدى الجربى، وكورنيش النيل.
كانت رأس البر المصيف المفضل لأبناء الطبقة الحاكمة وقبلة للفنانين والمشاهير وعلى رأسهم أم كلثوم وأسمهان وسليمان نجيب ويوسف وهبى وفريد شوقى ومحمد الموجى والشيخ محمد متولى الشعرواى والكاتب محمد التابعى والكاتب مصطفى أمين، الذين حرصوا جميعا على تسجيل لحظاتهم فى رأس البر بالصور.