كتب\هشام الفخراني
من منا في طفولته لم يكتب بعض الكلمات الجميلة في ورقة أو كارت معايدة لأمه واهداها لها بـ عيد الأم، لم يكن الأمر حديثاً علينا، بل أننا توارثناه من أجدادنا قدماء المصريين، حيث دون على أحد الجداريات برقية كتبها طفل صغير لأمه بدايتها “اليوم عيدك يا أماه”، كما أوضح الباحث الأثري فؤاد الشاذلي في حديثه “، حيث قال أن أول من احتفل بـ عيد الأم كان المصري القديم ووصلت مكانتها إلى حد التقديس، كما نالت الرعاية الكاملة منذ طفولتها، وتقديرها وهي زوجة وأم.
عيد الأم.. أول برقية كتبها طفل لأمه في التاريخ
وتابع الباحث الأثري أن ما وثق الاحتفال بـ عيد الأم وجود أول برقية تهنئة كتبها طفل صغير لأمه، والتي توجد في تل العمارنة بمحافظة المنيا، تحديداً جنوب صعيد مصر حيث تم العثور عليها هنا.
كلمات أول برقية قدمها طفل لأمه
وأضاف أن البرقية التي كتبت باللغة الهيروغليفية كان الطفل يقول فيها “اليوم عيدك يا أماه، دخلت أشعة الشمس من النافذة لتقبيل جبينك، وتباركك فى يوم عيدك، واستيقظت طيور الحديقة مبكرة لتغرد لكى في عيدك، وتفتحت زهور اللوتس فى البحيرة لتحييكى، الفراش يرقص فرحاً متنقلاً بين الزهور مهنئاً بعيدك، اليوم عيدك يا أماه فلا تنسي أن تدعى لى فى صلاتك للرب، فقد قال أمون أن دعاء الأبناء لا يصل إلى أذان السماء إلا إذا خرج من فم الأمهات اليوم عيدك يا أماه”، كما وصف يوم عيد الأم بأنه فرح في السماء الذى تفرح فيه المعبودة إيزيس وهى تشارك الأفراح والاحتفال بـ عيد الأم.
برديات بنصائح للأبناء بطاعة الأم
وتابع الباحث الأثري أن هناك أيضاً برديات للحكماء جمعت نصائح للأبناء بطاعة الأم، كما أوضح أن من أشهر البرديات بردية الحكيم “سنب حوتب” والتي كتب وقال مخاطباً الأبناء “ضاعف لها العطاء فقد عطتك كل حنانها وضاعف لها الغذاء فقد غذيتك من عصارة جسدها، واحملها في شيخوختها فقد حملتك في طفولتك، وأذكرها دائماً في صلواتك ودعواتك للإله الأعظم فكلما تذكرتها بذلك ترضي الآله وإذا نسيتك نسيك فلا تجده عندما تحتاج إليه”.
أما في بردية الحكيم “آنى” قال فيها “أعطيتك أمك كل شيء ولم تطلب منك شيء، فأنت بالنسبة لها كل شيء، مهما أعطيتها فلن توفي ماعليك من دين للآله، فهو الذي يطالبك به” وأردف أن المصري القديم يحتفل بـ عيد الأم فى آخر 5 أشهر من الفيضان حسب قوله، كما وصف المرأة بنهر النيل رمز الحياة التى لا تنتهى.
حقوق المرأة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية عند المصريين القدماء
وأردف أن المصري القديم كان يكرم المرأة والأمهات جميعاً واعطاهن مكانة متميزة وحقوق إجتماعية وإقتصادية وسياسية مساوية للرجل منذ أكثر من 5000 سنة، ومن مظاهر تكريم المرأة قديماً كان الزوج يوفر متطلبات زوجته حتى في حال إنفصالها عنه، وكان الزواج يتم من خلال عقد يضمن للزوجة حقوقها، بجانب مكانتها السياسية التي جعلتها رمزاً قوياً على جدران المعابد والمقابر الفرعونية.
لماذا يتم الاحتفال بـ عيد الأم يوم 21 مارس؟
وأشار الباحث الأثري إلى أن أول من فكر فى عيد للأم كان الصحفى المصرى الراحل على أمين وحدد يوم الاحتفال بـ عيد الأم يوم 21 مارس، لأنه هو الوقت المحدد لتفتيح الزهور وهنا يمثل فتح القلوب من جديد ويمثل فتح قلب الأم، المحب لأبنائها وأسرتها ورعايتها لهم طوال الوقت، فكان لابد من تقديرها في يوم تفتيح الزهور والورود.