كتبت\هبه عبدالله
واحدة من أوجه المحبة والتسامح بين المسلمين والأقباط خلال شهر رمضان، تتجسد فى محافظة الأقصر كل عام، حيث يشارك فيها عدد من الأقباط بقيادة رومانى رمزى عجايبى أحد تجار بيع المجمدات والدواجن واللحوم بالمحافظة، بتجهيز مائدة ضخمة على الطريق الزراعى بمدخل مدينة الأقصر سنوياً لإفطار المسلمين داخلها طوال شهر رمضان لتوطيد أواصر المحبة والتسامح بين الأخوة المسلمين والأقباط.
وفى هذا الصدد، يقول رومانى رمزى عجايبى ، إنه ينظم مائدة رحمن سنويا للمساهمة فى الإفطار المجانى للمسلمين، بجانب توفير الوجبات يومياً من اللحوم والدواجن التى يبيعونها لأهالى محافظة الأقصر من مرضى السرطان والمسلمين، لتقديم الشكر لله على رزقهم، ومشاركة المسلمين فرحتهم بالشهر الكريم.
ويقول فريق وعمال شركة رومانى رمزى إبن الأقصر، بالإستعانة بطهاة محترفين يعملون فى الفنادق لتجهيز المائدة ويمنحهم رواتب مجزية طوال شهر رمضان على تلك الأعمال المميزة لخدمة المسلمين فى رمضان، موضحاً إنه تقام مائدة الرحمن السنوية أمام المقر الرئيسى لمحلاته على مدخل المدينة بشارع التليفزيون، ويتم خلالها توفير وجبات يومية لأكثر من 250 مواطن، حيث أنهم يعملون فى مجال اللحوم والدواجن منذ عشرات السنين، ولديهم مجزر فى البرازيل ويقومون بتوزيع اللحوم والدواجن فى كافة المناسبات الدينية للأقباط والمسلمين سنوياً، للتأكيد على مبدأ المحبة والتسامح المشترك بين الأخوة فى المجتمع المصرى بالصعيد.
فيما يقول بيشوى رومانى أحد المشاركين فى تجهيز المائدة سنوياً، إنه يقومون بمشهد بديع ترسمه المحبة والأخوة يومياً قبل ساعات على مدفع الإفطار، حيث يتحول أحد منافذ البيع بنهاية شارع التليفزيون بوسط المدينة، إلى خلية نحل بتعاون الجميع من المسلمين والأقباط الذين يعملون لديه لتجهيز وجبات الإفطار والمائدة التى تنظم بصورة سنوية لخدمة العمال والأهالى والسائقين على الطريق.
ويضيف بيشوى رومانى، ، أن المشاركة فى مائدة الرحمن لأشقائه المسلمين تكون وسط أجواء من الفرحة بين الجميع من الأقباط خلال شهر رمضان المبارك بالأقصر ويشرف عليها بنفسه هو وأشقاؤه، وهو الأمر الذى يستقبله أهالى المحافظة كل عام بترحيب شديد مؤكدين روح المحبة التى تسود بين أبناء الوطن الواحد بعيداً عن الفتن، كما يتم توفير وجبات أخرى يتم توزيعها على أحباب الله الفقراء يومياً وتوصيلها لمنازلهم من الذين يخجلون من الذهاب للمائدة تعففاً منهم.
ويؤكد إبن الأقصر، فى تصريحاته أن الهدف الأساسى من إقامة المائدة هو المحبة لإخوانه المسلمين ورغبة منه فى مشاركتهم فرحتهم بشهر رمضان الكريم، مشيراً إلى أن أصدقاؤه مسلمين والعاملين معه اغلبهم مسلمين، مضيفاً أن التراحم والتلاحم بين المسلمين والمسيحيين لا يولد إلا المحبة بين الجميع ونحن جميعاً فى حاجة لنشر روح المحبة والتسامح بين أبناء الوطن الواحد، ضاربين بكافة طوائفهم أروع الأمثلة فى التضحية والأخوة والإنسانية.
وللعام الـ12 على التوالى يقوم شباب قرية الرزيقات بحرى التابعة لمركز أرمنت جنوب غربى الأقصر، بملحمة من الخير والإنسانية عبر توزيع وجبات إفطار للصائمين المسافرين على الطرق الزراعية والصحراوية السريعة، بمشاركة الأطفال والكبار، حيث يقول أحمد حامد إبن القرية إنهم قاموا فى اليوم الأول من الشهر الكريم بتوفير 300 وجبة إفطار للصائمين على الطريق، وذلك تبرع من أحد أهل الخير بالبلدة لتقديمها للصائمين على الطريق.
ويضيف أحمد حامد إبن قرية الرزيقات، فى تصريحات ، على إنهم للعام الـ12 على التوالى يقومون بتلك البادرة الخيرية فى الشهر الكريم بتجهيز وجبات إفطار رمضانية لتوزيعها على السائقين والركاب على الطريق الزراعى السريع، ففى كل عام يطلقون المبادرة لجمع التبرعات والدعم قبل شهر رمضان بأيام لتوفير كافة متطلبات الوجبات لتوزيعها على الطرق السريعة، حيث تشمل الوجبات مايلي:- (مياه معدنية – عصائر فريش – بلح – خضروات – لحوم وفراخ – سندويتشات)، وذك حسب التجهيز اليومى فى مطبخ يتم توفيره داخل القرية ويتم نقل الوجبات بعربات ودراجات الشباب المشاركون فى حملة إفطار الصائمين على الطريق الزراعى السريع.
ويقول الدكتور محمود متولى إبن القرية، وأحد المشاركين فى المبادرة، أنهم طوال الشهر الكريم يومياً يقومون على الطريق الزراعى السريع أمام قرية الرزيقات بحرى، بتوزيع الوجبات المجهزة خصيصاً بأيدى شباب الرزيقات بحرى لتوزيعها وقت الإفطار على السائقين والمواطنين على الطريق الزراعى السريع، والذين أجبرتهم الظروف على التواجد على الطريق فى السفر خلال وقت الإفطار لتقديم وجبات مميزة لهم خلال الشهر الكريم، موضحاً أنهم كل عام يقومون بجمع الأموال فيما بينهم، لبدء الفكرة وتجهيز الوجبات يومياً طوال رمضان، ويساهم معهم أهالى القرية من البائعين بيع مستلزمات الوجبات بأسعار مخفضة كنوع من المساهمة، حيث يقومون بتجهيز الأطباق كل يوم فى البيت ونخزن فيها كل مؤن الشهر، كما يحرص الأطفال على المشاركة فى التجهيزات اليومية.