كتبت\هبه عبدالله
مشهد إنسانى مؤلم رسمته أطماع السياسة وخطط العدوان الإسرائيلى لتدمير المنطقة كحبل نجاة لحكومة نتيناياهو للخروج من مأزقها الداخلي، ولونت هذا المشهد القاتم بدماء الضحايا والشهداء، فى مسعى للنيل من سلام وأمن كل إنسان عربى.
فى رمضان 2024.. تختلط أصوات الدبابات والصواريخ والمدفعيات، بأصوات آذان المغرب إيذاناً بحلول موعد الإفطار فى شهر رمضان الكريم.
جنوب لبنان أضحى بلا شك جزءا أصيلا من المعادلة الصهينونية بالمنطقة، فمنذ بدء حرب غزة الشعواء فى أكتوبر الماضى، فتحت جبهات الصراع فى مناطق عدة، وفق خطة سياسية أكبر وضعتها القوى الكبرى بالتحالف مع العدو الإسرائيلى .
في المقابل، جددت قوة الأمم المتحدة المؤقتة فى لبنان “اليونيفيل” دعوتها للعودة إلى وقف الأعمال العدائية ومنع المزيد من التصعيد عبر الخط الأزرق الذى يفصل بين لبنان وإسرائيل، بعدما شهدت الأيام الأخيرة تصعيدا فى تبادل إطلاق النار عبر الخط التقنى الذى حددته الأمم المتحدة بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000.
وأشار المتحدث باسم الأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك” إلى سقوط عدد من القتلى في لبنان نتيجة الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان وصولا إلى منطقة بعلبك، التي تقع على بعد 100 كيلومتر شمال الخط الأزرق. وفق مركز إعلام الأمم المتحدة.
إسرائيل تقتل الصحفيين
لم ينجُ من الأسلحة الإسرائيلية المسمومة أي إنسان فى دائرة استهدافها، حتى الصحفيين لم تنجح السترة المُدون فوقها ” press” فى استثائهم من نيران العدو، التى طالت الأخضر واليابس، الطفل والكهل، فى خرق غير مسبوق لقوانين “الإنسانية”.
فى هذا السياق، كشف تحقيق للأمم المتحدة، أجرته قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، أن قذيفتين أطلقتهما دبابة إسرائيلية تسببتا فى مقتل صحفي وإصابة 6 صحفيين آخرين في 13 أكتوبر الماضى في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن هذا انتهاك واضح للقانون الدولي.
وأوضح التقرير، أنه لم يكن هناك تبادل لإطلاق النار عبر الخط الأزرق وقت وقوع الحادث. ولا يُعرف سبب الضربات الإسرائيلية على الصحفيين”.
وجاء في تقرير اليونيفيل، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701، أن إطلاق النار على المدنيين، والصحفيين ، يشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) والقانون الدولي”.
وكانت قذيفتين من عيار 120 ملم، قد قتلت مصور رويترز التلفزيوني عصام العبدالله والبالغ 37 عاما، وأصيب 6 صحفيين من ضمنهم مصورة وكالة فرانس برس كريستينا بجروح خطيرة على بعد كيلومتر واحد من الحدود الإسرائيلية بالقرب من قرية علما الشعب.
وبموجب القرار 1701 الذي تم تبنيه عام 2006 بعد الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان، تم نشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار على طول خط ترسيم الحدود الذي يبلغ طوله 120 كيلومترا بين إسرائيل ولبنان.
مقتل مسئول
وفى سياق التطورات على الصعيد الميدانى جنوب لبنان، قـُتل مسؤول بحركة حماس في لبنان جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت سيارة جنوبي مدينة صور اللبنانية.
إضافة إلى مقـتل شخصين وإصابة اثنين آخرين في القـصف الإسرائيلي الذي استهدف سيارة جنوبي صور اللبنانية.
شكوى لبنان
وأمام هذا التصعيد، أشار وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبدالله بو حبيب إلى اتجاه لبنان نحو تقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل لاستهدافها المدنيين في مناطق سكنية في محيط مدينة بعلبك وقرى مجاورة شرق لبنان.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين ، في بيان وفق “الوكالة الوطنية للإعلام”، أمس الأربعاء، أن الأمر الذي يدعو إلى المزيد من القلق هو أن يأتي هذا التصعيد في مناطق بعيدة عن الحدود الجنوبية اللبنانية.
وأشارت إلى أن هذا يدل على رغبة اسرائيل بتوسيع الصراع وجر المنطقة بأكملها الى حرب قد تبدأ شرارتها من مثل هذه الأعمال العدوانية، وتتحول الى حرب إقليمية تسعى وراءها الحكومة الاسرائيلية كحبل نجاة للخروج من مأزقها الداخلي.
وحثت الوزارة المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة بوتيرة تصاعدية، مطالبة مجددا بـ “ضرورة إدانة أعضاء مجلس الأمن مجتمعين الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان، والعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 (2006) بالكامل من أجل الوصول إلى استقرار دائم وطمأنينة على حدود لبنان الجنوبية”.