كتبت\هبه عبدالله
تستعد الدول الأوروبية بالفعل لمواجهة عواقب أكبر في عام 2025، وذلك مع استمرار حرب أوكرانيا وروسيا ، في الوقت الذى يقوم حلف شمال الأطلسى بأكبر مناوراته منذ الحرب الباردة ، وتوقعات بدعم أقل من الولايات المتحدة الأمريكية حال وصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الحكم مرة آخرى.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين الماضى إن أوروبا قد ترسل قوات إلى أوكرانيا وعليها الاستعداد لهجوم من روسيا ، واستبعد الحلفاء الأول ، فأوضح ماكرون أن الجنود لن يدخلوا القتال ، ولكن هناك إجماعا أكبر مع الخيار الثانى، كما أظهر القادة السياسيون والعسكريون في الفترة بين يناير وفبراير ، وكذلك المفوضية الأوروبية الى ستقدم في الأسابيع المقبلة خطة لتعزيز الدفاع الأوروبية من الآن وحتى 2035.
وقال وزير الخارجية البولندي إنه في بعض الدول “هناك حديث عن الاستعداد للحرب”، من جانبه حذر رئيس الأركان البريطاني من أنه سيكون من الضروري دعوة الجمهور للقتال إذا تم إعلان الحرب مع روسيا. وحث وزير الدفاع المدني السويدي السويديين على “التحرك الآن لزيادة قدرة البلاد على الصمود في حالة الحرب”. منذ حرب روسيا مع أوكرانيا، استعد الناتو لتصعيد عسكري محتمل خارج الحدود الأوكرانية. وبعد مرور عامين، بدأ الاهتمام بالإعداد الاجتماعي في الدول الأعضاء لمواجهة الصراع.
وبدأ الاتحاد الأوروبى يركز على مسألة مشروعات التسليح والصناعات الدفاعية، بسبب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وأعلن عن إنتاج 1.4 مليون ذخيرة لإرسالها إلى أوكرانيا فى عام 2024، على الرغم من التحذيرات من أن إعادة تسليح ذلك البلد لن تؤدى إلا إلى إطالة أمد الصراع مع روسيا.
وحذر رئيس شركة الأسلحة الألمانية راينميتال، أرمين بابرجر، من أن ترسانات أوروبا “فارغة” من الذخيرة، وأن الأمر سيستغرق عشر سنوات حتى تتعافى، وحتى تتمكن أوروبا من “الدفاع عن نفسها”، قائلا خلال افتتاح مصنع عسكرى فى ولاية ساكسونيا السفلى فى تصريحات “سنكون بخير خلال ثلاث أو أربع سنوات، لكن لكى نكون مستعدين حقا سنحتاج إلى 10 سنوات”.
وأوضح الخبير “علينا أن ننتج 1.5 مليون خرطوشة فى أوروبا” بعد إرسال جزء كبير من الاحتياطى إلى أوكرانيا، وأصر على أنه “طالما لدينا حرب فسوف نساعد أوكرانيا، ولكن بعد ذلك سنحتاج إلى 5 سنوات على الأقل و10 سنوات لملء الاحتياطيات” من الذخيرة.
عودة ترامب تثير المخاوف
ويتعين على المسؤولين الأوروبيين فقط أن ينظروا إلى الصعوبات التي يواجهها الرئيس الأمريكى جو بايدن في التعامل مع الحزمة الخاصة بأوكرانيا لكي يروا التأثير الواقعي المترتب على تمويل حرب خارجية مكلفة عندما تتصل بشكل مباشر بالسياسة الداخلية، ومما يزيد من هذه الانحرافات غير المواتية احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في العام المقبل.
ولم يوضح ترامب بوضوح سياسته تجاه أوكرانيا، بخلاف ادعائه بأنه قادر على إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة، إن خطاب الرئيس السابق المناهض لحلف شمال الأطلسي، وازدراءه العام للمؤسسات الأوروبية، وإعجابه الغريب ببوتين، معروف للجميع، وهو ما يثير المخاوف الأوروبية من وصول ترامب إلى الرئاسة الأمريكية.
وفي حين لا أحد يعرف ماذا قد تعني رئاسة ترامب أخرى ماديا، فمن المعقول أن نتخيل السيناريو الأسوأ بالنسبة لأوكرانيا، حيث تفقد زخمها على الأرض عندما يقرر الشاغل الجديد للبيت الأبيض أن الولايات المتحدة أنفقت ما يكفي.
وهذا احتمال مثير للقلق بالنسبة للمسؤولين الأوروبيين الذين يعتقدون بالفعل أن بوتين يختبئ ويحاول انتظار الغرب، ولذلك فإن الأشهر الاثني عشر المقبلة حاسمة بالنسبة لحلفاء أوكرانيا الأوروبيين. ومن الواضح أنه من مصلحة أوروبا القارية ألا ينتصر بوتين في هذه الحرب؛ هناك عدد قليل جدا من الذين يختلفون مع هذا الشعور.
ولذلك، يقول المسؤولون، إنه من الأهمية بمكان أن يسكت الأوروبيون أنوفهم، مهما حدث في الولايات المتحدة، ويواصلوا الإنفاق، مهما بدا الأمر صعبا.
ماذا يحدث للأمن الأوروبى في غياب الولايات المتحدة؟
في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سوف يُطرح حتما التساؤل حول ما قد يحدث للأمن الأوروبي في غياب الولايات المتحدة. وفي حين أنه من الصحيح أن الأمن الأوكراني يرتبط بشكل مباشر بالأمن الأوروبي الأوسع، فإن السؤال المباشر حول كيفية دعم كييف يختلف بشكل دقيق عن هدف أوروبا طويل المدى المتمثل في تحقيق قدر أكبر من الاستقلال الأمني عن واشنطن.