رفح

إنذار عالمى لـ”نتنياهو”: أمن إسرائيل أقل ثمن لاجتياح رفح.. وزير خارجية بريطانيا الأسبق: خطأ قاتل ستدفع تل أبيب ثمنه.. صحافة لندن وواشنطن تحذر من كوارث إنسانية.. وكاتب بـ”هاآرتس”: لا إمكانية للغزو دون جرائم حرب

كتبت\هبه عبدالله

مع إعلان إسرائيل عن خطط لتنفيذ اجتياح شامل لرفح الفلسطينية، وتنفيذ ضربات وحشية على المدينة أسفرت عن استشهاد العشرات فى ليلة واحدة، تعالت أصوات التحذير حول العالم من كارثة إنسانية لا مثيل لها حال مضت إسرائيل فى خططها.

فيما أشار البعض إلى أن إقدام تل أبيب على هذه الخطوة سيكون خطأ قاتلا ستدفع ثمنه من أمنها على مدى طويل.

ففى مقال بصحيفة التايمز البريطانية، كتب وزير الخارجية البريطانى الأسبق ويليام هيج، يقول إن الهجوم الإسرائيلي على رفح سيكون خطأ قاتلا. وأشار إلى أن نتنياهو يرى هذا الأمر طريقا له نحو تحقيق “الانتصار الكامل”، لكنه سيؤدى إلى إطالة أمد الصراع ويفسح الطريق لظهور جيل جديد من حماس، على حد تعبيره.

وأكد هيج أن الهجوم العسكرى الشامل على رفح، حيث يوجد نحو مليون ونصف فلسطيني الآن، لن يحقق الانتصار المطلق الذى وعد به نتنياهو، ولكنه سيهدد أمن إسرائيل على المدى الأطول.

حتى من داخل إسرائيل نفسها، تعالت الأصوات التي تحذر من كارثة فى حال اجتياح رفح.  وكتب  جدعون ليفى فى صحيفة هآارتس يقول عن الاجتياح الإسرائيلي لرفح سيكون كارثة إنسانية غير مسبوقة، وأضاف: كل ما يمكننا الآن أن نطلبه ونتوسل إليه ونصرخ به هو عدم دخول رفح، فالاجتياح سيكون هجوما على أكبر مخيم للنازحين فى العالم، وسيجر الجيش الإسرائيلي إلى ارتكاب جرائم حرب على درجة من الفادحة لم ترتكب بعد، على حد قوله، مشيرا إلى أنه من المستحيل أن يتم غزو رفح بدون ارتكاب جرائم حرب.

من ناحية أخرى، حذرت الصحف الغربية من الكارثة الإنسانية الوشيكة حال استهداف رفح. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن المدينة كانت آخر ملاذ للفلسطينيين فى قطاع غزة فى ظل الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل عليهم منذ أكتوبر الماضى، وأصبحت المدينة الآن مستهدفة باجتياح من قبل قوات جيش الاحتلال.

وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية نفذت ضربات مميتة على رفح صباح الاثنين، فيما أعلن متحدث باسم حكومة تل أبيب أن القوات تقترب من شن اجتياح برى لمدينة. وحتى حلفاء إسرائيل أعربوا عن قلقهم من العمليات العسكرية هناك، وذكر مسئول رفيع المستوى فى إدارة بايدن أن الرئيس الأمريكي ضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كى لا يمضى قدما بدون خطة لحماية المدنيين.

ونقلت واشنطن بوست تحذير بوب كيتشن، نائب رئيس الطوارئ فى لجنة الإنقاذ الدولية، وهى إحدى المنظمات الدولية التي تعمل فى قطاع غزة، إن فقدان الأرواح الذى نواجهه لو دخلت إسرائيل رفح ضخم.

وتحدثت الصحيفة عن الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، وقالت إن المنظمات الإنسانية حذرت من أن المساعدات التي تدخل معبر رفح ليست كافية على الإطلاق لتلبية احتياجات الفلسطينيين.

ونقلت واشنطن بوست عن احد العاملين الفلسطينيين فى مجال الإغاثة إن الاستخدام الواسع للخيام ذكروه بالقصص التي رواها جده عن الأوضاع المعيشية للاجئين فى حرب عام 1948.  فالخيمة الواحدة كانت تستوعب عائلة كاملة أو عائلتين.

وفى تقرير آخر عن الأوضاع فى رفح، قالت واشنطن بوست إن العائلات الفلسطينية تزدحم فى البيوت والخيام، وبعض الذين وصلوا مؤخرا ينامون فى الشوارع، وجميعهم يعتمدون على المساعدات الإنسانية فى الوقت الذى تحذر فيه جماعات الإغاثة من المجاعة.

صحيفة الجارديان أبرزت حالة الذعر واليأس التي هيمنت على مدينة رفح بعد القصف الإسرائيلي الوحشى على المدينة مساء الأحد. ونقلت عن يوسف حماش، من مجلس اللاجئين النرويجى والذى نزح إلى رفح مع عائلتهـ إن ليلة الاثنين كانت أثقل ليلة نشهدها منذ أن فررنا إلى رفح، وذكرتنا بما شهدناه فى الأجزاء الشمالية فى قطاع غزة وفى مدينة غزة ومرة أخرى فى خان يونس.

وذكرت الصحيفة أن حوالى نصف عدد سكان القطاع 2.3 مليون نسمة، قد نزحوا إلى رفح، ولجأ البعض على المنازل والمستشفيات ومنازل أخرى بينما أقام آخرون فى مراكز إيواء مؤقتة وخيام، وينام الآلاف فى الشوارع.

أما مجلة تايم الأمريكية، فقالت إن رفح كانت بالفعل واحدة من أزحم المدن فى غزة قبل السابع من أكتوبر، وكان يقيم فيها نحو 280 ألف شخص فى مساحة 23 ميل. والآن يقطنها نحو 1.4 مليون شخص.

وقالت تايم إنه على الرغم من اعتراف مكتب نتنياهو أن الاجتياح يتطلب إخلاء المدنيين من مناطق القتال، فلم يتم طرح خطط إجلاء بعد. ونقلت المجلة عن خبراء قولهم إنه لكى يكون الإخلاء متماشيا مع القانون الدولى، فيجب ضمان عبور آمن للمدنيين، ويجب أن يحصلوا على ضمانات بشأن سلامتهم بمجرد وصولهم إلى المكان الذى سيتم إجلائهم إليه، ويحصلوا على ضمانات من أنهم سيكونون قادرين على العودة إلى منازلهم بمجرد ان ينتهى القتال وأن العودة ستكون آمنة.

وفى صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، قالت الكاتبة مارجريتا ستانكاتي فى مقال لها، إن  رفح تحولت بعد تكدس الفلسطينيين بها إلى مدينة من الخيام البالية لتشكل واحدة من أسوء الكوارث الإنسانية على مدار أعوام، موضحة أن تلك الأوضاع المأساوية لسكان القطاع أسهمت في زيادة الضغط من جانب المجتمع الدولي على الحكومة الإسرائيلية من أجل التوقف عن مهاجمة المدينة والتي باتت تضم ما يزيد على 1.3 مليون فلسطيني أو ما يوازي أكثر من نصف سكان القطاع.

وذكرت الكاتبة أن تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع وارتفاع أعداد الشهدء تسببا في زيادة حالة الإحباط داخل الإدارة الأمريكية، لافتة إلى تحول موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن من المساندة المطلقة لإسرائيل في بداية الصراع إلى مطالبة الحكومة الإسرائيلية بوقف إطلاق النار.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *