كتبت\هبه عبدالله
يشهد معرض القاهرة الدولى للكتاب، بدورته الـ55، إقبالا جماهيريا ضخما، حيث حقق أسبوعه الأول نجاحا كبيرا، ليقترب عدد الزوار من 3 ملايين زائر.
وجذب الجناح المخصص لأنشطة الطفل آلاف الزوار، من خلال الألعاب والأنشطة المجانية والكتب التعليمية المخفضة، بالإضافة إلى ورش الرسم والتصوير والأنشطة الرياضية ضمن مجموعة من الفعاليات المختلفة.
وقال الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس المركز القومى لثقافة الطفل، إن المركز يقدم الكتب الخاصة بالمبدع الصغير بـ10 جنيهات.
وأوضح “ناصف”، فى تصريحات خاصة ، أن الإقبال على كتب المبدع الصغير كبير، نظرا لثمنها الرمزى، كما أن هذه الكتب تشجع الطفل على قراءة الكتب التى يكتبها طفل مثله، كما أن هناك كتبا تضم رسومات للاطفال الذين شاركوا بالجائزة.
وأشار “ناصف” إلى أن المركز سوف يمد جناح صندوق التنمية الثقافية، بـ20 إصدارا جديدا، منها 8 كتب من سلسلة جائزة الدولة للمبدع الصغير، كما أن جناح الطفل يشهد حفلات توقيع لـ12 كتابا من المبدع الصغير ومن 12 رساما من الأطفال الصغار ومعهم الكتاب الكبار المتخصصون فى الكتابة للاطفال.
كما توافد زوار المعرض على جناح وزارة الثقافة، الذى يضم العديد من الهيئات والقطاعات التى تضم مختلف الكتب والروايات والقصص، ولكن الشىء اللافت للنظر هو تخصيص جزء من الجناح يضم العملات المصرية والعربية القديمة، وأيضا العملات الأوروبية والأمريكية القديمة، إضافة إلى وجود «طوابع البريد» المتنوعة والقديمة أيضا.
وقال أحمد محمد، المسئول عن العملات بالجناح: جميع العملات المعروضة أصلية، بما فيها العملات الخاصة بالملك فاروق، ونبيع هذه العملات بأسعار مخفضة على عكس عادة بيع العملات القديمة التى تصل إلى آلاف الجنيهات.
وأشار محمد إلى أن العملات القديمة مثل 10 جنيهات والخمسة جنيهات القديمة، تصل قيمتها إلى 90 جنيها، والـ50 دولارا القديمة تصل قيمتها إلى 75 جنيها مصريا.
ويبحث العديد من زوار معرض الكتاب عن اقتناء الكتب التى تساعد على تعلم اللغات الأجنبية بسهولة، وداخل عدد من الأجنحة الموجودة توجد كتب لتعليم اللغات اليابانية والألمانية والفرنسية والكورية والإنجليزية، ويصل سعر الكتاب إلى 30 جنيها فقط.
كما شهد جناح دار الكتب والوثائق القومية توافدا كبيرا من الزوار ومن بين العناوين الأعلى مبيعا فى الجناح «عيون التاريخ، عجائب الآثار، أخبار البلدان، مدارج السالكين، كرسى الخلافة شاغر، نهاية الأرب فى فنون الأدب»، وكتاب «الدرة المنتخبة فى الأدوية المجربة، والحسن بن الهيثم بحوث وكشوف البصرية، وكتاب محمد على الكبير»، وغيرها من الإصدارات.
كما يستمر جناح هيئة قصور الثقافة فى جذب الجمهور بسبب العروض والخصومات التى يقدمها على الكتب المعروضة، حيث يقدم الجناح مجموعة كبيرة من الكتب المتنوعة والمختلفة بسعر 5 جنيهات فقط.
ويقدم الجناح مجموعة من الكتب المتنوعة منها كتب الشعر والقصص القصيرة، تحت عنوان كتب النشر الإقليمى والتى تباع بسعر 1 جنيه للكتاب الواحد، بالإضافة إلى مجموعة من الإصدارات بسعر 5 جنيهات، ومنها: «الجوع والعطش – جونو والطاووس – الآلة الحاسبة – دخان أسود كثيف – خلف الظل بعشر خطوات – يوما ما كانت هنا وردة – أحزان صغيرة – غراميات بطاطا وترمس – الفرار من حوض الاستحمام – الحب الحرام أو المدنسة – ديدرى «فتاة الأحزان» – تجارب نوعية – جورى وقصص أخرى – مشهد اغتيال البيدق – ذئاب مارقة – تابلوهات من معرض الشعر – لوحدى ماشى للسراب – ثرثرة لن تفضى إلى الموت – ثمل بأخطارى اللذيذة – حدائق الأسفلت – مروحة ليدى ويندرمير – جردل فارغ ثقبته الظروف».
ومن بين ميول القراء البحث عن الكتب المتعلقة بديزنى وأفلام الكارتون، والمعرض فرصة ذهبية لاقتناء تلك النوعية من الكتب والمتعلقة بطفولة الكثيرين وما زالوا يشاهدونها حتى وقتنا هذا، وسور الأزبكية يعرض روايات أفلام ديزنى بعشرة جنيهات فقط مثل «سنو وايت والأميرة النائمة وbrave وlittle mermaid وpocahontas».
كما يقبل جمهور معرض الكتاب على ركن الفتوى داخل جناح الأزهر الشريف لعرض البحث عن إجابة حول العديد من الأسئلة، إذ قالت إحدى السيدات المسؤولة عن إصدار الفتاوى داخل جناح الأزهر الشريف، إن من الأسئلة المعتادة، التى دائما يسأل عنها الزوار ما يتعلق بأحكام الطهارة بالنسبة للمرأة، وقضاء الفائت من رمضان، وسؤال عن متى يجب استخراج الزكاة؟
وأوضحت المسئولة فى جناح الأزهر، فى تصريحات خاصة ، أنه من أكثر الأسئلة الشائعة أيضا الذهب الذى تملكه السيدات وكيفية احتساب الزكاة، موضحة أنه إذا كان الذهب للزينة لم يتم إخراج زكاة عليه أما إذا كان للادخار فوجب الإخراج عليه.
ومن بين فعاليات معرض الكتاب حفلات التوقيع لعدد كبير من الكتاب فقد وقعت الكاتبة دينا شرف الدين كتابها «الشرفات العالية.. وأشهر اغتيالات العصر الحديث».
كما وقع النجم خالد الصاوى كتابين «أوبريت الدرافيل» و«نبى بلا أتباع»، وقال خالد الصاوى: «كنت طفلا شقيا جدا بيحب الأسئلة الكتير وماما كانت بتقول لى مسميينك الطفل لماذا من كتر أسئلتك، وكنت فاشل فى المدرسة بحب أزوغ وأعمل خناقات وأحب من طرف واحد وحبيت واحدة وأنا فى ابتدائى أول حب فى حياتى».
وتابع: «حبيت بيرم التونسى، والمتنبى حاسس الكلام بس مش فاهمة ومن هنا بدأت أول مرة عشان أذاكر عشان حابب أكتب، وكنت بدارى عن أصحابى أنى باكتب شعر فى المدرسة حتى لا يسخر منى أصدقائى، وبقيت باقرا محمود درويش ونزار قبانى، ووالدى من صغرى كان بيحب يقراء لهيكل وكل كتبة عندنا فى المكتبة وفى 2 ثانوى دخلت وأنا معايا كتاب من تأليفى».
وقال خالد الصاوى: «علاقتى مع القلم ما خلصتش أبدا، باحب أكتب كل يوم وقدمت 3 كتب فى 3 سنين ولسه باشك أنا شاعر كويس ولا لأ، وجيت عند كتابى نبى بلا أتباع الاكتئاب كان هيموتى وخوفت أروح أعمل حاجة جنونية وكنت بفكر أنتحر وعلاقتى بالدين ماكانتش قوية بقيت قوية السنوات الماضية ووقتها كنت بافكر أخد خطوة الانتحار بس يكون ليها هدف بس قلت اكيد دى مش نهايتى، والنجم خالد صالح حبيبى الله يرحمه واحنا فى سن 17 سنة كان بيقول لى أنت عامل زى الدبابة اللى بتدور على هدف بس لحد ما تلاقى الهدف بتتخبط، وتعبت وحاولت ونشرت على حسابى كذا مرة».
وتقام على مدار أيام المعرض مجموعة من الندوات، التى تستضيف كبار الكتاب والأدباء المصريين والعرب والأجانب، لطرح ومناقشة مختلف القضايا المجتمعية، وكان من أبرز تلك الجلسات التى عقدت ندوة بعنوان «مشاهد من الحياة المصرية» ضمن محور اللقاء الفكرى، وكان الفنان التشكيلى «صلاح عنانى» ضيفا خاصا فى هذه الفعالية.
وأثنى صلاح عنانى على الاهتمام البالغ الذى توليه الدولة المصرية للحضارة المصرية القديمة، قائلا: «أعجبتنى الروح الفرعونية التى تُظهر اهتماما كبيرا من قبل الدولة المصرية، على الرغم من التحديات الاقتصادية التى نواجهها.. نحن نواجه مشكلات اقتصادية ومع ذلك يظل الاهتمام بالتراث الفرعونى قائما».
وأضاف: «أنا سعيد بالتفضيل الذى تظهره الدولة تجاه الحضارة الفرعونية، الموكب الذى نُظم لعرض المومياوات كان عظيما وسيبقى فى الذاكرة على مر السنين».
وشدد «عنانى» على أن مصر كانت أول من علم العالم التفاؤل وأظهرت للعالم أن هناك برا شرقيا للأحياء وبرا غربيا للموتى»، مشيرا إلى أنه كان يعتقد فى صغره أن الحضارة الفرعونية هى حضارة مأساوية، وأن فنها يتمثل فى فن الموتى، مثل رسم المعابد والمقابر والمومياوات، حتى عندما كان يعمل كمعيد وكان يقود الطلاب إلى المقابر والمعابد للرسم، اكتشف بعد وقت طويل أنهم كانوا يعتقدون أن الانتقال من الظلمة إلى النور يمثل رغبة فى الخلود والحياة، ويرغبون فى نقلنا من البر الشرقى إلى البر الغربى.
وأشار إلى أن ما تم اكتشافه حتى الآن من آثار هو جزء صغير مقارنة بما لم يتم اكتشافه بعد، معتبرا أن الكثير مستور، وأن مصر تعرضت للسرقة على مر السنين، وأن اليونان كانت تستلهم منا قديما، إذ كانوا يعملون كخدم لدينا، واحتلوا العديد من الجزر مثل أثينا ورودس وكريت وقبرص ومالطة.
كما استضاف المعرض الكاتب النرويجى «يورن لير هورست»، والذى أوضح سبب اتخاذه قرار التحول من مهنة محقق فى الشرطة إلى روائي، قائلا: إنه كان من الصعب مواكبة العملين كمحقق وروائى فى الوقت نفسه، حيث قضى سنوات طويلة فى التحقيقات وبدأ فى كتابة أدب الجريمة، كان يعمل نهارا كمحقق وليلا يكتب ما يشعر به، ولهذا السبب قرر التفرغ للكتابة الروائية.
ويرى «يورن» أنه أمر مرعب للغاية أن يكون للذكاء الاصطناعى شريحة واسعة من المعلومات، ويشير إلى أن الخطر يكمن فى امتلاك الكثير من الأفراد لهذه المعلومات.
وأكد أنه على الرغم من أنه خطير، يمكنك الآن أن تجد بعض القصص القصيرة حول الأبطال وأن تشهد الكمبيوتر يقدم لك العديد من القصص بأسماء متنوعة حول العالم، لذلك، يعتقد أنه من الضرورى التركيز والاهتمام بهذا الجانب الخطير، وقد ساعدته هذه التحديات على تطوير مهاراته ليتفوق على هذا التحدى.
وشدد «يورن» على أن المعلومات أصبحت متاحة لملايين الأفراد فى نفس اللحظة، ولكنه يتساءل كيف سيكون الأمر لو كان لديك كل هذه الكتب متاحة لك، حيث ستحصل على كل المعلومات التى تحتاجها، موضحا أن الذكاء الاصطناعى يمكن أن يساعد فى تحديد المذنب، ولكنه لا يمكن أن يقدم لنا أدبا جديدا متعلقا بالجريمة. وبالتالى، يرى أنه يجب أن نحترم تأثيرنا الفريد فى هذا السياق.
وأضاف «يورن» فى حديثه أن الإنسان يمر بتجارب فريدة لم تمر بها هذه الآلة، وخبرته التى تجاوزت العشرين عاما فى مجال التحقيقات ساعدته على تجاوز كل الحدود التى قد تساعده فى استجواب المجرمين وفهم مشاعرهم المختلفة، وهو يؤكد أن هذا هو جوهر الإبداع والتفرد الذى لا يمكن للآلة أداؤه.
كما استضاف الصالون الثقافى ندوة احتفالا بمئوية مصطفى لطفى المنفلوطى، ضمن محور شخصيات الذى يحتفى به برموز المبدعين، أدار الندوة الدكتور عادل عوض، أستاذ النقد الأدبى بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وشارك فيها الدكتور السعيد الباز أستاذ النقد الأدبى بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، والباحث ياسر عكاشة، والذين سلطوا الضوء على معارك المنفلوطى منها معركته مع مصطفى صادق الرافعى، حيث كتب الرافعى مقالا عام 1905 بعنوان «طبقات الشعراء» جعل نفسه فى المرتبة الأولى، ووضع المنفلوطى فى المرتبة الثالثة، وقال عن المنفلوطى إنه ليس له معنى ينفرد به ولا هو ممن تشفع لهم الكثرة، فرد عليه المنفلوطى قائلا: «إن هذا المجهول لما ضاق أمره حاول أن يضع نفسه فى مرتبة الفحول، ثم نشر المنفلوطى فى عام 1906 مقالا فى مجلة سركيس بعنوان طبقات الشعراء ووضع أحمد شوقى فى المرتبة الأولى، ووضع نفسه فى المرتبة الرابعة بينما وضع الرافعى فى المرتبة الرابعة عشرة، كما أن المنفلوطى أيضا كانت له معركة مع عباس العقاد، حيث صرخ العقاد أن ما يقوم به المنفلوطى من ترجمة روايات تدور حول القيم الرومانسية هى روايات تحمل قيما انهزامية لا تمثل المجتمع المصرى، وبالتالى فإن المنفلوطى يقدم أدب المهزومين.