كتبت\اميرة اباظة
لم يكن من الغريب استهداف كيان الاحتلال الإسرائيلى لوكالة الأونروا التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، فيسعى الاحتلال الإسرائيلى بكل قوة إزاحة أى شخص أو منظمة من فضح الأكاذيب والانتهاكات الإسرائيلية فى قطاع غزة، وعلى رأسها منظمة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” .
فلا يقتصر دور الوكالة على تقديم الدعم الإنسانى وجهود الإغاثة ، وإنما لعبت دوراً سياسيا لا يقل أهمية على مدار الأشهر القليلة الماضية ، وهو فضح الأكاذيب الإسرائيلية من جهة ، ودق ناقوس الخطر من مؤامرات حكومة بنيامين نتنياهو.
فقد تصدت الوكالة منذ بدء العدوان الإسرائيلى علي غزة مبكراً لمؤامرة تهجير الفلسطينين قسريا من قطاع غزة ، ففى مقال بصحيفة لوس انجلوس تايمز ديسمبر الماضى، حذر لازارينى من هذا المخطط، مؤكدا أن الاحتلال يضع الأساس للطرد الجماعى للغزاويين إلى مصر.
وقال مفوض عام الوكالة إن الأزمة الإنسانية المتفاقمة فى غزة وزيادة التركز قرب الحدود للمدنيين النازحين الذين فروا من القتال، فى الشمال فى البداية ثم فى الجنوب، مؤكدا أن الأمم المتحدة والعديد من الدول الأعضاء بمن فيهم الأمم المتحدة قد رفضوا بحزم التهجير القسرى للفلسطينيين من قطاع غزة، لكن التطورات التي شهدنها تشير إلى محاولات لدفع الفلسطينيين إلى مصر، بصرف النظر عما إذا كانوا سيظلوا هناك أو سيتم توطينهم فى أماكن أخرى.
وأضاف مفوض الأونروا، أن الدمار الواسع فى شمال قطاع غزة والنزوح الناجم عنه كانا المرحلة الأولى ـ حينها ـ لهذا السيناريو، فى حين أن المرحلة القادمة هي تهجير المدنيين من مدينة خان يونس الجنوبية إلى الحدود المصرية، محذراً من أنه فى حال استمرار هذا الطريق، فإنه سيؤدى إلى ما يسميه الكثيرون بالفعل بالنكبة الثانية، فإن غزة لن تصبح أرض الفلسطينيين بعد الآن.
وتعد وكالة “الأونروا” الأممية من أوائل المنظمات الإنسانية الموجودة على الأرض، قدمت خدمات الإغاثة الطارئة التي تشمل الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والعقلية والمعونات الغذائية والنقدية والمواد غير الغذائية، والإسكان للاجئي فلسطين وفي العام 2023 وحتي الآن كان لها دور كبير دعم اللاجئين في أعقاب الزلزال الذي ضرب سوريا وتسبب فى إلحاق أضرار جسيمة في مراكز إيواء اللاجئين.
وفى أعقاب حرب عام 1948، تم تأسيس الأونروا بموجب القرار رقم 302، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الثامن من ديسمبر 1949، بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل للاجئين الفلسطينيين، وبدأت الوكالة عملياتها فى الأول من مايوعام 1950.
وتقدم الأونروا المساعدة والحماية للاجئى فلسطين فى الأردن ولبنان وسوريا والأراضى الفلسطينية المحتلة (بعد عام 1967)، وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء فى الأمم المتحدة.