كتبت\خلود حمد
“محدش يجرب مصر ويحاول يهدد أشقاءها خاصة لو أشقاءها طلبوا منها التدخل”.. بهذه الكلمات أرسل الرئيس عبد السيسي رسالة للعالم أجمع بث من خلالها الإطمئنان في قلوب المصريين والأشقاء أن خلفهم قيادة لن تسمح لأحد أن يمسها وفى ذات الوقت رسالة تهديد ووعيد لكل من يحاول تهديد أشقاءها خاصة من طلبوا منها التدخل لحمايتهم.
كانت رسالة قوية ضمن مجموعة رسائل جاءت خلال المؤتمر الصحفى المشترك بين الرئيس عبد الفتاح السيسي و”حسن شيخ محمود” رئيس جمهورية الصومال الذى عقد في قصر الاتحادية مباحثات لتعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية، وهى التي أشاد بقوتها سياسيون وبرلمانيون، حيث قال الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية، إن العالم مليء بالصراعات، وكأن عام 2024 يأبى أن يأتي إلا ويكون محملا بمزيد من الصراعات، مشيرا إلى إقليم أرض الصومال تسيطر عليه جماعة انفصالية انفصلت عن الصومال، ومنذ التسعينات لا توجد دولة والصومال عضو في جامعة الدول العربية.
وأضاف جمال سلامة، أن الصومال ليس لديه القدرة للسيطرة على كامل أراضيها وإثيوبيا لها أطماع وتريد أن يكون لها منفذ على البحر الاحمر واتجهت لإقليم أرض الصومال وهو ما حدث، وكأن الصومال أيضا لا يكفيه ما فيه من مشاكل.
وتابع: “الوضع في الصومال أشبه بالوضع في اليمن، ومن الصعب السيطرة على الصوماليين كما هو في اليمن، وإذا انفجر الوضع في إقليم ارض الصومال بشكل دراماتيكي بين إثيوبيا والصومال فاعتقدا أن الصومال لن تهنئ إثيوبيا، وإثيوبيا نفسها لديها مشكلة قوميات وأعراق”.
العربى الناصري: رسائل الرئيس السيسى لإثيوبيا تظهر قوة الدولة المصرية للجميع
كما ثمن الدكتور محمد أبو العلا رئيس الحزب العربى الناصرى، رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الصومالي بشأن تعديات إثيوبيا على أرض الصومال، مؤكدا أن هذه الرسائل أظهرت قوة الدولة المصرية للبعيد والقريب.
وأشار “أبو العلا” في تصريحات إلي أن الرئيس عبد الفتاح السيسى دائما يدلي بتصريحات حاسمة وتظهر للجميع سياسة مصر الراسخة والثابتة وأن مصر تدعم سيادة الدول على أراضيها وترفض رفضا باتا تدخل أي دولة فى شئون دولة أخرى، كما أنها دائما تعمل لترسيخ السلام.
وأكد أن اللقاء بين الرئيس السيسي ونظيره الصومالي دليل على أن مصر حاضرة وبقوة في القرن الإفريقي، مؤكدا أن هذا اللقاء استهدف تعزيز العلاقات المصرية الصومالية، وتعزيز السلم والأمن في الصومال، والقضاء على الإرهاب لتحقيق التنمية المنشودة، وتحقيق تطلعات الشعب الصومالي نحو مستقبل أفضل.
نائب وزير الخارجية السابق: كلمة الرئيس السيسى حول أزمة الصومال “حاسمة ورادعة”
فيما أكد نائب وزير الخارجية السابق السفير على الحفنى، أن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى المؤتمر الصحفى المشترك عقب لقائه الرئيس الصومالى الدكتور حسن شيخ محمود، كانت “حاسمة ورادعة”، إذ وجه رسالة قوية لإثيوبيا تحذر من أن لا أحد سيوافق على محاولة القفز على أى أرض للسيطرة عليها، وأن لا أحد يحاول أن يجرب مصر أو يهدد أشقاءها خاصة لو طلبوا منها الوقوف معهم.
وأضاف السفير علي الحفني، أن الرئيس السيسي جدد، في كلمته، دعم مصر لوحدة وسلامة أراضي الصومال، ورفضها التدخل في شئونه الداخلية، والمساس بسيادته، وكذلك الرفض لتلك الاتفاقية غير القانونية والمخالفة للقانون الدولي التي أبرمتها أديس أبابا مع إقليم “أرض الصومال” (صوماليلاند)، بشأن الاستحواذ على “ميناء بربرة” المطل على البحر الأحمر.
وأشار السفير الحفني إلى أن الرئيس الصومالى، توجه إلى القاهرة، والتقى الرئيس السيسي للتشاور والتنسيق وحشد التضامن والجهود والتحركات السياسية والدبلوماسية في مختلف المحافل الدولية، ولاسيما بمجلس الأمن الدولي، للرد على تهديد إثيوبيا لوحدة وسلامة أرضي الصومال العربية.
ورأى أن جمهورية الصومال الفيدرالية، تعول على مصر لمساندتها في أزمتها الحالية بعد انتهاك إثيوبيا لسيادتها؛ إذ تثق في مواقف القاهرة الداعمة لإعلاء مبادئ القانون الدولي واحترام المواثيق والأعراف الدولية، فضلاً عن حرصها على استقرار محيطها ولاسيما قاراتها الإفريقية.
واعتبر أن قفز إثيوبيا على “أرض الصومال” هو أمر مستغرب ومُدان لأنه يعد اعتداءً مباشراً على الجوار وعلى دولة عضو بالاتحاد الإفريقي، وبمنظمة الإيجاد والسوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا)، محذراً من أن اعتراف أديس أبابا بـ”أرض الصومال” التي لا تعترف بها أي دولة أو منظمة بالعالم، يؤكد دعم إثيوبيا لانفصال وتقسيم أراضي جمهورية الصومال.
وشدد في هذا الصدد، على أن مصر ترفض تماماً تقسيم الصومال، أخذا في الاعتبار العلاقات الوطيدة التي تربط البلدين على مر التاريخ القديم والحديث، فضلاً عن تعارض ما قامت به إثيوبيا مع القانون والمواثيق الدولية ومبادئ وأهداف منظمة الأمم المتحدة، محذرا من أن إثيوبيا تتخذ مواقف أحادية وتعمل بسياسة الأمر الواقع مثلما فعلت في ملف سد النهضة، ولا تلتف لحقوق الدول الأخرى، الأمر الذي بات يهدد استقرار المنطقة بل والسلم والأمن الدوليين.
واختتم نائب وزير الخارجية السابق بالتنويه بالروابط العديدة التي تجمع البلدين الشقيقين، إذ أنهما أعضاء بجامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، مذكراً بوقوف القاهرة بجانب مقديشيو لمواجهة الإرهاب وكافة التحديات التي اعترت الصومال على امتداد العقود الأخيرة وأثرت بالضرورة على علاقاته الخارجية، إلا أن مصر كانت دائما تمد يد العون لأبناء شعب الصومال في كافة المحن والكوارث سواء كانت طبيعية أو بفعل الإنسان.
نواب يؤكدون: احترام سيادة الصومال مفتاح السلام في القرن الإفريقي
وفي هذا السياق أكد عدد من أعضاء مجلس النواب، علي أهمية الموقف المصري في هذه الأزمة التي تهدد استقرار القرن الأفريقي، مؤكدين أن إقليم أرض الصومال جزء لا يتجزأ من الأراضي الصومالية، حيث أكد الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، علي أهمية اللقاء الذي يجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود”، مشيرا إلي أن اللقاء يتناول مناقشة عدد من الملفات من بينها تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطوير التعاون المشترك، واستمرار التنسيق وتعميقه في مختلف المجالات، بما يتفق والطبيعة التاريخية للعلاقات بين البلدين، كذلك الأوضاع الإقليمية الحالية خاصة في القرن الأفريقي.
وقال محسب، إن موقف مصر الثابت هو الوقوف بجانب الصومال الشقيق، ودعم أمنه واستقراره في ظل ما يتعرض له من محاولات للمساس بوحدته، بعد إعلان رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد عن توصله لاتفاق مع زعيم أرض الصومال، موسى بيهي عبدي، يتيح لأثيوبيا الدولة الحبيسة، لمدّة 50 عاماً منفذاً على البحر الأحمر بطول 20 كلم، عبر استخدام ميناء بربرة وإنشاء قاعدة عسكرية به، في مقابل اعتراف أديس أبابا رسمياً بأرض الصومال جمهورية مستقلة.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن هذه التحركات تهدد وحدة جمهورية الصومال الفيدرالية وسيادتها وسلامة أراضيها وفقاً لدستورها ومواثيق الاتحاد الإفريقي والأمم المتّحدة، مشددا علي أن احترام سيادة الصومال هو مفتاح السلام في القرن الإفريقي، موضحا أن أرض الصومال أو صوماليلاند أعلنت استقلالها عن مقديشو في 1991 من جانب واحد، وهي خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، الذي اعتبر أن أرض الصومال جزء من الصومال بموجب الدستور الصومالي، الأمر الذي يُعد انتهاكا فاضحا لسيادتها ووحدتها من جانب أثيوبيا.
وبدوره قال النائب نادر الخبيري، عضو مجلس النواب، إن زيارة الرئيس الصومالي لمصر، تعكس دور مصر المحوري في القارة الإفريقية، خاصة أن الزيارة تأتي في توقيت شديد الحساسية نظرا لما تواجهه الصومال من انتهاك إثيوبي لسيادتها على أراضيها.
وأوضح الخبيري، أن هذه الزيارة تستهدف توطيد العلاقات بين البلدين في كافة المجالات، علاوة على تبادل الرؤى ووجهات النظر مع الرئيس السيسي إزاء سبل التعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة، مشيرا إلى أن دعم مصر لدولة الصومال تأكيد لدور مصر التاريخي في التنمية والدعم والمساندة لجهود الأشقاء الأفارقة نحو تحقيق أحلام وآمال وتطلعات شعوبهم، وهو ما تتطلع إليه جمهورية الصومال الشقيقة.
وأكد النائب نادر الخبيري، أن هذه الزيارة تستهدف أيضا تعزيز العلاقات المصرية الصومالية، وتعزيز السلم والأمن في الصومال، والقضاء على الإرهاب سعيًا لتحقيق التنمية المنشودة، وتحقيق تطلعات الشعب الصومالي، نحو مستقبل أفضل يفضي إلى عودة الصومال، ليتبوأ موقعه، كعضو فاعل ومؤثر في منطقة القرن الإفريقي، لافتا إلى أن مصر كثفت تحركاتها الدولية خلال السنوات الأخيرة لحشد الدعم للقضية الصومالية وحث القوى الدولية للمساهمة في إعادة بناء المؤسسات الوطنية الصومالية.
وقال النائب محمد سلطان، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن الزيارة تعكس مكانة مصر ودورها المتميز لدعم الأشقاء الأفارقة، موضحا أن مصر والصومال تجمعهما علاقات تاريخية تستوجب دعم مصر للأشقاء الصوماليين لتحقيق التنمية.
وأكد عضو لجنة حقوق الإنسان بالنواب، أن هذه الزيارة تستهدف تعزيز الأمن والاستقرار في الصومال خاصة بعد تدخل إثيوبيا في ملف أرض الصومال وميناء بربرة وغيره، مشيرا إلى أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي مستمرة في دعم الصومال لحين عودتها مرة أخرى في القرن الأفريقي .
ولفت عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، إن هذه الزيارة تعكس وتؤكد أن مصر حاضرة بقوة في القرن الأفريقي وتسعى إلى توطيد العلاقات مع كافة الدول الإفريقية لتحقيق التنمية الشاملة والاكتفاء الذاتي بين دول القارة السمراء، لافتا إلي أن الدولة المصرية نجحت في تقديم العديد من الإنجازات في مجال التنمية المستدامة والتي ظهرت بقوة أثناء رئاسة مصر للاتحاد الافريقي.