كتبت\خلودحمد
شاركت الباحثة المصرية الدكتورة مروة مهدي عبيدو في المحور الفكري بمهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة عشرة ببحث في موضوع الدراسات المسرحية والخطاب الجندري، وتناولت في دراستها “الدراسات المسرحية والخطاب الجندري – سؤال التركيب والأهمية” العلاقة المركبة التي تربط بين الدراسات المسرحية و الخطاب الجندري. بناء على مقارنة حقل الدراسات المسرحية، بحقول العلوم الثقافية والاجتماعية واللغوية، في مدى الاستفادة من التحليل الجندري كمنظور معرفي حديث، ومن ثم، الاعتراف بوجود فجوة بين الدراسات المسرحية والخطاب الجندري. وبناء عليه، تتعامل الدراسة مع الدراسات المسرحية والخطاب الجندري، من زاوية واسعة، تتضمن المنجز المعرفي في مجمله، على المستوى الأكاديمي والنقدي دوليا إقليميا ومحليا، والذي يضم المنطقة العربية، بالضرورة.
الباحثة المصرية الدكتورة مروة مهدي
وأشارت في دراستها أن الهدف من الدراسة هو التعمق في دراسة المساحة البينية، التي تربط أو تبعد الدراسات النقدية المسرحية الحديثة عن الدراسات الجندرية، للإجابة على سؤال: هل الجنسوية الإبداعية ضرورة أم تطرف؟، وللإجابة على هذا السؤال، تبدأ الدراسة بتمهيد نظري لفحص الفوارق والتماس بين النسوية والجندرية، تحت عنوان “تمهيد نظري: نسوية أم جندرية؟”، حيث يتم تحليل أصول المصطلحين، والوعي البحثي خلفهما، منذ نِشأتهما وتطورهما عن بعضهما البعض، للوصول إلى أهم الموضوعات والأسئلة والأبعاد البحثية التي تم تناولها في حقل الدراسات النسوية ثم الجندرية، منذ التأسيس في ستينيات القرن الماضي. وبناء عليه، تتحرك الدراسة للتعرف على منجز الدراسات الجندرية، كعلم بيني ومتعدد التخصصات، في محور تحت عنوان “منجز الدراسات الجندرية وتعددية التخصص”، بهدف تفكيك التراكم المعرفي في حقل الدراسات الجندرية، التي تعتمد على نظام مرجعي ومنهجي متنوع، مؤسس على مرجعيات بحثية متنوعة، من داخل العلوم والتخصصات المعرفية المختلفة، التي تفاعل معها. ثم توصيف المفاهيم الهامة التي أنجزتها الدراسات الجندرية، والذي يرتبط ارتباط وثيق بالدراسات المسرحية مثل مصطلح “الأداء الجندري Gender Performance” وغيره.
مروة مهدي في مهرجان المسرح العربي
وأكدت خلال دراستها : من أجل الوقوف على مناطق التماس بين الحقل الجندري والمسرحي، يتم تناول “المسرح في الخطاب الجندري” لتحليل المسافة البينية بين الدراسات المسرحية والأدب. والافتراض المركزي في هذا السياق، هو أن الهوية الجنسية، تقع تحت أطر الأعراف والتقاليد الاجتماعية. وتتحرك ضمن ديناميكيات السلطة، التي تنظم أشكال الهوية الجنسية، المعترف بها اجتماعيا، وكذلك التي يتم رفضها. ومن ناحية أخرى، تتناول الدراسة “الجندر في الخطاب المسرحي” وكيف تناول المسرح الموضوعات الجندرية، ولو بشكل غير مباشر، حيث تعاملت الدراسات المسرحية -عبر تاريخها- مع الانتاج الجندري في النصوص والعروض المسرحية، بطريقة هامشية. وتنتهي الدراسة بتناول موضوع “التأريخ للمسرح من منظور جندري”. فبناء على كون، البحث الموجه نحو الجندرية في الدراسات المسرحية له تركيز متنوع، على الرغم من كونه محصورا حتى الآن، في شكل دراسات فردية أو مقالات متفرقة، إلا أن إمكانية إعادة التأريخ للمسرح من منظور جندري، سوف تفتح آفاق بحثية جديدة، انتهاءا، بخاتمة تؤكد على طبيعة العلاقة المركبة بين الدراسات المسرحية والجندرية، وأهمية الدراسة الجندرية لحقل المسرح المعرفي.