كتبت\هبه عبدالله
شكلت المباحثات الثنائية التى تجريها الدولة المصرية، مع مختلف زعماء وقادة العالم العربى والإسلامى، امتدادا للأدوات التى تستخدمها الدولة للبحث عن انفراجة، ووقف التصعيد الإسرائيلى الوحشى الغاشم على غزة، ومن بين تلك الأدوات المشاورات التى تجريها القيادة السياسية ولا تزال مع كل اللاعبين الدوليين والإقليميين والأطراف المعنية بالأزمة.
وفى هذا الإطار، يأتى الاتصال الهاتفى الذى تلقاه الرئيس السيسى من نظيره الإيرانى ليؤكد أن الانفتاح الذى تمارسه الجمهورية الجديدة مع كل اللاعبين، انفتاح يتجاوز حدود اختلاف وجهات النظر.
وخلال الاتصال توجه الرئيس الايرانى إبراهيم رئيسي، بالتهنئة إلى الرئيس السيسى على الفوز فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة وإعادة انتخابه رئيساً لمصر، حيث ثمن الرئيس من جانبه هذه اللفتة المُقدرة. وتطرق الاتصال أيضاً إلى التباحث حول تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، فضلاً عن متابعة النقاش حول مسار تناول القضايا العالقة بين البلدين.
المباحثات بين الزعيمين حول الملف الفلسطينى وبالتحديد الحرب فى غزة لم تكن الأولى، فقد التقى الزعيمان للمرة الأولى على هامش القمة العربية الإسلامية المشتركة التى استضافتها الرياض، لبحث العدوان الإسرائيلى الغاشم، وخلال لقاء الرئيس السيسى بالرئيس الإيرانى، تباحث الطرفان بشأن تطورات الأوضاع فى غزة، وتم تأكيد الموقف الثابت للدولتين من حيث رفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، مع ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية لإنهاء معاناة أهالى غزة، واستمرار الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة، بحسب المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية.
كما تم التطرق للعلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع فى سوريا، حيث أكد الرئيس حرص مصر على التسوية السياسية الشاملة بما يحقق المصالح العليا للشعب السورى الشقيق ويحفظ وحدة وسلامة سوريا ويستعيد الأمن والاستقرار بها.
تعدد التواصل المصرى الإيرانى عبر اللقاءت الثنائية على المستوى الرئاسى والاتصالات الهاتفية تحمل مدلولات أخرى، حيث تؤكد أن مصر لا تدخر وسعا دبلوماسيا لإجراء مناقشات جادة مع كل الأطراف الدولية وخاصة الأطراف المؤثرة إقليميا بغية احتواء الموقف وضمان عدم استفحال الصراع إلى أزمة إقليمية كبرى بما يتماشى مع رؤيتها فى هذا الصدد، كما تؤكد أن مصر عازمة على بذل كل مساعيها الممكنة للحيلولة دون تفاقم الموقف وللحد من أضرار العمليات العسكرية الوحشية التى تقوم بها إسرائيل.
يأتى التواصل المصرى الإيرانى فى وقت بالغ الحساسية للإقليم ويرسخ فكرة استمرار الاتصالات الثنائية مع كل الأطراف لصياغة موقف قوى وموحد عربيا وإسلاميا، مما يحدث بما يشكل جبهة ضغط قوية على الموقف الدولى ومواجهة المسارات الإنسانية والدبلوماسية الملحة التى يتعين العمل على حلها بشكل ناجع.
ويدل أيضا على الموقف المصرى الذى كان ولا يزال وسيستمر مشجعا على الانفتاح على كافة القوى الدولية بما يخلق مسارا لوقف العدوان وتجنيب المنطقة مزيد من الضغط او مخاطر توسيع نطاق الصراع.
ويأتى عقب سلسلة لقاءات واتصالات مختلفة بين وزير الخارجية سامح شكرى ونظيره الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان، وخلال العدوان الإسرائيلى، أجرى شكرى اتصالا هاتفيا فى 7 نوفمبر الجارى، بعبد اللهيان، بحثا خلاله الأوضاع الأمنية والإنسانية فى قطاع غزة، ناقشا الوزيرين الإعداد للقمة الإسلامية، وتبادلا التقييمات بشأن الوضع الأمنى والإنسانى فى قطاع غزة بحسب متحدث الخارجية، واستعرض شكرى خلال الاتصال الموقف بشأن إنفاذ المساعدات الإنسانية، وأكد على ضرورة منع توسيع رقعة الصراع”.
وفى سبتمبر الماضى أعلنت وزارة الخارجية، أن وزير الخارجية المصرى سامح شكرى التقى نظيره الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان فى مقر بعثة مصر الدائمة لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، ونشر صورا من اللقاء.
وتعد اللقاءات الثنائية امتدادا للجهود المصرية الدبلوماسية من أجل التشاور لوقف الحرب وتخفيف المعاناة عن سكان غزة، وستواصل القاهرة هذه السياسة الناجعة وستبذل كل غالى ونفيس لأجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى.