كتب\هشام الفخراني
– تمثال “إيزيس فاريا” أضخم المعروضات
عالم من السحر والغموض، داخل قاعة الآثار الغارقة بالمتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية والذى منذ افتتاحه وهو يستقبل يوميا أعدادا كبيرة من السائحين والمصريين، للتعرف على أسرار الحضارة المصرية القديمة.
اليوم السابع أجرى جولة داخل قاعة الآثار الغارقة والتى تقع فى المدخل الأمامي بالطابق الأول من المتحف، حيث يبدأ الزائر جولته الأولى بالمتحف بالمرور على قاعة الآثار الغارقة والتى تم انتشالها من بحر منطقة أبوقير.
ومن أبرز المعروضات فى قاعة الآثار الغارقة هى لوحة “هيراكليون” المصنوعة من الجرانيت، والمسجل عليها طريقة تحصيل الجمارك على البضائع والسفن فى مصر القديمة، وكذلك تمثال ايزيس فاريا ومجموعة نادرة من الاثار الغارقة التى يعود تاريخها لأكثر من 2000 عام.
وتقول رشا عبد الوهاب، أمين المتحف اليونانى الرومانى، إن الاثار الغارقة بالمتحف عمرها اكثر من 2000 عام، ومازالت بحالة جيدة للعرض المتحفى، موضحة أن المياه المالحة تحافظ على القطع الأثرية من عوامل التعرية، بالإضافة إلى المجهود الكبير الذى قام به قسم الترميم، حيث قام بمجهود كبير للحفاظ على الآثار وعرضها بسيناريو متخفى يجذب الزائرين.
وأشارت إلى أن القاعة بها مجموعة مختلفة من رؤوس ملوك العصر البطلمى، بالإضافة إلى تمثال رأس الاسكندر الأكبر، والذى حكم ثلثى العالم، وتعتبر معظم تماثيل الإسكندر الأكبر للرأس فقط، حيث توفى فى سن صغيرة، وتمثال رأس الأسكندر الأكبر يمثل رأس شاب وسيم ينظر إلى الأعلى يستلهم الحكمة من الإله، وهو من قام بتخطيط فكرة شارع فؤاد والذى يوجد به المتحف الرومانى حاليا، وأكدت على أنه لم يستدل على قبره حتى الآن وتوفى الإسكندر الأكبر فى آسيا، وخلفه بطلميوس الأول فى الحكم ونفت أسطورة دفنه بالإسكندرية، لافتة إلى أن مراسم الدفن اليونانى بعيدة عن التحنيط المصرى.
كما تحتوى قاعة الآثار الغارقة مجموعة من رؤوس الملوك البطالمة ومصر القديمة، واوضحت رشا عبد الوهاب أن بعض التماثيل جاءت مكسورة الأنف، حيث كانت العادة هى كسر الأنف فى تماثيل الملك أو الملكة التى كانت تتميز بالقسوة والعنف فى الحكم.
كما يوجد بالقاعة تمثال طولى لملكة بطلمية من الجرانيت الاسود، تم انتشاله من خليج أبو قير، وهو يعبر عن ملكة بطلمية بهيئة ايزيس.
أما أضخم القطع الاثرية الغارقة بالمتحف، فهو تمثال ” ايزيس فاريا” وهو عبارة عن تمثال ضخم للالهه ايزيس، تم انتشاله عام 1962 من منطقة النيناء الشرقى بجوار قلعة قايتباى، وتم وضعة فى الساحة الداخلية من المتحف نظرا لحجمة الكبير، وأصبح رمز للمتحف ويحرص الزائرين على التقاط الصور التذكارية أسفل التمثال نظرا لحجمه الضخم.
ويوجد بالقاعة القطع الاثرية من الآثار الغارقة معروض بجوارها فيلم تسجيلى يعرض أثناء انتشال كل قطعة منها فى اسلوب عرض شيق وجذاب.
ويعد المتحف اليونانى الرومانى من أكبر متاحف الإسكندرية، خاصة بعد الإفتتاح الكبير الذى شهده المتحف فى أكتوبر الماضى، حيث يلقى المتحف اقبالا كبيرا يوميا، ويتردد علية الوفود الأجنبية والسائحين من مختلف دول العالم، والزيارات المدرسية والوافدين من مختلف محافظات مصر.
ويضم المتحف نحو 10 آلاف قطعة أثرية تعود إلى العصر اليونانى الرومانى، ليصبح أكبر متحف متخصص فى تلك الخقبة الزمنية.
والمتحف مفتوح يوميا من 9 صباحا وحتى 5 مساءا، على أن يغلق باب التذاكر الساعة4.30 عصرا، مع إتاحة استخدام كاميرا المحمول مجانا.
و أسعار الدخول بالنسبة للزائر المصرى 40 جنيه والطالب المصرى 20 جنيه، سائح أجنبى 300 جنيه، طالب سائح أجنبى 150 جنيه، على أن يتم الدفع بالبطاقات الالكترونية، والدخول مجانا للفئات، الأطفال تحت 6 سنوات وكبار السن من المتقاعدين فوق 60 عاما من المصريين والعرب، وذوى الاحتياجات الخاصة المصريين، ماعدا الجمعة والسبت والعطلات الرسمية.
ويعد المتحف الرومانى فى الإسكندرية، ضمن 20 متحفًا جرى افتتاحهم فى مصر خلال السنوات الماضية، من أعمال ترميم وتطوير وهو المتحف الوحيد المُتخصص فى الحضارة اليونانية والرومانية.
وقامت وزارة السياحة والآثار بأعمال تطوير وترميم مبنى المتحف بالكامل، وكذا أعمال الواجهات الداخلية والخارجية، إلى جانب ما تم من تحديث للبوابة والمدخل الرئيسى للمتحف، وأعمال التشطيبات، وما يتعلق بتنفيذ وتجهيز مختلف الخدمات بالمتحف، ووما يتضمنه من تجهيز الساحة المواجهة للمدخل الرئيسى للمتحف، ودهان واجهات العقارات المُطلة، ورفع كفاءة الميادين والطرق المحيطة، وبعض أعمال التشجير والإضاءة وتنسيق الموقع العام، لتهيئة الموقع لاستقبال الزوار بشكل متميز على أحث النظم الحديثة.
كما تم أعمال ترميم لمختلف العمارات والمبانى المطلة على المتحف، وكذا تنفيذ اضاءات لتلك المبانى، بحيث تكون على غرار ما تم تنفيذه من إضاءة للمبانى المطلة على ميدان التحرير بالقاهرة، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بتنسيق الموقع العام وزراعة النخيل بحيث تكون مُصطفة على جانبى الطريق.