كتبت\هبه عبدالله
تعد نوة” قاسم” من أقوى النوات التى تضرب الإسكندرية فصل الخريف، بل تتفوق على نوات الشتاء من حيث الشدة وغزارة الأمطار، وتضرب نوة “قاسم” محافظة الإسكندرية فى الأسبوع الأول من شهر ديسمبر لتعلن اقتراب موعد فصل الشتاء القارس، وتستمر لمدة 5 أيام وتهب على الإسكندرية فى صورة رياح جنوبية غربية وعواصف شديدة وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى أحد أبناء الصيادين ويدعى قاسم والذى تعرض للغرق فى تلك النوة مما أدى إلى إطلاق اسمه عليها، ويتردد أيضا اسم نوة “قاسم” بسبب شدتها التى تقسم الإسكندرية خاصة مع ارتفاع الأمواج الذى يصل إلى 5 أمتار وسرعة الرياح التى تبلغ 80 كم / الساعة، مع انخفاض درجات الحرارة والبرودة القارسة.
ومن المعتاد أن يضرب فصل الخريف محافظة الإسكندرية ببعض النوات الممطرة، حيث تشهد الإسكندرية فى الخريف، بعض التقلبات الجوية، بعضها أجواء خريفية بطعم الشتاء، حيث انخفاض درجات الحرارة والأمطار أحيانا.
أما عن طبيعة النوات التى تضرب الإسكندرية خلال فصل الخريف، فهناك 4 نوات ممطرة وهى:
نوة “الصليبية”.. تسببت فى غرق الإسكندرية 2015
نوة رياح الصليبية وتهب على الإسكندرية فى النصف الأخير من شهر أكتوبر وتستمر لمدة 3 أيام وتهب على المحافظة خلالها رياح غربية، وغالبا ما تكون بدون أمطار إلا أن الإسكندرية قد شهدت خلالها عام 2015 هطول الأمطار الغزيرة، التى تسببت فى غرق الإسكندرية وشلل حركة المرور.
نوة “المكنسة” وهى “تكنس” البحر نتيجة التيارات البحرية الشديدة
نوة المكنسة التى تهب فى منتصف نوفمبر وقد عرفت بهذا الاسم لشدة الرياح بها حيث تهب رياح شمالية غربية “تكنس” البحر نسبة إلى التيارات البحرية الشديدة التى يشهدها البحر أثناء تلك النوة، التى تستمر 4 أيام.
نوة “باقى المكنسة” فى نهاية نوفمبر
ثم تأتى نوة “باقى المكنسة” وتستمر 4 أيام أيضا وتهب على الإسكندرية رياح جنوبية غربية هذه المرة مع عواصف شديدة وأمطار.
نوة “قاسم” من أخطر وأشد النوات على الإسكندرية
ثم تأتى نوة قاسم وهى من أخطر النوات على الإسكندرية فى الأسبوع الأول من شهر ديسمبر وفى نهاية فصل الخريف.
أما نواتةفصل الشتاء فهى، 8 نوات تبدأ بنوة “الفيضة” وتنتهى بنوة ” عوة” وهى:
نوة الفيضة الكبرى.. يزداد ارتفاع الأمواج وتوقف مهنة الصيد
نوة الفيضة الكبرى وتهب على الإسكندرية فى النصف الأول من شهر يناير، وسميت بهذا الاسم لأنها تجعل البحر يفيض ويزداد ارتفاع الأمواج بشدة مما يصعب خلالها ممارسة مهنة الصيد، وتستمر الفيضة الكبرى لمدة 6 أيام وتهب خلالها رياح جنوبية غربية شديدة الأمطار.
نوة الغطاس.. رياح غربية ممطرة
نوة الغطاس وقد سميت بهذا الاسم لأنها تهب على الإسكندرية بالتزامن مع احتفال الأقباط بعيد الغطاس، وتهب على الإسكندرية فى النصف الأخير من شهر يناير وتستمر 3 أيام وتهب على الإسكندرية خلالها رياح غربية ممطرة.
نوة الكرم.. كريمة فى أيامها وأمطارها
نوة الكرم وتهب على الإسكندرية فى الأيام الأخيرة من شهر يناير، وتستمر لمدة 7 أيام، ولذلك سميت بنوة الكرم، لأنها كريمة فى أمطارها وطول مدة استمرارها، وتتوقف ممارسة مهنة الصيد خلالها بسبب الرياح الغربية وشدة الأمطار.
نوة الشمس الصغيرة.. أمطار والشمس ساطعة
نوة الشمس الصغيرة وهى تستمر 3 أيام فقط وسميت بهذا الاسم لأن الشمس تظل ساطعة حتى فى فترات تساقط الأمطار، وتهب على الإسكندرية فى منتصف شهر فبراير ويصاحبها رياح غربية وتكون شديدة الأمطار.
نوة السلوم.. يومين فقط
نوة السلوم وتهب على الإسكندرية فى أوائل شهر مارس وتستمر لمدة يومين فقط وتهب على الإسكندرية خلالها رياح جنوبية غربية يصاحبها الأمطار، وقد سميت بهذا الاسم نظرا لهبوب رياح غربية من جهة السلوم.
نوة الحسوم.. أشد النوات برق ورعد
نوة الحسوم وهى من أشد النوات التى تهب على عروس البحر المتوسط، وتهب فى الأسبوع الأول من شهر مارس، وقد سميت بهذا الاسم نظرا لشدتها ولأنها تتميز ببرق ورعد شديدين وهطول الأمطار وتعتبر آخر النوات الممطرة الشديدة التى تهب على الإسكندرية.
نوة الشمس الكبيرة.. رياح بلا أمطار
نوة الشمس الكبيرة وتستمر يومين وتهب على الإسكندرية رياح شرقية ولكنها غير ممطرة وسميت بهذا الاسم لأن سطوع الشمس تزداد خلالها قوة.
نوة عوة.. آخر النوات الباردة
نوة عوة وتهب على الإسكندرية فى الأسبوع الأخير من شهر مارس، وهى نوة شديدة تهب خلالها رياح شرقية وتستمر لمدة أيام، وتعتبر آخر النوات الباردة واختلف الكثيرون على سبب تسميتها ولا يعرف أحد سبب تسميتها بهذا الاسم.
يذكر أن السنوات العشر الأخيرة، بدأت تطرأ ظاهرة التتغيرات المناخية على الإسكندرية، وهى تغييرات ملحوظة فى معظم دول العالم، ولكن الإسكندرية هى الأكثر تأثرا بتلك الظاهرة بين محافظات مصر، حيث شهدت الإسكندرية تغييرات فى مواعيد النوات المعتادة منذ سنوات عديدة، فتغيرت تلك المواعيد فقد تأتى النوة متقدمة عن موعدها أو متأخرة لعدة أيام، كذلك اختلفت الظواهر الجوية المصاحبة لتلك النوات سواء من حيث كثافة كمية الأمطار المعتادة فى تلك النوه أو الرياح وإنخفاض درجات الحرارة، حيث شهد شتاء العام الماضى، برودة شديدة فى معظم أيام النوات وانخفاض كبير فى درجات الحرارة لم تشهده الإسكندرية منذ سنوات، واستمرت النوات وحالة التقلبات الجوية مستمرة حتى أواخر شهر مارس، حيث استمرت النوات الشتوية والأمطار حتى بداية فصل الربيع.