وجهت مجموعة نيجيرية متشددة إنذارا لجميع المسيحيين الجنوبيين لمغادرة شمال البلاد حيث الغالبية المسلمة، فيما دعت الحكومة الفدرالية في أبوجا إلى الهدوء.
والإنذار الموجه إلى “الايغبو” بمغادرة الشمال بحلول الأول من أكتوبر المقبل، يكشف عن التوتر العرقي والديني في البلد الأكبر سكانا في إفريقيا.
وفي المنطقة الجنوبية الشرقية، التي يهيمن عليها الإيبو، تؤكد “حركة السكان الأصليين في بيافرا” بقيادة نامدي كانو صاحب الكاريزما بشكل متزايد، أنها تريد أن تشق “طريقها” الخاص.
ويتم إلقاء اللوم على الطائفية المتصاعدة ومشاعر العداء لإتنية الإيغبو على “حركة السكان الأصليين في بيافرا”، التي تثيرها ذكريات عام 1967، عندما أعلن أسلافهم جمهورية “بيافرا” المستقلة في الجنوب الشرقي.
وأدى الإعلان إلى حرب أهلية وحشية استمرت 30 شهرا، أسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص معظمهم من “الايغبو” في المعارك والمجاعة والمرض.
من جهته، يقول ستانلي أوبيورا، وهو تاجر من “إلايغبو” (40 عاما)، في كانو، إن “نامدي كانو وأمثاله لا يتكلمون باسمه”، وأضاف، “الشباب في الشمال قالوا إنهم أصدروا الانذار ردا على تحريض بيافرا، لكننا نحن الايغبو في الشمال لسنا طرفا في ذلك”.
وناشد أوبيورا العاقلين في الشرق أن يحذروا شبابنا من الكلام الطائش الذي يضع أقاربهم في الشمال في صعوبات.
يشار إلى أن نيجيريا تنقسم بشكل متساو تقريبا بين شمال بغالبية مسلمة وجنوب مسيحي إلى حد كبير، لكن في البلاد أكثر من 250 مجموعة عرقية.
وأكبرها هي الفولاني الناطقة بالهاوسا في الشمال، واليوروبا في الجنوب الغربي والإيغبو في الجنوب الشرقي، وقد تنقل الكثيرون لأسباب اقتصادية على مر السنين.
ووصف خبير الشؤون النيجيرية المخضرم ديمتري جورج لافروف الشمال بأنه “شبه إقطاعي وغير متطور”.
يذكر أن نائب الرئيس النيجيري يمي أوسينباجو التقى حكام الولايات، الأسبوع الجاري، وناشدهم تهدئة التوتر، محذرا من أن “التصريحات المتهورة قد تتحول إلى أزمة”.
وقال اوسينباجو، الذي ينوب عن الرئيس محمد بخاري الذي يقضي إجازة مرضية منذ أوائل مايو الماضي، “هناك حاجة إلى التحدث وضمان حماية ديمقراطيتنا”.