كتب\هشام الفخراني
“المناظر الملونة من معبد وادي السبوع للملك أمنحتب الثالث” هو عنوان المعرض الأثرى الدائم الذى تم افتتاحه خلال الأيام الماضية، فى المتحف المصري بالتحرير، وذلك بالتعاون بين المتحف وجامعة ميونخ ومتحف هيلدسهايم بألمانيا، ولهذا نقدم نبذه تعريفية ولمحة من حياة الملك أمنحتب الثالث الذى يدور حوله المعرض.
الملك أمنحتب الثالث “١٤٠٥–١٣٧٠ق.م”، تولى الحكم وهو صغير السن، بعد وفاة أبيه الملك تحتمس الرابع فى سن الثانية عشرة تقريبًا، وكانت أمه زوجة ثانوية تدعى “موت إم ويا”، وقد استمر في حكم البلاد منفردًا نحو ست وثلاثين سنة، كان في خلالها أعظم عاهل في العالم المتمدين، كما كانت “مصر” أكبر إمبراطورية في الشرق القديم وصاحبة السيادة السياسية والأدبية فيه.
وكان “أمنحتب الثالث” يعد أعظم ملك قام بأعمال البناء والتعمير في عهد الأسرة الثامنة عشرة، وكان النشاط والاهتمام اللذان بذلهما الملوك السابقون له في الحروب الطاحنة، قد استغلَّهما هو في تصميم المباني التي أراد أن يُزيِّن بها بلادَه، وفي زيادة ثراء معابد الآلهة في الوجهين القبلي والبحري، وبخاصة في “طيبة” وفي “السودان”، كما قال الدكتور سليم حسن في موسوعته مصر القديمة.
وكان الفرعون الشمس الملك أمنحتب الثالث أشهر فراعنة مصر والعالم القديم، وواحد من أعظم حكام مصر على مر التاريخ، فى أوائل سنوات حكمه مهتمًا بالرياضة وخاصة الصيد والقنص حيث كان صيادًا عظيمًا حيث عثرنا له على جعران يسجل عليه أنه أقتنص مائة ثور برى فى رحلة صيد ملكية استغرقت يومين وعلى جعران آخر أنه أصدره فى السنة العاشرة ذكر فيه أنه منذ ارتقائه العرش قتل 102 من الأسود فى رحلات الصيد.
كما أبدى أمنحتب الثالث اهتمامًا قليلاً بالعسكرية لأنه لم يواجه غير القليل من القلاقل مثل ما حدث فى السنة الخامسة من حكمه فى بلاد النوبة، غير أن القتال كان يدور مع فئة قليلة من المتمردين، وبعد أن انتصر عليهم، وسع مساحة ملكه حتى وصل إلى الجندل الرابع، حسب ما جاء بكتاب الفراعنة المحاربون للدكتور حسين عبد البصير، وقد قامت ثورة أخرى فى بلدة واقعة بعد الجندل الثانى، وكانت النوبة لها إدارة ذاتية بإشراف ابن الملك فى كوش، فأرسل أمنحتب الثالث نائبه فى الجنوب وابن الملك لقمع تلك الثورة، ولم يشترك فيها أمنحتب الثالث، واتسم معظم حكمه بالاستقرار والرخاء، ولا يزال هناك غشاء رقيق حول “أمنحتب الثالث” نفسه وكيفية انتهاء حكمه، ولت الاكتشافات فى “تل العمارنة” أنه كان لا يزال على قيد الحياة حتى السنة التاسعة أو الثانية عشرة من حكم ابنه “إخناتون”، وقد دفن فى وادى الملوك.