حملت الرسالة التي تم العثور عليها في مجمع أسامة بن لادن في باكستان، المفتاح للاتفاق السري الذي حمى إيران من هجوم الجهاديين لسنوات.
الرسالة التي كتبت في عام 2007 والتي كانت موجهة إلى زعيم الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة في العراق التي أصبحت في وقت لاحق تنظيم داعش، كتب فيها أسامة بن لادن يقول “ليس هناك حاجة للقتال مع إيران، لأن إيران هي بمثابة الشريان الرئيس لنا لإمدادنا بالأموال والأفراد والاتصالات، فضلا عن الرهائن”.
مؤسس الجماعة “أبو مصعب الزرقاوي”، يعرف مدى التعاون بين إيران والقاعدة. ومثله الشخصيات الأخرى في تنظيم القاعدة، بما في ذلك بعض أفراد من أسرة بن لادن، كانت إيران هي طريق الهروب من أفغانستان بعد غزو عام 2001. وقدمت ملاذا لأعضاء في تنظيم القاعدة كجزء من صفقة تم إبرامها مع النظام الإيراني.
ومضى الزرقاوي إلى العراق حيث شن حركة تمرد ضد القوات العسكرية الأمريكية وغذى الصراع الطائفي إضافة إلى الهجمات التي لا هوادة فيها ضد المدنيين الشيعة، وكتب نائب بن لادن أيمن الظواهري رسالة إلى الزرقاوي حذره فيها من أن رغبته في هدر دماء الشيعة قد تضر باسم تنظيم القاعدة، كما أنها قد تتسبب في خطر إلحاق الضرر بعلاقة القاعدة مع إيران ذات الأغلبية الشيعية.
التصريحات المناهضة للشيعة تتبع مساراً خاصا بها من المنطق، ففي عام 2007، أصدرت “دولة العراق الإسلامية” تهديدها المباشر الأول لضرب إيران، وجاء تحذير بن لادن وعلى ما يبدو لاقى آذانا صاغية.
ولكن الالتزام بعدم مهاجمة القوة الشيعية في العالم قد انتهى، وبينما قد تكون هذه أول ضربة ناجحة لـ داعش في إيران، إلا إنها لم تكن محاولتها الأولى. فقد حاولت داعش بضع مرات في العامين الماضيين ولكنها فشلت.
وكان فشلها يشكل احراجاً كبيراً في الدوائر الجهادية، نظراً لتنديداتها بالشيعة وإيران، كمؤيد رئيس للنظام السوري.
وكانت الولايات المتحدة قامت في عام 2011 بمعاقبة ستة نشطاء للقاعدة ممن قاموا باستخدام الأراضي الإيرانية لنقل الأموال والمجندين من دول الخليج المجاورة لإيران إلى جنوب آسيا وأماكن أخرى، ولم يتم القبض على أي منهم ولا تزال الشبكة قائمة.