قام اليوم عدد من الشباب المحتجّ في مدينة ذهيبة، جنوب شرق تونس، بإغلاق المعبر الحدودي، ذهيبة- وازن، على الحدود التونسية الليبية في الاتجاهين، ما عدا الحالات المستعجلة، أو العائدين إلى بلادهم، من التونسيين والليبيين، وذلك بوضع حواجز ترابية بالمعبر وإغلاق أبوابه بالأقفال.
وعمد شبّان آخرون من المحتجّين إلى إغلاق بئر “ظهرة صالح”، وهو يزوّد شركة “مادكو” النفطية، العاملة بحقل “بن طرطار” في صحراء ولاية تطاوين جنوب تونس، بالماء للقيام بالأنشطة البترولية.
وتحت شعار “الرّخ لا” (إلى الأمام)، تحوّل يوم أمس، مئات المحتجّين من ولاية تطاوين إلى منطقة “الكامور”، التي تفتح على الصحراء التونسية، في اتجاه عدد من الحقول النفطية، التي تستغلّ من قبل العديد من الشركات العالمية.
ويطالب المحتجّون بالتنمية والتشغيل، إلى جانب تأميم الثروة النفطية، خاصة وقد أكد العديد من الخبراء في قطاع الثروات الباطنية، أنّ لتونس كميات كبيرة من النفط، ولكن السلطات الرسمية تؤكد عكس ذلك.
وعقب هذه التطورات التي وصفها البعض بــ”الخطيرة” عقد اجتماع طارئ اليوم الاثنين، أكدت فيه الأحزاب وفروع المنظمات الوطنية في ولاية تطاوين، جنوب تونس،تجديد دعمها ومساندتها لتحركات الشباب المحتجّ ومطالبتها بحلول عاجلة لتشغيل المعطّلين، ووضع حدّ لحالة الاحتقان التي تعيشها المنطقة.
والأهمّ من ذلك أنها طالبت بــ “رسم رؤية متكاملة لدفع عجلة التنمية الشاملة”، في إشارة إلى ضرورة تغيير منوال التنمية بما يتلاءم مع الفصل13 في الدستور الجديد الذي جاء فيه أنّ “الثروات الطبيعية ملك للشعب التونسي، تمارس الدولة السيادة عليها باسمه. وتعرض عقود الاستثمار المتعلقة بها على اللجنة المختصة بمجلس نواب الشعب. كما تعرض الاتفاقيات التي تبرم في شأنها على المجلس للموافقة”.
وينتظر أن يقوم رئيس الحكومة يوسف الشاهد بزيارة إلى ولاية تطاوين، يوم الخميس المقبل، للإطلاع على الأوضاع هناك، وعقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء خاصة بذلك.