كتب\هشام الفخراني
قدمت مصر ملف “السمسمية” لمنظمة اليونسكو لإدراج الآلة الموسيقية المصرية القديمة على قائمة التراث غير المادى، ومن المقرر تقييم هذا الملف خلال اجتماع منظمة اليونسكو فى عام 2024 وفقا لتصريحات مستشار وزارة الثقافة للتراث غير المادى الدكتورة نهلة إمام.
وتعد آلة السمسمية من أقدم الآلات الموسيقية الوترية حتى أن لها جذور فى مصر القديمة، وقد كان لها اسم آخر فى العصر الفرعونى فسميت آلة الكنارة وتشبه إلى حد كبير آلة الهارب الحالية، إلا أنها كانت أصغر حجما ولها سبعة أوتار مصنوعة من أمعاء الحيوانات.
تتكون السمسمية من 5 أوتار وعلبة صوت و3 “خشبات” و”ذراعين”، وهي آله خماسية”، وتطورت الآلة، وتم زيادة أوتارها ليتم ممارسة عليها ما يُسميه الغنائيون بالمقامات الموسيقية.
لعبت آلة السمسمية في فترة حرب الاستنزاف في مصر دورًا مهمًا جدًا؛ حيث كانت الأداة الأولى، والأكثر تأثيرًا في الحرب الأعلامية؛ حيث استخدمها سكان القناة لتأجيج مشاعر الوطنية والمقاومة عند المصريين.
ومن أِشهر الأغانى التى كانت سائدة تلك الفترة أغنية غنى يا سمسمية وتقول كلماتها:
“غني يا سمسمية
لرصاص البندقية
ولكل إيد قوية
حاضنة زنودها المدافع
غني للمدافع
وللي وراها بيدافع
ووصي عبد الشافع
يضرب في الطلقة مية”.
ومن أشهر أغانى السمسمية التى عبرت عن حال أهالي بورسعيد خلال فترة العدوان الثلاثي ومن بعدها حرب 1967، وانتصار أكتوبر 1973، الأغنية التي تنادي بالعودة من الهجرة خلال الفترة من 67 إلى 73 وتقول كلماتها: “هانت يا بلطوه هانت والله الصبر طيب.. والعوده لاحت وبانت وهنرجع قريب”.
وفى السويس خرجت كلمات كابتن غزالى ورفاقه بعد نكسة 67 على نغمات السمسمية التى كانت تصاحب أمسياتهم لتعبر بتلقائية عن الأحداث وتزرع الأمل فى النصر القادم، ثم تكونت فرقة أولاد الأرض وأخذت تردد ألحانها فى جميع ربوع مصر وفى القرى والمدن وتبشر بالأمل فرددت مصر كلها أغانى أولاد الأرض وأصبح الكابتن غزالى هو الأب الروحى لهذه الفرقة، وهكذا كانت هذه الكلمات إسهامًا فى الصمود والمقاومة وتعزيزًا للروح القتالية حتى نصر أكتوبر وفقا لكتاب “كابتن غزالى: شاعر المقاومة وذاكرة الوطن” للكاتب محمد حسن مصطفى.
ومن أغانى فرقة أولاد الأرض:
فات الكثير يا بلدنا.. مابقاش إلا القليل
إحنا ولادك يا مصر.. وعينكى السهرانين
نصرك أصبح نشيدنا.. واللى يعادينا مين
بينا بينا يللا بينا.. نحرر أراضينا
وعضم أخواتنا..نلموا..نلموا
نسنوا..نسنوا..ونعمل منه مدافع وندافع وندافع
ونجيب النصر هدية لمصر