كتبت\هبه عبدالله
تزامنا مع الجلسات المتواصلة للحوار الوطنى، التى تناقش لجانه الفرعية عددا من المحاور، بينها حقوق الإنسان والحريات العامة، التى تناقش أوضاع مراكز الإصلاح والتأهيل ومراكز الاحتجاز، تشهد المؤسسات العقابية تطورا كبيرا بناءً على توجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بالترسيخ لقيم حقوق الإنسان، وتطبق أعلى المعايير الدولية، لعل أبرزها:
الارشاد والدعم النفسي
حرصت وزارة الداخلية على وجود أماكن خلف الأسوار بمراكز الإصلاح والتأهيل للإرشاد والدعم النفسي للنزلاء، وتعديل سلوكهم وتقويمهم، والعمل على إعادة دمجهم في المجتمع من جديد بعد قضاء فترة العقوبة، وضمان عدم عودتهم للجريمة مجددا، من خلال جلسات مكثفة تعتمد على وجود متخصصين وخبراء في العلوم النفسية والاجتماعية، حيث تساهم هذه الإجراءات في تعديل سلوكيات النزلاء وضمان عدم جنوحهم للعنف بعد الخروج من محبسهم.
عنابر ذوي الهمم
داخل عنبر تم تصميمه لهم، يتلاءم مع ظروفهم الصحية، يتواجد النزلاء من ذوي الهمم خلف الأسوار بمراكز الإصلاح والتأهيل التابعة لقطاع الحماية المجتمعية بوزارة الداخلية.
“كراسي متحركة” و”عصى” للتحرك بها، وأماكن للحمامات وأخرى لتجهيز المشروبات، فضلا عن وجود شاشات تليفزيونية لمتابعة الأحداث المختلفة.
وقال نزيل:” مراكز الإصلاح والتأهيل تهتم بظروفنا الصحية، وتم توفير هذه العنابر بشكل يتناسب مع ظروفنا، ويتم السماح لنا بالخروج لممارسات الهوايات المختلفة، فضلا عن توفير كل شيء هنا داخل العنابر، وهو ما يرسخ لقيم حقوق الإنسان.
مشروعات إنتاجية
يحرص قطاع الحماية المجتمعية بوزارة الداخلية على التوسع في وجود مشروعات صناعية وزراعية وإنتاجية من مزارع الإنتاج الحيواني والداجني والسمكى والتى تُعد من أهم سُبل تنفيذ برامج التأهيل للنزلاء، وما من سبيل لتحقيق الاكتفاء الذاتى الغذائى لمراكز الإصلاح إلا لما يقوم به قطاع الحماية المجتمعية من عمليات التطوير للمشروعات القائمة والتوسع فى إنشاء مشروعات جديدة يمكن من خلالها استيعاب أعداد أكبر من النزلاء سعيًا لتحسين أحوالهم المادية وتأهيلهم على النحو الأمثل.
ملاعب
على مساحات كبيرة، تتواجد ملاعب خلف الأسوار بمراكز الإصلاح والتأهيل، تشمل ملاعب كرة القدم والسلة، وغيرها من الرياضات الأخرى، حيث يحرص قطاع الحماية المجتمعية على التوسع في ساعات التريض للنزلاء، والسماح لهم بممارسة الرياضة خلف الأسوار، وإقامة المسابقات الرياضية باستمرار، واستضافة نجوم الرياضة لحضور العديد من الفاعليات التي تقام بمراكز الإصلاح والتأهيل وتوزيع الجوائز على المتميزين.
أماكن لممارسة الهوايات
خلف الأسوار، داخل مراكز الإصلاح والتأهيل، توجد العديد من الأماكن لممارسة الهوايات المختلفة، لعل أبرزها ورش الرسم التي تتواجد على مساحات كبيرة، ويوجد بها نزلاء يمارسون الرسم، حيث تتنوع الرسومات واللوحات الفنية الرائعة من أعمال النزلاء، فيما تحرص مراكز الإصلاح والتأهيل على توفير الخامات اللازمة لهم، فضلا عن وجود ورش للنحت، وأماكن لعزف الموسيقى والغناء، خاصة في المباني الخاصة بالسيدات، واستقدام مدربين لتدريبهم على ذلك والمشاركة في المسابقات الفنية المختلفة.
عيادات طبية
إجراءات صحية ضخمة ينفذها قطاع الحماية المجتمعية للنزلاء بشقيها الوقائى والعلاجى، فبمجرد أن تطأ قدم النزيل مركز الإصلاح والتأهيل يلقى رعاية طبية اذا استلزم الأمر، من خلال مستشفيات الحماية المجتمعية التي تم اقامتها على أحدث طراز ودعمها بالأجهزة والتقنيات الحديثة والمتطورة، والحرص على زيادة الطاقة الاستيعابية للأسرة الطبية وعدد ماكينات الغسيل الكلوى وغرف العمليات للاهتمام بصحة النزلاء، فضلا عن وجود عدد كبير من العيادات الطبية المتنوعة ما بين الباطنة والعظام والرمد والأسنان، لاستقبال النزلاء وفحصهم وصرف الأدوية لهم بالمجان.
معارض مراكز الإصلاح
المشروعات الإنتاجية الضخمة التي توجد خلف الأسوار بمراكز الإصلاح والتأهيل، تساهم في وجود منتجات كبيرة، سواء زراعية متمثلة في الخضروات والفواكه واللحوم والدواجن والبيض، أو صناعية مثل توفير الأثاث وكل ما يحتاجه المنزل، مع جودة مرتفعة لهذه المنتجات، التي يتم عرضها بمعارض الحماية المجتمعية الملحقة بمراكز الإصلاح والتأهيل بأسعار مخفضة، وذلك لتخفيف الأعباء عن المواطنين، ويحصل النزيل على جزء من الأرباح.
حضانات للأطفال
تتواجد بعض السيدات خلف الأسوار لقضاء العقوبة في بعض الجرائم، حيث يتم إجراء عمليات الولادة لهن داخل مستشفيات الحماية المجتمعية، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما حرصت الحماية المجتمعية على وجود حضانات للأطفال داخل مراكز الإصلاح والتأهيل، مزودة بالعاب وأماكن للترفيهية والتعليم للصغار، وتواجد الأمهات برفقتهن.
دور عبادة
حرص قطاع الحماية المجتمعية على وجود دور للعبادة بمراكز الإصلاح والتأهيل، حيث يوجد مسجد وكنيسة بكل مركز اصلاح وتأهيل، ويسمح للنزلاء بأداء الشعائر الدينية المختلفة داخل دور العبادة، واستقدام علماء الأزهر والأوقاف وقساوسة لإعطاء النزلاء الدروس الدينية، والتأكيد على قيم الصبر وعدم العودة للجريمة مرة أخرى، حيث تساهم في تهذيب السلوك.
شرطة الرعاية اللاحقة
بعد انتهاء العقوبة، يغادر النزيل مراكز الإصلاح والتأهيل، ويعود للمجتمع مرة أخرى، إلا أن دور الداخلية لا ينتهي، حيث تتابع الأشخاص المفرج عنهم، وذلك من خلال ما يعرف باسم شرطة الرعاية اللاحقة، التي تسعى لتوفير بعض المشروعات الصغيرة للمفرج عنهم ومتابعتهم، لضمان عدم عودتهم للجريمة مرة أخرى ووجود مصدر رزق حلال.
d29a315d-e0dd-46df-9d9e-918fa2711b70