كتب\محمد الشرفاوي
تتميز محافظة الإسكندرية بالعديد من المساجد التاريخية، والتي بنيت على أرضها منذ مئات السنين، والتي يرتبط اسمها بشخصيات من التابعين، ومنها مسجد سيدي “عبد الرحمن بن هرمز” بمنطقة الجمرك.
سيدى عبد الرحمن بن هرمز، أحد رواة الحديث النبوى، وكنيته أبو داوود المشهور بالأعرج القرشي، ويقع مسجده فى شارع رأس التين فى الإسكندرية، والذى بنى خلال القرن التاسع عشر في عهد محمد علي باشا ، والذى كان فى الأصل مقبرة بها ضريح الشيخ عبد الرحمن بن هرمز.
“عبد الرحمن بن هرمز”، هو أحد رواة الحديث النبوي، التابعي الجليل عبد الرحمن بن هرمز بن أبي سعد وكنيته أبو داوود المشهور بالأعرج القرشي أن، ينتمي إلى الطبقة الثانية من التابعين، وقد تتلمذ “بن هرمز” على يد عدد كبير من الصحابة الذين أدركهم، فقد روى عن عبد الله بن مالك، وأبي هريرة، وعبد الرحمن بن القاري، وأبي سعيد الخدري، وغيرهم من رواة الأحاديث النبوية الشريفة، كما روى عنه العشرات من رواة الحديث.
قال الشيخ جابر قاسم وكيل الصوفية والأضرحة بالإسكندرية ، أن سيدي عبد الرحمن بن هرمز ولد في المدينة المنورة، وأدرك بعض الصحابة في المدينة، كما حفظ القرآن، وعرضه على أبي هريرة، وسافر في آخر عمره إلى مصر، ومات مرابطًا بالإسكندرية سنة 117 ه، 735م وقد جاوز عمره الثمانين عام، وكان يعاني من العرج، لذلك أشتهر بالأعرج .
واضاف الشيخ جابر قاسم ، إن مسجد عبد الرحمن بن هرمز، هو أحد أهم المساجد في الإسكندرية، وذلك لأهمية الشخصية التي دفنت به، وهو عبد الرحمن بن هرمز، أحد كبار المحدثين، وكبار علماء الحديث واللغة العربية، فهو من نقل الأحاديث مباشرة من أبي هريرة.
وواضح، إن الشيخ محمد البنا وهو أحد الشيوخ الصالحين، في ذلك الوقت رأى في رؤية أن الشيخ عبد الرحمن بن هرمز يلومه ويقول له “كيف تمر بقبري ولا تحييني فقال له من أنت؟ فقال له أنا عبد الرحمن بن هرمز”، فعرف أن هذا المكان دفن فيه “بن هرمز”
يذكر أن في القرن التاسع عشر ، كان الحاج درويش أبو سن قام بإنشاء المسجد، فوق مقام ” بن هرمز” عام 1848م، وهو المكان الذي شاهد البنا الرؤية فيه، وعندما توفى “أبو سن” دفن بجوار عبد الرحمن بن هرمز، وقام نجل شقيق أبو سن بعمل وقف على المسجد بمنزل كامل وأصبح ريع المنزل ينفق على احتياجات المسجد, وقامت وزارة الأوقاف بتطوير وتجديد المسجد في عام 2022 .