أسبوع آلام المسيح

أسبوع آلام المسيح فى حياة الأقباط .. المسيح يدخل أورشليم والشعب يفرش ثيابه أمامه ويقطعون أغصان الشجر فى أحد الشعانين.. يلعن شجرة التين غير المثمرة فى اثنين البصخة.. ويغسل أرجل تلاميذه فى خميس العهد

كتبت\هبه عبدالله

** يرد على أسئلة الفريسيين فى ثلاثاء البصخة
** الكنيسة تتذكر صلب المسيح ودفنه بالجلجثة فى الجمعة العظيمة 
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ببداية أسبوع الآلام هذا العام وسط أجواء تسودها الروحانيات بشكل كبير، حيث يشهد مشاركة واسعة من المصلين فى كل كنائس الجمهورية لأول مرة بأعداد كاملة، ويبدأ بأحد الشعانين، ويعتبر بداية الأسبوع حيث يرمز إلى دخول السيد المسيح إلى أورشليم، ويعتبر الصوم الكبير من أقدس الأصوام فى الكنيسة، حيث يأتى فى نهايتها.
ويعتبر أسبوع الآلام من أقدس أسابيع الصوم فى الكنيسة حيث يدل على تاريخ أهم اللحظات فى حياة السيد المسيح.

أحد الشعانين

يأتى قبل الفصح بأسبوع وهو الأحد الأخير، من الصوم واليوم الأول من أسبوع الآلام وفيه يبارك الكاهن أغصان الشجر من الزيتون وسعف النخيل ويجرى الطواف بطريقة رمزية تذكارا لدخول السيد المسيح الاحتفالى إلى أورشليم، لأن المسيح غادر بيت عنيا قبل الفصح بستة أيام وسار إلى الهيكل فكان الجمع الغفير من الشعب يفرشون ثيابهم أمامه وآخرون يقطعون أغصان الشجر ويطرحونها فى طريقة احتفاء به، ومن هنا جاءت الفكرة والربط بين الاحتفال بالسيد المسيح واستخدام السعف، فى ذكرى الاحتفال به. وتأتى كلمة شعانين من الكلمة العبرانية «هو شيعه نان»، وتعنى يا رب خلص، ومنها تشتق الكلمة اليونانية «أوصنا» وهى الكلمة التى استخدمت فى الإنجيل من قبل الرسل والمبشرين، وهى الكلمة التى استخدمها أهالى أورشليم عند استقبال المسيح.

اثنين البصخة

يمثل هذا اليوم ذكرى خروج السيد المسيح من بيت عنيا قاصدا الهيكل، وفى طريقه مر بشجرة التين غير المثمرة فلعنها، وهى شجرة كانت ترمز للشعب اليهودى وتمثل رذيلة الرياء حيث لها المظهر وليس فيها ثمر، ويأتى ذلك استنادا لنص الكتاب المقدس: «فى الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع، فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا، فلما جاء إليها لم يجد شيئا إلا ورقا، لأنه لم يكن وقت التين، فأجاب المسيح وقال لها لا يأكل أحد منك ثمرا بعد إلى الأبد وكان تلاميذه يسمعون.  وبعدما دخل الهيكل قام بتطهيره، من العبادة الشكلية والربح المادى ثم أخذ يعلم، وذلك رمز على أن يكون المكان بيتا لله والدين وليس للتجارة، وذلك استنادا لنص الكتاب المقدس: «وجاءوا إلى أورشليم ولما دخل المسيح الهيكل ابتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فى الهيكل وقلب موائد الصيارفة وكراسى باعة الحمام، ولم يدع أحدا يجتاز الهيكل بمتاع، وكان يعلم قائلا لهم أليس مكتوبا بيتى بيت صلاة يدعى لجميع الأمم وأنتم جعلتموه مغارة لصوص».
وقام بعمل المعجزات فى الهيكل، ما أثار حسد رؤساء الكهنة وحراس الهيكل فتآمروا عليه ليقتلوه، وذلك استنادا لنص الكتاب المقدس «وجاء إليه العمى والعرج وهو فى بيت الله فشفاهم. فتآمروا عليه ليقتلوه».

ثلاثاء البصخة

يمثل هذا اليوم «الثلاثاء المقدس» ذكرى المرور على شجرة التين التى يبست من الأصل، وبقية النهار فى الهيكل مع تلاميذه يجاوبهم ويكلمهم عن المجىء الثانى ويوم الدينونة العظيم والاستعداد له «مثل الكرامين الأشرار، وعرس ابن الملك». وفى هذا اليوم رد المسيح على أسئلة الفريسين بوجوب إعطاء الجزية لقيصر، والصدوقيون الذين يسألون بمكر عن القيامة وهم ينكرونها، وكلمهم عن خراب الهيكل ومثل العشر عذارى.  وفى المساء ترك الهيكل ومضى وفى نيته عدم العودة إليه البتة وذهب إلى بيت عنيا ليستريح بعد أن قال لليهود «هودا بيتكم يترك لكم خرابا لأننى أقول لكم لا تروننى من الآن حتى تقولوا مبارك الآتى باسم الرب.

الجمعة العظيمة

وصلب السيد المسيح يوم الجمعة، وقد فصلّت الأناجيل أخبار وتفاصيل القبض على السيد المسيح ومحاكمته وتعذيبه وصلبه ومن ثم موته ودفنه التى تستذكر فى هذا اليوم، الأرجح أن الجمعة العظيمة كحدث تاريخى استنادا فى فصح اليهود – الذى صلب فيه المسيح حسب الإنجيل – من جهة، وحادثة إظلام السماء التى أشار إليها الإنجيل أيضا من جهة ثانية ومجموعة أبحاث ودراسات متعددة أجريت فى هذا الصدد.

وتعرف الجمعة العظيمة بعدة أسماء أخرى منها جمعة الآلام أو جُمُعَةُ الصَّلَبُوتِ وهو يوم احتفال دينى بارز فى المسيحية وعطلة رسمية فى معظم دول العالم، يتم من خلاله استذكار صلب المسيح ودفنه فى الجلجثة، وتعتبر جزءا من الاحتفالات بعيد القيامة فى يوم الجمعة السابقة له، وتتزامن فى التوقيت الغربى مع الاحتفال بعيد الفصح اليهودى ومن الأسماء الأخرى التى تعرف بها هذه المناسبة هى الجمعة السوداء والجمعة الجيدة والجمعة المقدسة والجمعة الحزينة وجمعة عيد الفصح.

خميس العهد

احتفل المسيح فى هذا اليوم مع التلاميذ الاثنى عشر فى القدس، وبعد أن تناولوا العشاء، قدم المسيح الخبز على أنه جسده، وكأس النبيذ على أنها دمه، وطلب استذكار هذا الحدث إلى أن يأتى ثانية، مؤسسا بذلك القداس الإلهى وسر القربان، حفل العشاء الأخير بالعديد من الأحداث، فقد تنبأ يسوع أن يهوذا سيخونه، وأن بطرس سينكره ثلاث مرات قبل صياح الديك، وقدم خطبته الأخيرة للتلاميذ، والتى تدون بشىء من التفصيل فى إنجيل يوحنا «التلميذ الذى كان متكئا على حضن المسيح خلال العشاء» حسب التقليد.
وكان المسيح بدأ العشاء بأن غسل أقدام التلاميذ .. ليعلمهم بالفعل لا بالقول فقط بعد العشاء، غادر المسيح ومعه التلاميذ إلى خارج المدينة نحو جبل الزيتون، حيث كان يمضى أغلب وقته، وفى الجثمانية، أخذ معه بطرس وابنا زبدى، ثم انفرد بنفسه لكى يصلى، وأعلن عن حزنه وقد ظهر له ملاك من السماء يشدده، من هنا يعتبر هذا اليوم (خميس العهد) بداية العهد الجديد بدمه الكريم مقدما خلاصه للكنيسة ممثلة فى التلاميذ القديسين، من خلال جمعه بين ذبيحة الصليب والقيامة لذلك فيوم خميس العهد يمثل مركز الأحداث الخاصة بالآلام والموت والقيامة.
فى خميس العهد، يحتفل المسيحيون باجتماع «السيد المسيح « مع تلاميذه لتناول العشاء الأخير، حيث قام عن المائدة وغسل لهم أرجلهم بمن فيهم «يهوذا» الذى سلمه لجماعة اليهود تمهيدا لصلبه، وقال لهم السيد المسيح علانية «واحد منكم سيسلمنى».
وطبقا لهذا التقليد رتبت الكنائس تقليد الصلاة على مياه تُسمى «صلاة اللقان»، وبعد الصلاة يقوم الآباء الكهنة والأساقفة بغسل أرجل جميع الشعب طقس اللقان يرتبط غالبا بالأعياد ذات الصلة بالماء، إذ تهدف الكنيسة من طقس اللقان فى عيد الغطاس، أو «الظهور الإلهى»، أن تتذكر معمودية السيد المسيح.

أربعاء أيوب

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأربعاء أيوب حيث يأتى ثالث أيام البصخة فى أسبوع الآلام الذى تحتفل فيه الكنيسة الأرثوذكسية بذكرى آلام السيد المسيح، فيكون فيه نفس القداسات لأيام اثنين البصخة وثلاثاء البصخة.
وذكر الأب دوماديوس كاهن كنيسة مارجرجس للأقباط الأرثوذكس فى أسوان أن هذا اليوم كرمز لتعرض أيوب لتجارب وتعب، وتتذكر الكنيسة فيه آلام المسيح وتركز على التضاد ما بين الحب والغدر، قائلا إنه تذكار لشخصية تدعى مريم كان السيد المسيح أقام أخوها من الموت، وجاءت فى وسط الجموع وسكبت زجاجة عطر غالية الثمن على رجل السيد المسيح ويقدر سعره 300 دينار كتعبير عن المحبة.  ويأتى ذلك فى نفس الذى خان فيه يهوذا السيد المسيح مقابل 30 من الفضة، حيث يعتبر مبلغ زهيد جدا بالمقارنة بـ 300 دينار، فاليوم يكون تذكار ما بين الحب والغدر، فالإنسان الذى يحب يقدم كل ما لديه والذى يغدر يغدر بأبخس الأثمان.
p

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *