كتبت\هبه عبدالله
انطلق اليوم مهرجان القاهرة الدولي للتمور، بحديقة الأورمان النباتية بالجيزة، وذلك فى اطار حرص الدولة المصرية على النهوض بقطاع التمور باعتباره من القطاعات الواعدة من حيث خلق فرص عمل للشباب وزيادة الصادرات وتحقيق التنمية الاقتصادية والمجتمعية المنشودة بما يتوافق مع حركة المشروعات الحديثة العملاقة التي تنفذها مصر حالياً في إطار التوجيهات الرئاسية التي تتضمن انشاء أكبر مزرعة نخيل في العالم تضم 2.5 مليون نخلة بمنطقتي توشكي والعوينات.
و تسعى وزارة الزراعة واستصلاح الاراضى إلى تحقيق نهضة شاملة لقطاع النخيل والتمور تقوم علي التطوير السريع والمستدام لمنظومات انتاج وتجميع وتعبئة وتصنيع وتصدير التمور والاستفادة من المنتجات الثانوية ومخلفات النخيل والتمور، بما يؤدى الى زيادة الدخل القومى ويعود بالنفع علي المستثمرين والمصنعين والتجار وبوجه خاص صغار المزارعين والفئات الاكثر احتياجاً فى إطار اهتمام الدولة المصرية بالتوسع فى زراعة النخيل والاهتمام للوصول إلى القمة فى هذا المحصول كما ونوعا.
و قال الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الارشاد الزراعى بوزارة الزراعة واستصلاح الاراضى أن مصر تعتبر من أكبر منتجى التمور فى العالم حيث تنتج حوالى 18% من حجم الانتاج العالمى، 25% من حجم الانتاج العربى، حيث لديها تقريباً 16 مليون نخلة مُثمره بإنتاجية 1.6 مليون طن من التمور ، حيث تحتل مصر المرتبة الثامنة للدول المصدره للتمور.
وأضاف عزوز أنه نظراً للظروف المُناخية المتنوعة ووفرة المساحات الزراعية فإن مصر تزرع العديد من أصناف التمور فى العديد من محافظات الجمهورية مثل الوادى الجديد ، أسوان ، الجيزة ، الشرقية ، البحيرة ، دمياط ، مطروح ، وغيرها حيث تزرع الأصناف الرطبة ، الجافة ، نصف الجافة .
أوضح عزوز أن هناك تعاون وثيق بين وزارتى الزراعة والتجارة والصناعة للنهوض بزراعة وتصنيع وتصدير هذا المحصول الهام إستراتيجاً و قامت وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضى بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة إصدار الاستراتيجية المصرية لتطوير قطاع التمور بمصر بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو ” وجاري حالياً تحديث الاستراتيجية بالتعاون مع كافة الأطراف المعنية.
وأكد أن وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضى من خلال قطاع الإرشاد الزراعى بتقديم كافة آوجه الدعم الفنى لجميع المزارعين المهتمين بزراعة وإنتاج التمور من خلال الندوات الإرشادية وغيرها لتعظيم الإستفادة من زراعة النخيل وزيادة الإنتاجية بجودة عالية .
وأوضح عزوز أن الدولة مهتمة بتنظيم مهرجانات التمور والتى تساهم فى الإنتقال من مرحلة الزراعة التقليدية فى التمور إلى مرحلة زيادة سلاسل القيمة المضافة والإهتمام بالتعبئة والتعليف والتصنيع لجميع منتجات التمور .
وتشمل فعاليات المهرجان على فقرات فنية وترفيهية متنوعة، ومعارض فوتوغرافية، ومسابقات ثقافية، وورش تعليمية للنحت والرسم على الجريد، كذلك عروض فنية لبعض الفنانين تعبر عن البيئة العامه للمحافظات المنتجه للتمور.
كما تعمل وزارة الزراعة على تشجيع زراعة أصناف النخيل المطلوبة عالمياً لتصديرها بالجودة العالمية المطلوبة مما يؤدى إلى زيادة صادرات مصر من هذا المحصول الهام وايضاً التوسع فى إستخدام التقنيات الحديثة لزراعة الأنسجة.
و تقوم وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضى بتنفيذ الحملة القومية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء وإصدار النشرات الإرشادية والنصائح للمزراعين لمساعدتهم فى التغلب على القضاء على هذه الحشرة الهامة وحماية زراعات النخيل لديهم و متابعة مكافحة سوسة النخيل بالمناطق المنزرعة بالنخيل من أجل الحفاظ على هذا المحصول الإستراتيجى الهام مع العمل على الإكتشاف المُبكر لها مما يسهل القضاء عليها قبل إنتشارها .
وأشار عزوز إلى المبادرة الرئاسية لزراعة 2,5 مليون نخلة للتوسع فى إنتاج التمور، بالإضافة الى 2.5 مليون نخلة أخرى موجودة فى الوادى الجديد ليصبح عدد النخل 5 مليون نخلة فى 2024 لتكون أكبر مزرعة للتمور فى العالم بمنطقة شرق العوينات والتى تقع فى الركن الجنوبى الغربى من الصحراء الغربية فى مصر على بعد 500 كيلو متر من بحيرة ناصر حيث التربة الغنية والخالية من الملوثات مما يجعلها مثالية فضلاً عن جهود زراعة الزيتون وإنتاج زيت الزيتون، و النباتات العطرية والطبية وتوطين الصناعات القائمة عليها و إنشاء المجمع الحكومى النموذجى المتكامل والمميكن بالمحافظة، والذى يضم كافة المقرات الفرعية للأجهزة والمصالح الحكومية الخدمية، و شبكة الطرق والمحاور بالمحافظة الرى تخدم الاستثمارات.
ويتضمن المشروع العملاق 2,5 مليون نخلة زراعة عدد من أصناف من النخيل بالصحراء الغربية والتى تندرج ضمن أفخر أنواع التمور العربية الشهيرة فى العالم ومنها تمور البرجى والمجدول والصقعى والشيشى حيث يتم زراعة 60 نخلة بكل فدان من هذا النخيل ليصل إجمالى عدد النخيل فى هذه المساحة إلى 2.5 مليون نخلة لإنتاج التمور العربية المتميزة.
ويستهدف المشروع زراعة 2.5 مليون نخلة لأصناف مطلوبة فى الخارج ولها قيمة سعرية مرتفعة تعادل 5 أضعاف سعر الطن الحالى فى مصر ومن ضمنها صنف بلح المجدول وتمر البرحى وهي أصناف نادرة فى مصر، حيث أن 16% فقط من إنتاج مصر هى أصناف نصف جافة وهناك توسع فى زراعة الأصناف المطلوبة تصديريا منها المجدول والبرحى.
ومن المتوقع أن تحقق المزرعة نتائج إيجابية على صناعة التمور والتى تعد من الصناعات الواعدة وزيادة عدد الأصناف التى تنتجها مصر بما يتلائم مع متطلبات بعض الأسواق الخارجية كما ستحقق نوع جديد من الإنتاج لكن بجودة عالية وزيادة صادرات مصر السنوية من التمور، حيث أن الأصناف التى يتم زراعتها عليها طلب خارجى كبير خاصة فى أوروبا وفرصة كبيرة لسد الفجوة فى الأسواق العالمية لأن السوق الأوروبى تحديدا يتطلب أصناف نادرة غير موجودة فى مصر والمزرعة الجديدة ستحتوى على هذه الأصناف.
وتنتج مصر أصناف تسويقية من التمور حتى يتم الاحتكاك بالاسواق العالمية لذلك يتم التوسع في انتاج التمور التصديرية وتشجيع وتنمية قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير قطاع انتاج وتصنيع التمور مما يوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة وتحقيق طفرة فى زيادة الصادرات.
ومن اهم الانواع التى يتم انتاجها حاليا ” السيوى” أو كما يطلق عليه الاهالى الصنف الصعيدى لكن تسعى الدولة التوسع في زراعة المجدول والخضرى والبرحى وغيرها والتى يزداد عليها الطلب عالميًا، فالمحافظة يوجد بها استثمارات سعودية واماراتية واردنية وتونسية ومغربية وجزائرية سواء فى مجال التمور أو الزراعات، وتم افتتاح أول مصنع أعلاف يعتمد على مخلفات انتاج التمور بالوادى الجديد.