كتب\هشام الفخراني
يحتفل متحف الأقصر للفن المصرى القديم بكورنيش النيل، اليوم الإثنين، بالذكرى 47 على افتتاحه حيث يوافق يوم 12 ديسمبر من كل عام، وينظم المتحف عدد من الفعاليات والأنشطة والورش التعليمية والفنية، كما يلقى الضوء، من خلال بعض المحاضرات على تاريخ إنشائه وما يضمه من كنوز أثرية متميزة تحكي تاريخ الفن المصري القديم في مدينة طيبة منذ أربعة آلاف سنة قبل الميلاد وحتى العصر الإسلامي.
وتم افتتاح المتحف رسمياً فى يوم 12 ديسمبر عام 1975 فى عهد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات مع ضيفه رئيس جمهورية فرنسا وقتها، فاليري جاسيكار دي ستان، ويقول مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف، إن الفعاليات ستشمل محاضرة بعنوان “متحف الأقصر بين المتاحف خلال رحلة 47 عام” تلقيها الدكتورة سناء أحمد علي مدير عام متاحف مصر العليا سابقًا، بالإضافة إلى إقامة ورش فنية وتعليمية لرسم ونحت نماذج لبعض القطع الأثرية المعروضة بالمتحف، وذلك بمشاركة طلبة كليات الفنون الجميلة والآثار والسياحة والفنادق ومعهد ترميم الآثار وبعض طلبة المدارس بالأقصر إلى جانب عدد من الطلبة من ذوي الهمم، كما سيتم تقديم استعراض فني يقام بقاعة المسرح بالمتحف لفرقة الفنون الشعبية لمدرسة وادي الملكات.
فيما صرح علاء المنشاوي مدير عام المتحف، أن متحف الأقصر للفن المصرى القديم يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل بمحافظة الأقصر بجنوب مصر والتي كانت تعرف قديمًا باسم طيبة، وتم افتتاح المتحف للزيارة في 12 ديسمبر عام 1975م، ثم أضيفت إليه صالة جديدة عام 1984م، في عام 1991م افتتحت قاعة الخبيئة والتي تعد إحدى أهم قاعات المتحف لتضم القطع الأثرية التي عثر عليها بمعبد الأقصر عام 1989م. ثم افتتاح قاعة مجد طيبة في عام 2004م، ويضم متحف الأقصر للفن المصري القديم 3367 قطعة أثرية معروضة و3243 مخزونة، ويتناول سيناريو العرض المتحفي بشكل أساسي موضوع الفن المصري القديم الخاص بمدينة طيبة “الأقصر” عبر العصور والمقسم على خمس قاعات كل منها تحمل جانب فني طيبي، حيث يتم عرض القطع الأثرية التي تظهر الفن المصري القديم في مدينة طيبة منذ أربعة آلاف سنة ق.م حتى العصر الإسلامي مع التركيز في العرض على فترة الدولة الحديثة والمعروفة “بالعصر الذهبي”. كما يتناول العرض المتحفي بقاعة مجد طيبة الحياة العسكرية في مصر القديمة وأهم الملوك المحاربين وأندر القطع الأثرية الخاصة بهم، والفنون والعلوم بمصر القديمة مثل أدوات العلوم والفنون والكتابة والصناعات المختلفة كالخزف.
ويضيف علاء المنشاوى، “، أن المتحف يضم خمس قاعات عرض كل منها تحمل جانب فني عن تاريخ الفن بمدينة طيبة بها عدد من القطع الأثرية التي تحكي تاريخ الفن المصري القديم، والحياة العسكرية، وأهم الملوك، والفنون والعلوم بمدينة طيبة “الأقصر” منذ أربعة آلاف سنة قبل الميلاد وحتى العصر الإسلامي مع التركيز على فترة الدولة الحديثة والمعروفة “بالعصر الذهبي”، ومن أهم القطع الأثرية المعروضة بمتحف الأقصر للفن المصرى القديم، مومياء الملك أحمس الأول، أحد أبرز ملوك مصر القديمة ومؤسس الأسرة الثامنة عشرة، وقلادة الذبابة الذهبية للملكة إياح حتب، وتمثال الملك تحتمس الثالث من الشست الأخضر، منقوش عليها اسم التتويج الخاص بالملك داخل الخرطوش “من-خبر-رع”، وتمثال مزدوج للملك أمنحتب الثالث مع الإله سوبك، وتمثال على هيئة الكاتب الجالس لأمنحتب بن حابو، وتمثال الملك لأمنحتب الثالث نب ماعت رع مصنوع من حجر الكوارتز، وتمثال الملك حور محب أمام الإله أتوم.
ويؤكد مدير متحف الأقصر، أن وزارة السياحة والآثار، ضمت مؤخرا عدد من التوابيت والقطع الأثرية من منطقة آثار تونة الجبل والمتحف المصرى بالتحرير، إلى متحف الأقصر، لتنضم إلى الكنوز المعروضة بالمتحف، والتى شملت مجموعة من التوابيت الملونة والتى تم العثور عليها فى خبيئة باب القسس، وتابوت من خبيئة كهنة مونتو والتي كانت معروضة بالمتحف المصرى بالتحرير، بالإضافة إلى 1000 تمثال أوشابتى من نتاج حفائر منطقة الغريفة بتونة الجبل، تم عرضها على هيئة النشر المجنح، حيث أن القطع تضم أيضا تابوت مستطيل الشكل له غطاء بسقف مقبى وقاعدة منفصلة، وتابوتان من الأسرة 26 وتابوت آخر يرجع إلى العصر اليونانى الرومانى له سقف جاملوني، بالإضافة إلى مجموعة من الأوانى الكانوبية والأغطية الخاصة بها ذات شكل آدمى مصنوعة من الحجر الجيرى، وأوشابتى للمدعو بتاح مس على شكل مومياء وقاعدة تمثال يزينها رؤوس مصنوعة من حجر الجرانيت.
واستطرد علاء المنشاوي مدير المتحف، أن المتحف شهد أول وأكبر عملية تطوير للمتحف عام 1984 بإقامة عرض داخلى مكان العرض القديم، ثم افتتح الرئيس الأسبق حسنى مبارك قاعة الخبيئة عام 1992، وآخر تطوير كان لعمل توسعة ثانية للمتحف من خلال إقامة قاعة “مجد طيبة” عام 2004 ليضم مجموعة أخرى من القطع الأثرية شديدة التميز منها الملك محارب حور محب وزوجته موت نجمت، وكان يضم 376 قطعة من المقتنيات النادرة لأسرات فرعونية عدة، جميعها تم عرضها بدقة وعناية كبيرة حسب التسلسل الزمنى، وأضيفت إليها مئات القطع الجديدة، وكذلك عدد كبير من القطع الموجودة فى مخزنه ومحل الهدايا الخاص فى مدخله.
ويتكون المتحف من طابقين، أرض وعلوى، ويحتوى الأرضى منه على عدد من القطع الأثرية التى عثر عليها بالمحافظة، منها رأس الإله ” محت – ورت ” على هيئة بقرة جسمها مصنوع من الخشب المطلى بالذهب، مع قرنين من النحاس وعيون مطعمة بحجر اللازورد الكريم، وقاعدتها مطلية بالشمع الأسود، ويمثل التمثال أحد أشكال الإله حتحور إلهة السعادة والحب، والتى تستقبل الشمس الغاربة كل يوم وأيضا أرواح المتوفين حديثا، كما يضم الطابق الرأس الجرانيتية لتمثال أمنحوتب الثالث وتمثال الإله آمون ورأس نادرة للملك سنوسرت الثالث،- والتمثال الرائع للملك تحتمس الثالث من حجر الشست وأجمل وأكبر تمثال فى مصر من الألباستر للإله سبك وأمنحوتب الثالث ولوحة الكرنك التى تضمن نصا هيروغليفيا يتعلق بصراع حكام طيبة مع الهكسوس، ويحتوى الطابق الثانى على عدد من التماثيل أهمها تماثيل المك إخناتون، وعدد من اللوحات الجنائزية القبطية، وعدد من الأحجار المنقوشة التى تعرف بالتلاتات، والتى كانت جزء من أحد معابد اخناتون فى النهاية الشرقية بمعبد الكرنك وتم تجميعها، حيث وجد بها نقوش توضح الحياة اليومية والدينية بالمعبد وبعض من الأثاث والحلى والأوانى والتمائم الملكية، كما توجد قطع حجرية نقش عليها صورة الملك “إيمنحوتب الثانى”، وهو على عجلة حربية، وأمام العربة يوجد هدف من النحاس تخترقه أربعة سهام، إضافة إلى قطع أخرى عليها إخناتون وزوجته يتعبدان لإله الشمس “آتون”.
أما عن المومياوات المتواجدة داخل المتحف، فهي عبارة عن 4 منها إثنتين فى العرض بصورة كاملة، وإثنتين تمت كسوتهما بالكتان للحفاظ عليهما، وواحدة تم شراؤها من قبل متحف شلالات نياجرا عام 1800، حيث ظلت به لفترة طويلة، لم يعلم عنها أحد إلى أن اشتراها متحف مايكل كارلوس بولاية أتلانتا بالولايات المتحدة عام 2006 وبعد أن تم فحصها، عرفت أنها ملكية تعود لأواخر الأسرة الثامنة عشر، وربما تكون هذه المومياء للملك رمسيس الأول مؤسس الأسرة التاسعة عشر، وحديثاً قام متحف مايكل بإهداء المومياء من شعب أتلانتا إلى شعب مصر،وكذلك مومياء للملك أحمس الأول، والتي أضيفت لمقتنيات المتحف فى مارس 2004 م، كجزء من التجديدات فى المتحف والتى تضمنت مركزا للزوار وأضيف فيها ومعرضا كبيرًا لإعادة ترميم حوائط معبد أخناتون فى الكرنك.