كتبت\هبه عبدالله
لا يختلف صاحب ضمير على «النضال من أجل الحصول على الحق»، وأن هذا النضال فضيلة والحياد عنها خنوع وخسة، ذلك أن تاريخ البشرية علمنا أن الحقوق تنتزع ولا تقدم على طبق من فضة، لكن قبل أن ترفع شعارات النضال من أجل الحصول على الحقوق، وقبل التلويح بالمظلومية، هل هى حقا مظلومية؟ ومن أقر ذلك؟، فجميعنا نضع أنفسنا موضع المظلوم فى كل المواقف، ولا نرى فى ما نرتكبه جرما، لذا التفكير فى الفعل والحكم عليه قبل تصدير المظلومية ورفع الشعارات والاستنجاد بأطراف أخرى ضرورة حتى لا تخسر كل شىء وتقع فى جرم على الجرم الأصلى.
ربما يرى البعض أن «اللى إيده فى المياه مش زى اللى إيده فى النار» وأن من له عزيز خلف القضبان سيقوم بكل شىء وأى شىء مقابل حرية العزيز، ولا أختلف بالطبع ولا أتمنى أن يكتبها المولى عز وجل على أحد، ولكن أيضا لم أتفق يوما ولن يحدث أن أتفق على تشويه سمعة مصر وإطلاق الافتراءات على دولة ورئيسها وشعبها ومؤسساتها، خاصة إذا تحول الأمر لحملة ممنهجة، وأنا أعتقد أن ما حدث مؤخرا فى قضية أحد المحبوسين على ذمة قضايا جنائية كان سوء تقدير كليا من عائلته التى خططت لاستغلال انعقاد قمة المناخ فى مصر وإحراج الدولة عن طريق تظاهرات وندوات ومؤتمرات، واعتقدت أن رؤساء الدول الكبرى سيأتون لمصر يأمرونها «يلا طلع الواد من السجن»، فيحدث ذلك ويعودون إلى بلادهم وهو معهم، لكنهم هنا أخطأوا خطأ جسيما فى تقدير حجم مصر اليوم، ولم يقدروا مكانتها اليوم، وتخيلوا أنها بهذه الهشاشة والضعف، وبعد أن كانوا يتحدثون من منطلق قوة استفز كثيرا من المصريين وأفقدهم الكثير والكثير من التعاطف، خابت ظنونهم جميعها ولم يقدم لهم من استنجدوا واستقووا به شيئا، لأنه ببساطة مصر لم تعد دولة ضعيفة وفرضت قوتها على الجميع ولا تملك دولة مهما كانت قوتها فرض أمر عليها لأنها حققت سيادتها وتمسكت بها.
الحق أحق أن يتبع، هذا ما يمكن قوله خلاصة لهذه القصة، فبعد كل هذا التشويش وكل هذه المحاولات وكل هذا الاستفزاز وكل هذا الاستغلال والاستقواء، عادوا بالأمور إلى مسارها الطبيعى واستنجدوا بمؤسسة الرئاسة المصرية، وأنا هنا لا أشمت، ولا أرى فى الأمر إهانة، بل أرى اعترافا واضحا وصريحا «حتى وإن كان رغما عنهم» بسيادة دولة القانون، واعترافا واضحا وصريحا بأن مصر دولة قوية، واعترافا واضحا وصريحا أن الاستقواء بالغرب ومحاولات تشويه صورة مصر ومحاولات تخريب الإنجازات التى تحققها مصر سواء كانت قمة المناخ أو غيرها هى محاولات لا جدوى منها ولا تضر إلا بمن يسعى إليها، وأن مصر دولة قوية وصاحبة ريادة و«محدش يقدر يلوى دراعها».