كتب\هشام الفخراني
يضم متحف آثار الغردقة إحدى القطعة الأثرية على شكل رأس تمثال رخامية ترجع للقرن الثانى الميلادى، مصنوعة من مادة الرخام، والتى تعد إحدى القطع الأثرية الفريدة التى توضح مدى إتقان الفنان لفن النحت الرائع رغم بساطة الأدوات المستخدمة فى هذا الوقت .
وقال مينا مكرم، وكيل الشئون الأثرية بالمتحف، إن هذه الرأس كانت يومًا تعلو تمثالًا ويدلل التعبير المتأمل لصاحب الرأس ونظرة العينين البعيدة على أنه تمثال جنائزى، إلا أن ملامح الرأس لم تخلُ رغم ذلك من الرقة والجمال من حيث الفم الصغير والأنف المنتصبة البارزة والعيون المتأملة والرقبة الممشوقة الرشيقة، فقد عالج الفنان المتمرس الذى قام بنحت الرأس ملامح الوجه بكل نعومة ورقة .
وأضاف وكيل الشئون الأثرية فى شرح تمثال الرأس الرخامية بمتحف الغردقة أن تسريحة الرأس فهى أكبر دليل على إتقان النحت فى تلك الفترة التى كانت تفضل الواقعية الشديدة فى أغلب أعمالها، حيث تبرز التسريحة صفوفًا متتالية من الشعر المضفر، كما تتدلى بعض الضفائر القصيرة من خلف الرأس، ربما كان ذلك لعقد الضفائر من الخلف .
كما قام الفنان بنحت صف من الشعر المضفور بشكل دائرى فى شكل حلقات صغيرة على الجبهة، وبكل تلك الدقة والروعة فى التفاصيل جعل الفنان هذه القطعة هى أيقونة جمالية تشهد بروعة الفن ومهارة الفنان فى ذلك الوقت.