كتبت\هبه عبدالله
تابعنا على مدار الأيام الماضية، واقعة اقتحام فتاة مسلحة مصرفا بلبنان، حتى تقوم بسحب مبلغ مالى «من رصيدها الخاص»، بالبنك، واكتسبت الواقعة تعاطف قطاع كبير جدا من المتابعين على مستوى العالم العربى، بعدما أعلنت الفتاة أنها تريد سحب المبلغ من رصيدها الخاص لإتمام علاج شقيقتها المصابة بالسرطان، وهنا وجب تأمل المشهد.
فتاة شقيقتها مصابة بمرض خبيث، ترقد على فراش الموت، وتريد أمولا للعلاج، وهى لديها هذه الأموال فى حسابها الخاص بالبنك، لكن الواقع يمنعها من سحب المبلغ اللازم لإنقاذ شقيقتها، وذلك لأن الوضع الاقتصادى فى البلد لا يسمح بسحب هذا المبلغ، ووضع القوانين فى لبنان حدا للسحب اليومى للمواطنين، هل تدرك حجم المأساة التى تشعر بها هذه الفتاة؟ حجم الخوف والقلق والحسرة، على بلد فرضت عليها ظروف عدم الاستقرار بوضع مثل هذه القوانين، هل تدرك أن هذا المشهد قد يتكرر عشرات المرات فى لبنان؟ حتى لو لم يكن الظرف طارئا، وحياة أحدهم على المحك، ولكن فقط لمجرد أن هناك مواطنا يريد سحب أمواله من البنك تحت تهديد السلاح.
هل تدرك الآن حجم الكارثة التى يمكن أن تقع بها أى دولة بسبب انهيار مؤسساتها أو تعرضها لأى موقف يزعزع استقرارها؟ هل تدرك الآن الجهد الذى تبذله مصر ومؤسساتها لضمان الاستقرار وعدم الوصول لهذا المشهد؟ ندعو الله أن يبعد عن مصر كل شر وأن يشمل الشقيقة لبنان وشعبها بالأمن والاستقرار.