كتبت\هبه عبدالله
تصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة والصين على خلفية الزيارة التى قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكيى نانسى بيلوسى هذا الأسبوع إلى تايوان، والتى تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها، حيث أعلنت الصين عن فرض إجراء عقابية بحق بيلوسى وعائلتها ردا على ما وصفته خارجية بكين بالاستفزاز الواضح.
وقال بيان للخارجية الصينية إنه فى تجاهل واضح لمخاوف الصين العميقة ومعارضته الحازمة، أصرت رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى على زيارة منطقة تايوان الصينية، وهذا يشكل تدخلا فاضحا فى الشئون الداخلية للصين، وأضاف متحدث باسم الوزارة إن ذلك يقوض بشكل خطير سيادة الصين ووحدة أراضيها، ويهدد بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة، والسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
وتابع قائلا إنه ردا على الاستفزاز الفاضح، فقد قررت الصين تبنى عقوبات على بيلوسى وأفراد أسرتها المباشرين، وفقا للقوانين الصينية.
ولم تشمل البيانات تفاصيل توضح طبيعة العقوبات.
وكانت بيلوسى قد قالت إن الصين لن تعزل تايوان بمنع المسئولين الأمريكيين من السفر إليها، وأضافت أثناء تواجدها فى اليابان فى ختام جولتها الآسيوية، إن الصينيين ربما يحاولون إبعاد تايوان عن زيارة أماكن أخرى أو المشاركة فيها، لكنه لن يعزلوا تايوان بمنعنا من السفر إلى هناك.
وأكدت بيلوسي مجددا أن هذه الجولة لا تهدف إلى تغيير الوضع القائم في آسيا، أو تغيير الوضع القائم في تايوان، موضحة أن هذه الزيارة تتعلق “بقانون العلاقات مع تايوان” الذي صوت عليه الكونجرس في 1979 ويحكم العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان وكذلك السياسة بين الولايات المتحدة والصين وبكل التشريعات والاتفاقات التي أرست طبيعة علاقتنا.
وإلى جانب العقوبات التى تستهدف بيلوسى، أعلنت الخارجية الصينية انسحاب بكين من تعاون مشترك مع الولايات المتحدة حول سلسلة من القضايا، تشمل محادثات المناخ بين البلدين والحوار بين القادة العسكريين والتعاون عبر الحدود حول الجريمة وآليات الأمن البحرى والعلاقات حول الهجرة وسياسات مكافحة المخدرات.
من جانبها، استدعت الولايات المتحدة السفير الصينى إلى البيت الأبيض لتوبيخه، حيث قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربى إنه بعد تحركات الصين العسكرية تمت استدعاء سفيرها تشين جانج على البيت الأبيض لمناقشته فى الإجراءات الاستفزازية التى قامت بها بكين.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد نشرت مقالا للسفير عرض فيه وجهة نظر الصين بشأن النزاع المتصاعد، وقال فى المقال الذى جاء بعنوان “لماذا تعترض الصين على زيارة بيلوسى لتايوان”، إن بيلوسى، ثالث أرفع مسئول فى الحكومة الأمريكية بعد الرئيس ونائبه، سافرت بطائرة عسكرية فى زيارة وصفتها بالزيارة الرسمية، وهى الزيارة التى تعتبر انتهاكا واضحا لالتزام أمريكا بعدم السعى لعلاقات رسمية مع تايوان.
كما استدعى نائب وزير الخارجية الصيني دينج لي دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبى وقيادة وفد الاتحاد الأوروبي في الصين عقب بيان قمة السبع بشأن تايوان.
وشدد دينج لي على أن “هذا البيان يشوه الحقائق وينبغي اعتباره تدخلا في الشؤون الداخلية للصين”.
ولفت إلى أن بكين تنظر إلى مثل هذا الخطاب على أنه “استفزاز سياسي صريح وخطأ فادح” من جانب الدول الغربية، ويرسل إشارة خاطئة إلى الانفصاليين التايوانيين.
وكان وزراء خارجية مجموعة السبع اقد أعربوا عن قلقهم من الأعمال “التهديدية” الصينية، وخاصة المناورات العسكرية التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة. كما أعلن الوزراء أن رد الفعل الصيني على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان، يهدد بتصعيد التوتر في المنطقة.
في سياق متصل، أعلنت الخارجية الصينية، الخميس، إلغاء الاجتماع المخطط لوزيرى خارجية الصين واليابان في كمبوديا، بسبب بيان مجموعة السبع الكبار بشأن الوضع حول تايوان.
من ناحية أخرى، أعلنت الصين مشاركة أكثر من 100 طائرة حربية و10 سفن حربية فى تدريبات عسكرية محيطة بتايوان على مدار اليومين الماضيين. وبحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية “شينخوا”ـ فإن المقاتلين والمدمرات والقاذفات والفرقاطات استخدمت جميعا فى عملية حصار مشتركة حدث فى ست مناطق قبالة ساحل تايوان.
كما أطلقت قيادة المسرح الشرقى للجيش الصينى نسخا جديدة من الصواريخ التى قالت إنها استهدفت أهدافا غير محددة فى مضيق تايوان بدقة. وأطلقت قوة الصواريخ أيضا مقذوفات فى المحيط الهادئ، بحسب ما قال ضباط عسكريون لوسائل الإعلا المحلية، فى تصعيد كبير لتهديدات الصين بغزو ومهاجمة تايوان.
وعلق وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، على رد بكين، وقال السلطات الصينية تحاول تغيير الوضع الراهن في تايوان، مؤكدا أن واشنطن “أبلغت الصين مرارا أننا لا نسعى إلى أزمة لكن بكين اختارت المبالغة في ردة فعلها”.
وأضاف في مؤتمر صحفي، أن بكين استغلت زيارة بيلوسي وردة الفعل الصينية مبالغ فيها الصين ، وكذلك للقيام بأعمال عسكرية استفزازية، وأن واشنطن لا تدعم استقلال تايوان وهناك مساع لنزع فتيل الأزمة في المضيق.”
وأكد أن أمريكا “ستستمر بدعم الاستقرار في المحيطين الهادئ والهندي وسنعمل على حماية أمن حلفائنا في المنطق، وسنبحر في أي منطقة ضمن مبدأ حرية الملاحة”.