كتبت\هبه عبدالله
“يمكنني اختصار مشكلتي في كلمتين “نفسي اتكلم”، منذ طفولتي لا أحد يهتم بسماعي ووالدي كان يفعل كل شيء دون أخذ رأينا. من طفولتي وأنا أشعر أن كلامي “مالوش لازمة” وشعرت طيلة الوقت أن السكوت أفضل، ولكنني الآن أتمنى لو أتعلم أن أعبر عن نفسي وأتكلم وأتواصل مع الناس لأن هذه المشكلة تؤثر على كل شيء في حياتي، إجراء محادثة مع الآخرين وحوار ببساطة هو أمنية كبيرة بالنسبة ليز. لا أتكلم إلا عند الحاجة وعندما أشعر أن الآخرين مهتمين بسماعي”.
نقلنا المشكلة إلى الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية الذي قال إن الكلام من أهم وسائل التواصل الإنساني، والإنسان بطبيعته متكلم وربنا ميزه عن سائر مخلوقاته بأن له كلمة مسموعة، وكلما الإنسان اتكلم كلما زادت قدرته على التنفيس الانفعالي والتخلص من الإحباطات. والكلام يساعد على ازاحة التوتر، والقضاء على مشاعر القلق، تعزيز الصحة النفسية والبدنية، والأهم تعزيز الثقة في النفس.
ولكن حين نفتقد وجود من يسمعنا بسبب وجود فجوة بيننا سواء زمنية أو نفسية قد يدفعنا هذا إلى التوقف عن الكلام، لكن ما ينبغي أن نفعله هو ألا نتوقف عن التعبير عن نفسنا، ويمكن لبعض الحيل أن تساعدنا في أن يلقى كلامنا الاهتمام المطلوب، كأن تنتقي الوقت الذي نتكلم فيه مع الآخرين، فلا نتحدث معهم في وقت هم مشغولين فيه أو متعبين ومرهقين، مهم كذلك انتقاء موضوع يهمهم لضمان أن يسمعوا ويهتموا فقد اختار موضوع مهم بالنسبة لي لكنه غير مهم لهم.
ولتعزيز القدرة على الكلام والتعبير عن النفس والمهارات الحوارية من المهم أن تدرب نفسك على الكلام وتوسع قاموسك فتتدرب على استخدام عبارات متعددة ومتنوعة ومتباينة لا يجب أن تكون تعبيراتي الإنسانية واحدة، لأن هذا يجعل الناس تمل سماعنا. يجب أن نهتم بنبرات صوتنا فلا تكون على وتيرة واحدة ونعبر ايضًا بقسمات وجهنا. ومن المفيد أن نوسع خيالنا وندرب نفسنا على الحوار من خلال تخيل بعض المواقف وعمل سيناريوهات لها.
أما إذا كانت الدائرة المحيطة غير قادرة على سماعي يمكن أن أوسع دائرتي قليلاً بحيث أجد من يسمعني ويفهمني. يمكن أيضًا التعبير عن النفس بالكتابة، ويمكن أن نشارك في منتدى حواري على الإنترنت لنتعلم التعبير عن الرأي ووجهات النظر وترتيب الأفكار.