كتب\هشام الفخراني
يعتقد البعض أن التاتو أو الوشم هو تقنية حديثة ظهرت خلال السنوات الماضية فقط، وهذا غير صحيح، حيث إن فن الوشم وتعديل الجسم ليس بالأمر الجديد، فهناك أدلة أثرية تشير إلى أن الكثير من الأشخاص ربما كانوا قد رسموا وشمًا على أجسادهم منذ ما يقرب من 50000 عام، تتكون هذه الاكتشافات المبكرة من أدوات وشم محتملة وتماثيل بشرية مزينة به، حيث إنه يعود أقدم الوشم الموجود على الجثث المحنطة إلى حوالي الألفية الرابعة قبل الميلاد، لذا يستعرض اليوم السابع حكايات أقدم رسوم تاتو “وشم” عبر التاريخ وفقًا لموقع “oldest” كما يلي:
أوتزي رجل الثلج
في عام 2015 أعلن العلماء الذين يدرسون وشم أوتزى الرجل الجليدي أنه كان أقدم وشم في العالم، لسنوات عديدة، كان يُعتقد أن الوشم الموجود على مومياء أخرى تُعرف باسم “رجل تشينشورو” هو أقدم وشم باقٍ، وهو أقدم بحوالي 1000 عام من وشم أوتزي، خلص البحث الجديد إلى أن Chinchorro Man لم يكن قديمًا كما كان يعتقد سابقًا، مما يجعل وشم أوتزي الأقدم الذي تم اكتشافه حتى الآن وقد تم رسمه بالأشواك والصبار مع الحبر، وهي الأدوات التي وجدت إلى جوار المومياء.
شارب موشوم لرجل تشينشورو
حتى وقت قريب، كان يُعتقد أن رجل تشينشورو الموشوم هو أقدم مومياء موشومة موجودة في العالم، قام العلماء في البداية بتأريخ جسده إلى حوالي 4000 سنة قبل الميلاد، لكنهم قرروا الآن أنه عاش بعد ذلك بكثير. على الرغم من وجود العديد من مومياوات تشينشورو أقدم من أقدم مومياء أوتزي الموشومة، ويتميز وشم رجل تشينشورو بسلسلة من النقاط السوداء فوق شفته العليا، مما يجعلها تبدو وكأنها شارب رفيع، هذه العلامات فريدة من نوعها لهذه المومياء بالتحديد حيث لا يوجد لدى مومياء شينشورو الأخرى وشم مماثل، ويعتقد الباحثون أن وشم رجل تشينشورو كان مؤشرا على الوضع الاجتماعي أو الولاء القبلي.
أمونيت كاهنة حتحور الموشومة
في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر، تم اكتشاف العديد من المومياوات الأنثوية الموشومة في مصر، كانت جميع المومياوات كاهنات للإلهة حتحور وأشهر مومياء في المجموعة كانت أمونيت، في وقت اكتشافهم كان يُعتقد أن النساء الموشومات هن محظيات، وكان يُنظر إلى الوشم على أنه حسي، وخاصة أمونيت، ويعتقد علماء اليوم أن الوشم يمثل علاقة الكاهنات بحتحور، اللواتي كن على الأرض لإرشاد النساء وحمايتهن أثناء الولادة، يغطي وشم أمونيت الكثير من أسفل بطنها ومنتصف جذعها، يوجد أيضًا جزء من أسفل صدرها الأيمن، وداخل مفاصل كوعها، وكتفها الأيسر، وفخذيها.
مومياء تريم
منذ أوائل القرن العشرين، تم اكتشاف عدد كبير من المومياوات المحفوظة جيدًا في حوض تاريم وحوله، حيث أدى جفاف الصحراء إلى إبقاء العديد من المومياوات في حالة جيدة، ولهذا السبب تم التعرف على الأوشام على العديد من الجثث، تم الحصول على الوشم باستخدام تقنية ثقب مماثلة للطريقة المستخدمة من قبل التراقيين، والسكيثيين، وبازيريك، نتج عن ذلك تاتو أغمق من هذه الموجودة على مومياوات قديمة أخرى موشومة، إحدى المومياوات الأنثوية لها شكل بيضاوي وأقمار هلالية موشومة على وجهها، ما يشير إلى عبادة الآلهة.
الأوشام المزخرفة للمومياء المصرية
على الرغم من وجود عدد قليل من المومياوات المصرية ذات الأوشام، إلا أن معظم العلامات بسيطة وتتميز بخطوط ونقاط، ومع ذلك في عام 2016، كشف عالم آثار حيوي أن مومياء كانوا يدرسون بها أكثر من 30 وشمًا مميزًا يصور أشياء مفصلة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على وشم أكثر تفصيلاً في مومياء مصرية، ويصور وشم المومياء أزهار اللوتس والأبقار والبابون و “عيون واد جيت” وهو رمز إلهي قوي يقاوم الشر، تمتد وشومها عبر وركها وذراعيها وظهرها ورقبتها، يعتقد الباحثون أن وشومها تشير إلى أنها كانت شخصية مهمة ربما كانت لها قوى دينية.