كتبت\هبه عبدالله
تعانى أوروبا من المزيد من الأزمات ، ففى الوقت التى ترغب فيه بترشيد استهلاك الطاقة وخاصة الكهرباء بسبب الأزمة القائمة وتداعيات حرب روسيا وأوكرانيا ، تضرب موجة حر شديدة القارة العجوز ، والتى أدت إلى المزيد من الحرائق.
وتعانى فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا من حرائق وموجات جفاف بسبب موجة الحر التى تواجه القارة، وفى البرتغال كان الشهر الماضي الأكثر سخونة منذ عام 1931، ويعزو العلماء ذلك إلى الاحتباس الحراري الناجم عن غازات الاحتباس.
وتعاني فرنسا من موجة حرارة قياسية قبل الصيف الأوروبي ، حيث بلغت ذروتها حوالي 40 درجة ، كما هو الحال مع إسبانيا ، التي شهدت بالفعل عدة أيام من درجات الحرارة الخانقة التي أدت أيضًا إلى تفاقم الجفاف في شمال إيطاليا.
في شمال إيطاليا ، قامت السلطات بالفعل بترشيد المياه في بعض مدن سهل بادانا وكانت منطقة لومباردي تستعد لإعلان حالة الطوارئ بسبب الجفاف القياسي الذي يهدد المحاصيل.
ويواجه وادي بو ، الذي يمر عبر شمال البلاد ، أسوأ جفاف له منذ 70 عامًا. في بعض المناطق ، لم تمطر الأمطار منذ أكثر من 110 أيام ، وفقًا لمرصد نهر بو ، أكبر خزان للمياه في شبه الجزيرة.
أفادت شركة RTE الفرنسية ، أن الاستخدام المتزايد لمكيفات الهواء والمراوح أجبر فرنسا على استيراد الكهرباء من الدول المجاورة ، عندما تعطلت العديد من المفاعلات النووية عن الخدمة بسبب مشاكل التآكل أو الصيانة.
وخفضت الحرارة الشديدة أيضًا من تدفق الأنهار، مما اضطر بعض محطات الطاقة النووية إلى تقليل الإنتاج لأن المياه المستخدمة في تبريد المفاعلات شديدة الحرارة بحيث لا يمكن إعادتها إلى المجاري المائية دون تعريض الحياة النباتية والحيوانية للخطر.
كما قامت كلا من إسبانيا وإيطاليا ودول أخرى مؤخرًا بتقييد استخدام مكيفات الهواء لتوفير الطاقة.
وفى إسبانيا، شهدت موجة حارة مع ارتفاع كبير لدرجات الحرارة وصلت إلى 46 درجة مئوية ، مما أدى إلى اندلاع الحرائق فى الغابات ، من أهمها حرية زامور ، محمية بيئية تضم العديد من الحيوانات ، والتى تعتبر أكبر حريق إسبانيا منذ 10 سنوات، حيث تم حرق 30800 هكتار، أى 308 كيلومتر مربع، حسبما قالت صحيفة “الباييس” الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن زامور تعتبر منطقة محمية بيئية ، وبها أكبر عدد من الذئاب ، وعدد كبير من الغزلان ، مع وجود حيوانات أخرى، وفقدت ألف خلية نحل بسبب الحرائق.
كما تضررت الحيوانات من الحرائق في نافارا ، فعلى الرغم من إخلاء 13 مدينة من السكان بسبب الحرائق إلا أن الحيوانات عادت من جديد الى منطقتها مما ادى الى الحاق الضرر بها.
وتوجد العديد من الحيوانات فى منطقة زامورا مثل الدببة والذئاب والنمور البيضاء والنمر الاسود والطيور والحيوانات العاشبة .
وحثت حكومة نافارا الإقليمية السكان على تجنب “السفر غير الضروري” من أجل ترك الطرق خالية أمام فرق الإطفاء.
وقالت المسؤولة في وزارة الداخلية في نافارا أمبارو لوبيز أنتيلو للصحفيين “أمامنا بضع ساعات عصيبة”، موضحة أن عمل خدمات الإنقاذ صعب بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرياح العاتية التي تهب من الجنوب بسرعة تتجاوز 30 كيلومترا في الساعة.
وشهد إقليم كتالونيا 229 حريق فى الغابات بسبب ارتفاع درجات الحرارة فى البلاد، حيث يمر الاقليم الإسبانى بوضع صعب للغاية لم يشهده منذ التسعينات، كما تستمر موجة الحر فى اسبانيا وبعد الدول الأوروبية الأخرى، حسبما قالت صحيفة “كرونيكا” الإسبانية.
وقالت الحكومة الكتالونية إنها تدرس “إجراءات مختلفة” فى ضوء مهرجان سانت جوان ، الذى سيتم تحديد تنظيمه ام لا ، بناءا على الطقس وتطور الحرائق فى الأيام القادمة.
وفى ألمانيا ، وصلت درجات الحرارة إلى 36.4 درجة مئوية، وفقا لمعهد الارصاد الجوية الالمانى، وأعلنت إجلاء ما يقارب 700 شخص قُرب برلين بسبب حريق امتد على مساحة نحو 100 هكتار.
والمملكة المتحدة ليست بمنأى عن درجات الحرارة المرتفعة، حيث سجلت السلطات أشد أيام العام حرارة الجمعة الماضية ، حيث تجاوزت درجات الحرارة 30 درجة مئوية.