كتب\هشام الفخراني
تمر اليوم ذكرى ميلاد القائد الرومانى شيبيون الأفريقي، وهو قنصل وقائد روماني خلال الحرب البونيقية الثانية، اشتهر بانتصاره على حنبعل في معركة زاما التي حسمت الحرب البونيقية الثانية، ومن هنا اكتسب لقبه “الإفريقي”، كما يلقب بـ”حنبعل الروماني”، ويعتبر واحد من خيرة القادة العسكريين في التاريخ. كانت أبرز معاركه التي أظهرت قدراته التكتيكية معركة إليبا.
وكان القائد القرطاجى حنبعل، قام في بداية حملته العسكرية على روما بانجازات عظيمة، حتى تخلى عنه حلفائه، وأصبحت مملكته محاطة بجيش روماني أفضل من أي جيش روماني واجهته من قبل، بدأت قرطاجنة في فتح القنوات الدبلوماسية للتفاوض. وفي الوقت نفسه، أُرسل إلى حنبعل وجيشه للعودة إلى قرطاجنة.
وعلى الرغم من الشروط المعتدلة التي عرضها سكيبيو على قرطاجنة، إلا أن القرطاجيين علقوا المفاوضات فجأة، ومرة أخرى استعدوا للحربـ كان مع حنبعل مجموعة مدربة من جنوده الذين قاتلوا معه في إيطاليا، فضلاً عن ثمانية فيلة حربية. كان جيش حنبعل يتألف من 58,000 جندي مشاة و6,000 فارس، بالمقارنة مع 34,000 جندي مشاة و8,700 فارس هم جيش سكيبيو. التقى الفريقان في سهل بين قرطاج ويوتكا في 19 أكتوبر عام 202 ق.م في معركة زاما.
بدلًا من ترتيب قواته في صفوف تقليدية موازية للعدو، صفّ شيبيون جيشه في خطوط عمودية على العدو، وهي حيلة تهدف إلى تجنب مواجهة الفيلة الحربية. وعندما هاجمت الفيلة القرطاجية، وقعت في الأفخاخ التي أعدها الرومان لهم، كما كانت الأبواق الرومانية في استقبالهم والتي أفزعتهم. وبالإضافة إلى ذلك، كانت استخدم الرومان الرماح لمهاجمة الفيلة وألحقوا بهم أضراراً كبيرة، تسبب ذلك المزيد من الفوضى بين الفيلة، ففر الكثير منهم تجاه الجيش القرطاجي.
تأثر المشاة الرومان كثيرًا بهجوم الفيلة، ولكن الفرسان النوميديين بقيادة ماسينيسا والفرسان الرومان بقيادة لايلوس شنوا هجومهم على الفرسان القرطاجيين، ودفعوهم إلى خارج ميدان المعركة، ليتركوا المشاة القرطاجيين والرومان في مواجهة بعضهم البعض. وكان الاشتباك دموياً، دون تفوق أحد الجانبين. لم يستطع المشاة الرومانية الاشتباك سوى مع صفين من الثلاث صفوف القرطاجية حتى فترة الراحة. بعد ذلك أعاد الجيش الروماني تنظيم صفوفه في شكل صف واحد طويل عمودي على خطوط حنبعل، وبذلك استطاع شيبيون أن يشتبك بقواته مع قدامى محاربي حنبعل، الذي لم يكونوا قد اشتركوا في المعركة بعد. كان القتال مريراً، ولم يستطع شيبيون تحقيق النصر إلا مع عودة الفرسان النوميديين إلى ميدان المعركة، والذين هاجموا ساق الجيش القرطاجي، متسببين فيما يسميه العديد من المؤرخين بـ “كاناي الرومانية”.
بعد تلك الهزيمة الكارثية، طلبت روما من القرطاجيين استسلام أسطولهم، كما فرضوا عليهم دفع جزية سنوية. وافق شيبيون على أن يصبح حنبعل زعيم لقرطاجنة. وعلى النقيض من تعامله الجيد مع القرطاجيين المهزومين، فقد قطع رؤوس الإيطاليين وصلب الرومان الفارين من المعركة.