كتب\كمال سعيد
أكدت رئاسة الجمهورية اللبنانية، الثلاثاء، أن آموس هوكشتاين، الوسيط الأمريكي في المفاوضات غير المباشرة لتعيين الحدود البحرية، سيصل العاصمة بيروت نهاية الأسبوع الجارى أو بداية الأسبوع المقبل، وذلك بناء على طلب الجانب اللبناني للبحث في استكمال المفاوضات لتعيين الحدودية البحرية بين لبنان وإسرائيل، والعمل على إنهائها في أسرع وقت ممكن.
وأشارت الرئاسة اللبنانية إلى أن رئيس الجمهورية ميشال عون يواصل الاتصالات لمعالجة التطورات التي استجدت بعد التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال “إينرجيان باور” قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها.
وتلقى الرئيس اللبنانى تقارير من قيادة الجيش اللبناني حول تحركات السفينة قبالة المنطقة الحدودية البحرية.
وأثارت إسرائيل أزمة جديدة مع لبنان عقب إقدامها على التحرك للتنقيب عن الغاز الطبيعى في المناطق المتنازع عليها بين تل أبيب وبيروت، وذلك بعد وصول سفينة تابعة لشركة “إنرجيان باور” المتعاقدة مع تل أبيب للتنقيب عن الغاز في حقل كاريش النفطى في البحر الأبيض المتوسط.
وتتركز مشكلة الخلاف البحري بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي على منطقة في شرق البحر المتوسط تبلغ مساحتها نحو 860 كيلومترا مربعا في منطقة يعتقد أنها غنية بالغاز.
وكانت السلطات اللبنانية قد أعلنت في يناير 2016، إطلاق أول جولة تراخيص للتنقيب في المنطقة.
ويعد لبنان وإسرائيل في حالة حرب رسمية منذ حرب فلسطين عام 1948. ورغم عدم وجود اتفاق على تعيين الحدود البحرية بين البلدين، إلا أنهما ملتزمان بوقف لإطلاق النار على طول ما يسمى الخط الأزرق، الذي كانت الأمم المتحدة قد حددته بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000، لتنهي بذلك 22 عاماً من احتلالها للمنطقة.
وتعد المنطقة المتنازع عليها واحدة من أكثر المناطق الحدودية توتراً في الشرق الأوسط، إذ تقف فيها القوات الإسرائيلية في مواجهة الجيش اللبناني وحزب الله، بينما تحاول قوات حفظ السلام الدولية الحفاظ على الهدوء.
وبعد وساطة أمريكية استمرت حوالى ثلاث سنوات، أعلن لبنان وإسرائيل في أكتوبر 2020 التوصل إلى تفاهم حول بدء محادثات من أجل حل نزاعهما القائم حول الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط، في خطوة وصفتها واشنطن بأنها “تاريخية” بين دولتين في حالة حرب.
وعقدت الجلسة الأولى من المحادثات في مقر تابع لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في بلدة الناقورة الحدودية، بحضور مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأدنى ديفيد شينكر، والسفير الأمريكي لدى الجزائر جون ديروشر.
وعقب التحرك الفردى الإسرائيلي للتنقيب عن الغاز في المنطقة المتنازع عليها دعت السلطات اللبنانية الوسيط الأمريكي آموس هوكستين للمجيء إلى بيروت للبحث في استكمال مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وذلك غداة إرسال إسرائيل سفينة إنتاج وتخزين ستعمل على استخراج الغاز من حقل كاريش الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها.