يمكن تعريف تحنيط الموتى بأنّه حفظ جثثهم واستعمال المواد الكيميائيّة؛ لحفظ مظهر الإنسان وكأنّه حيّاً.
يعدّ الفراعنة المصريّون هم أوّل من عرفوا تحنيط الموتى.
يعدّ التحنيط الّذي كان الفراعنة يقومون به من الأسئلة الّتي يكثر تكرارها حول كيفيّة قيامهم بالتّحنيط، والحفاظ على أجساد الموتى دون أن تفنى عبر الزّمن
أحبّ المصريّون القدماء الحياة، وقرّروا بأن يستمتعوا بها حتّى بعد مماتهم؛ فجهّزوا لما بعد الموت وهو التّحنيط.
آمن المصريّون القدماء بأنّ الجسد هو منزل الجميع، وأنّه أحد العناصر الخمسة الّتي تقوم بتشكيل الرّوح.
آمن المصريّون بأنّ المومياءات ترتبط بالأساطير بشكلٍ كبير؛ حيث تمّ اكتشاف العديد منها حول أرجاء العالم.
هناك عدّة أنواع للتّحنيط وأهمّها هو التحنيط الّذي يقوم على نزع عدّة أجزاء من الميّت، وهو محرّم شرعيّاً. وهناك أيضاً استخراج المخ من الجمجمة بالشّفط عن طريق الأنف، وتجفيف الجسد بوضعه في ملح النّطرون الجاف، واستخدام شمع العسل لإغلاق الأنف والعينين والفم وشقّ البطن.
أدلّة تحرّم تحنيط الموتى
حرّم ديننا الإسلاميّ الحنيف تحنيط الموتى، وذلك احتراماً لهم ولجثثهم، ووردت بعض الآيات والأحاديث الّتي تبيّن في معناها ومضمونها أنّ للميّت حرمة ويجب ألّا نتجاوزها أو أن نتعرّض إلى جثّته؛ وهذا يدلّ على عظمة ديننا الإسلاميّ وتكريمه للإنسان حيّاً أو ميّتاً، ومن هذه الأدلّة:
قال الله تعالى: (ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطيّبات وفضّلناهم على كثيرٍ من خلقه تفضيلا).
قال جابر رضي الله عنه: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم في جنازة، فجلس عليه الصّلاة والسلام على شفير القبر وجلسنا معه فأخرج الحفار عظماً فذهب ليكسره، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا تكسر فإنّ كسرك إيّاه ميّتاً ككسرك إيّاه حيّاً، ولكن دسّه في جانب القبر).
قال أبو مرثد الغنوي وأبو هريرة رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (لا تجلسوا على القبور فلئن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خيرٌ له من أن يجلس على قبر).
ورد في الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه: (المؤمن في موته كأذاه في حياته).