مملكة سبأ (1200 ق.م-275 م) (خط المسند:) هي مملكة عربية يمنية قديمة وهناك اختلاف حول مرحلة نشئتها فهي موجودة من القرن الحادي عشر قبل الميلاد على الأقل[1] إلا أنها ظهرت بوضوح في القرن العاشر ـ التاسع قبل الميلاد[2] كانت أقوى الإتحادات القبلية في اليمن القديم ولم يرتبط اسم اليمن بأي مملكة بقدرها. استطاعت المملكة تكوين نظام سياسي وصفه علماء العربية الجنوبية بأنه فيدرالية ضمت مملكة حضرموت ومملكة قتبان ومملكة معين[3] وكل القبائل التابعة لهذه الممالك وأسسوا عددا من المستعمرات قرب فلسطين والعراق كما تشير نصوص آشورية وبعض الوارد في العهد القديم يعطي لمحة عن وجود سبئي قديم في تلك المناطق [4][5][6]
الكثير من تاريخ المملكة السياسي غامض ونجح المستشرقين في إعادة كتابة تاريخ هذه المملكة وتنقيته من الخرافة والوضع الذي شابه من الإخباريين بعد الإسلام أو الثقافات الأخرى المرتبطة مثل إثيوبيا. أبحاث واكتشافات أثرية حديثة ساعدت في كتابة تاريخ سبأ الحقيقي ولكن لا زالت معضلة الكرونولوجيا تواجه المختصين بتاريخ هذه المملكة. ثراء سبأ وشعبها يظهر في العديد من الأدبيات الكلاسيكية اليونانية والبيزنطة والعربية والعبرية كذلك وللمملكة أهمية خاصة لدى الشعوب القديمة حول البحر الأبيض المتوسط كونها مصدر القوافل التجارية المحملة بالبخور وغيرها من التوابل العطرية. ذكرت سبأ في ثلاث كتب مقدسة لأتباع الأديان الإبراهيمية وأشهر القصص هي قصة ملكة سبأ وزيارتها لملك بني إسرائيل الأشهر سليمان.
سبأ اسم قبيلة من القبائل القديمة، أما معناها فقد وردت نظريات كثيرة معظمها بطابع قصصي خيالي بلا دليل مادي ولكن أشارت نصوص خط المسند إلى معنى قاتل أو حارب بلفظة سبأ [7] ضمت هذه القبيلة عشائر عديدة إما بالحلف أو القوة، وهي في عرف النسابة وأهل الأخبار جد من الأجداد القدامى التي يعود إليهم أصول كثير من القبائل العربية بل جل القبائل اليمانية تعود بسلسلة نسبها إلى سبأ والأدلة الأثرية بشأن ذلك لم تكتشف بعد فسرد النسابة تأثر بطريقة اليهود في تعقب الأنساب وشبه تأليه الشخصيات القديمة بل كانت التوراة مصدرهم الذي استقوا منه تلك الأسماء بالإضافة لزيادات من عندهم وتعريب لأسماء تبدو في ظاهرها عبرية [8]
كان السبئيون منذ القرن الثامن قبل الميلاد يعبدون القمر والشمس وكوكب الزهرة وفي القرن الرابع قبل الميلاد مع تغير الاسرة الحاكمة اصبح السبئيون يعبدون الصنم تألب ريام احد اجداد الهمدانيين يليه اصنام القبائل الخاصة فلكل قبيلة صنم خاص يعقب الأصنام السبئية الرئيسية كانوا آباءً للقبائل وفق معتقداتهم القديمة [9] بالإضافة لحيوان (الوعل) الذي يرمز ايضاً لكوكب الزهرة [10]، وفي القرن الاول قبل الميلاد بدء السبئيون بالتخلي عن الوثنية وعبادة إله واحد هو رحمن [11][12] ، اشتهرت المملكة بسدودها وأشهرها سد مأرب القديم وسيطرتهم على الطرق التجارية التي أهمها طريق البخور وطريق اللبان ونقلوا نظام كتابتهم القديم المعروف بخط المسند إلى المواقع التي سيطروا عليها في شمال الجزيرة العربية، وشمال إثيوبيا وكان لهم نظام كتابة آخر عرف باسم الزبور [13][14]