كتب\هشام الفخراني
“أهو جه يا ولاد هيصوا يا ولاد.. وحوي يا وحوي.. افرحوا يا بنات ياللا وهيصوا.. سبحة رمضان لولى ومرجان”.. منذ ما يزيد على نصف قرن وهذه الأغنيات تعبر عن الفرحة بشهر رمضان الكريم، ترقص القلوب حين تسمع الأصوات المرحة المبهجة التى تغنى هذه الأغانى بما تحمله من فيض البهجة والمرح والسعادة.. ثلاثة أصوات نسائية لا نعرف ملامحهن، وربما لا يعرف الكثير أسماءهن، ولا نعرف سوى أن من نشر كل هذه البهجة هم فرقة الثلاثى المرح، وبالفعل هم كذلك اسم على مسمى.
ثلاث فتيات جمعتهن حديقة معهد الموسيقى الذى درسن به فى خمسينيات القرن الماضى، لم يشتهر اسم أى منهن منفردًا، رغم شهرة الفرقة وأغانيها بشكل كبير على المستوى المحلى والعربى، حيث لم تستطع أي فرقة فنية على مر التاريخ أن تحظى بمثل هذا الحب والتواجد والبقاء مثلما حظيت هذه الفرقة.
وفى حوار مع المؤرخ الإذاعى الراحل وجدى الحكيم كشف قصة ميلاد فرقة الثلاثى المرح وحكايات أشهر أغانيها وأسرار فتياتها الثلاث وكيف توقفت الفرقة التى عبرت عن فرحة شهر رمضان.
وقال وجدى الحكيم متحدثًا عن بداية تكوين الفرقة: “الثلاثي المرح ثلاث فتيات كن يدرسن في معهد الموسيقى العربية ويتميزن بخفة الظل وهن سهام توفيق وصفاء لطفي وسناء الباروني – شقيقة الفنانة سهير الباروني”
الإذاعى الراحل وجدى الحكيم
وعن فكرة بداية إنشاء الفرقة قال: “كانت الصديقات الثلاثة يجتمعن في حديقة معهد الموسيقى العربية وشجعهن أساتذة المعهد الذين كانوا نجوم الإذاعة والتلحين وقتها، على تكوين فرقة للغناء معًا، وبخاصة الملحن على إسماعيل الذي تبنى موهبتهن وأطلق عليهن اسم (الثلاثي المرح) ولحن لهن العديد من الأغاني وأيضًا الملحن أحمد فؤاد حسن، الذي تزوج من سهام توفيق فيما بعد واعتزلت الغناء بعد زواجها منه”.
وحكى الحكيم قصة أغنية “أهو جه ياولاد”، قائلا: “تمت إذاعة هذه الأغنية عام (1959) وكانت الأغاني الإذاعية تمر بمراحل منظمة تضمن وجود فن راق يبقى على مر العصور، وهذا هو سر بقاء أغنيات رمضان القديمة بلا منافس”.
وأضاف: “يبدأ إنتاج الأغنية بتقديم كلمات الأغاني إلى لجنة النصوص بالإذاعة لتجيز هذه الكلمات أو ترفضها أو تعدل عليها، وكان من بين أعضاء هذه اللجنة كبار الشعراء في هذا الوقت ومنهم الشاعر أحمد رامي، الذي كان أمينا عاما للجنة النصوص، وأعضاؤها محمود حسن إسماعيل، وصالح جودت، وصلاح عبد الصبور، وطاهر أبو فاشا، وعبد الفتاح مصطفى وعزيز أباظة باشا”.
وتابع: “بعد الموافقة على النص يقوم الفنان والموسيقى الكبير محمد حسن الشجاعي الذي كان يشرف على الإنتاج الإذاعي وقتها، ويعود إليه الفضل في اكتشاف فناني الزمن الجميل، باختيار المطرب الذي يغني الأغنية، والملحن الذي يقوم بتلحينها بخبرته الفنية الطويلة، ولا يستطيع أحد حتى محمد عبد الوهاب ذاته أن يعترض على اختياراته لأنها كانت دائما موفقة”.
وأضاف: “أجازت لجنة النصوص كلمات أغنية (أهو جه ياولاد) للشاعرة نبيلة قنديل زوجة الملحن على إسماعيل، وكان محمد على الشجاعي من أشد المعجبين به، فأوكل إليه تلحين الأغنية على أن يغنيها الثلاثي المرح، حيث رأى الشجاعي أن كلمات الأغنية لا تصلح أن يغنيها مطرب واحد، واستغرق التسجيل ساعتين”.
الموسيقار على إسماعيل
وتشير بعض المصادر إلى أن الملحن على إسماعيل تقاضى 20 جنيهًا عن تلحين هذه الأغنية، أما الثلاثي فكان أجرهن معا 140 جنيها.
وأكد الإذاعي الراحل أن معظم الحفلات وخاصة ليالي رمضان كانت تستهل فقراتها بالثلاثي المرح، حيث يضفين البهجة والسعادة على الحفل، وغنين أمام الرئيس عبد الناصر، وحرصن بعد نجاح “أهو جه ياولاد” على تقديم أغان أخرى في شهر رمضان مثل «سبحة رمضان، وافرحوا يابنات”، ووصلت شهرتهن إلى كل الدول العربية، وأقمن فيها حفلات ناجحة، واستمرت الفرقة لمدة (7 سنوات).
وأشار “الحكيم” إلى أن نشاط الثلاثي المرح توقف وانفرط عقد الفرقة بزواج فتياتها، حيث تقدم الملحن أحمد فؤاد حسن لخطبة سهام توفيق، فاتخذت قرارا بالاعتزال، وكانت هذه بداية تفكك الفرقة التي انضمت إليها مطربة تدعى آمال، لتحل محل سهام، ولكنها سرعان ما انفصلت عن الفرقة وكونت فرقة الثلاثي الطروب، ثم تزوجت سناء وصفاء وتوقفت الفرقة، وظهرت محاولات جديدة لاستنساخ هذه الفرقة بثلاثي النغم وثلاثي الطرب، ولكن لم يكتب لها نفس النجاح والشهرة.