كتبت\خلود حمد
أصدر المركز القومى للبحوث، اليوم السبت، نشرة طبية للدكتور إيمان مصطفى استاذ بقسم التغذية وعلوم الأطعمة – المركز القومي للبحوث عن الصيام المناعى، حيث قالت الدكتورة ايمان مصطفى، “طعامكم دواؤكم وداؤكم في طعامكم مقولة أبى الطب”، مؤكدة أن شعيرة الصوم تحتل مكانة بارزة في تأثيرها على الصحة بصفة عامة وعلى المناعة بصفة خاصة، حيث وجد أن صوم رمضان يساعد على تقليل ضغط الدم المرتفع، وتحسين مستوى الكوليسترول، وكذلك مستوى السكر في الدم، كما أنه قد يكون عامل وقائياً وعلاجياً مساعداً في أمراض السرطان، كما أنه له دوراً فعالاً في تقوية جهاز المناعة.
وأوضحت، يقوم الجهاز المناعي في جسم الإنسان بعمل منظومة كبيرة من العمليات الحيوية لحماية الجسم من الأمراض والسموم والخلايا السرطانية، حيث يتكون جهاز المناعة من كرات الدم البيضاء والكثير من البرروتينات مثل السيتوكين والأجسام المضادة ويتكون جهاز المناعة أيضاً من الأنسجة مثل الجلد وقرنية العين والغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي والهضمي والتناسلي والطحال والغدد الليمفاوية واللوزتين والزائدة الدودية والنخاع العظمي والغدة الزعترية.
وأشارت إلى أن جهاز المناعة يعمل وفق نظامين مناعيين: مناعة فطرية أو طبيعية وهي المتوارثة من الأباء ومناعة مكتسبة نتيجة الإصابة بمرض أو أخذ التطعيمات المختلفة.
واستطردت، وجد أن الصيام يسهم بدور كبير في تقوية كل من المناعة الطبيعية والمكتسبة، وبينت دراسة أمريكية أن الصيام لساعات طويلة يحفز نشاط جهاز المناعة فيتخلص من الخلايا الميتة أو التالفة التي لا يحتاجها الجسم ويساعد على انتاج خلايا جديدة مما يعزز المناعة، وقد اجريت العديد من الأبحاث حول تأثير الصيام المتقطع (مثل صيام رمضان) الذي يستمر حوالي 16 ساعة أو أكثر على الخلايا المناعية فوجد ان هذه الخلايا تغادر مجرى الدم أثناء الصيام وتلجأ إلى نخاع العظم المعروف بغناه بالمواد الغذائية لتبدأ بالتكاثر وتعزيز طاقتها ونشاطها وقدرتها على حماية الجسم وتقليل فرص الإصابة بالأمراض مثل كورونا.
ويحفز الصيام إفراز العديد من البروتينات التي تساعد بدورها في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي وإصلاح الحمض النووي وتقوية المناعة وزيادة القدرات المعرفية، كما يؤثر الصيام على ميكروبيوم الأمعاء فتقوم بحبس العناصر الغذائية عندما يكون الطعام محدوداً مما يؤدي إلى منع الجراثيم من إكتساب الطاقة التي تحتاجها للإصابة بالمرض.
وبحسب النشرة الطبية، يُزيد الصيام إفراز مادة الإندروفين المسببة للسعادة والتي بدورها تعدل من إنتاج الأجسام المضادة من الخلايا المناعية فتهدئ جهاز المناعة، كما يُزيد الصيام من قدرة كرات الدم البيضاء فيقويها للقضاء على الميكروبات مما يقلل فرص العدوى.
دُرس تأثير الصيام على مناعة الرياضين ووجد انه لا يؤثر سلبياً عليهم ولكنه يزيد من معدل الإرهاق الذي يعود لمستواه الطبيعي بعد إنتهاء رمضان.
ولفتت إلى أنه لا يُنصح بصيام بعض مرضى الإنفصام لأنه يتسبب في بعض تغيرات في خلاياهم المناعية التي تُسهم في تأخر حالتهم الصحية، وعلى العكس أثبتت بعض الدراسات أن الصيام له دور إيجابي في بعض أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد والسكر من النوع الأول ومرض إلتهاب المفاصل الروماتويدي وداء الأمعاء الإلتهابي. فيحسن الصيام من الأعراض عن طريق تجديد الخلايا المناعية التالفة بأخرى سليمة.
ويُنصح بإتباع نظام صحي غذائي متوازن بعد الصيام خلال وجبة الإفطار حتى تتم الإستفادة الكاملة من تأثير الصيام على الجهاز المناعي، كما ينصح بتناول وجبات محتوية على الفيتامينات والأملاح المعدنية والبروبايوتك مع شرب كميات كافية من الماء.ط، ويجب الحرص على تناول فيتامين “سي” المتواجد في الحمضيات والفراولة والفلفل والبقدونس وغيرها فالجسم لا يستطيع إنتاجه أو تخزينه، كذلك ينصح بتناول الأحماض الدهنية “أوميجا 3” من الأسماك الدهنية وبذور الكتان والمكسرات. بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء والبروكلي والإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة والبُعد قدر الإمكان عن الأغذية الغنية بالسكر والدسم والأملاح والأطعمة المصنعة لما لهم من تأثيرات سلبية على الجهاز المناعي بصفة خاصة وعلى الصحة بصفة عامة.
ومن الضروري الإقلاع عن التدخين لأن النيكوتين يرهق جهاز المناعة عند دخوله إلى الرئتين ويقلل من عمل الأغشية المخاطية في القصبة الهوائة وبالتالي يسهل مرور الجراثيم دون حماية مما يتسبب في التعرض للأمراض وبذلك يمكن الإستفادة من الصيام للإقلاع عن التدخين وحماية تلك الأغشية المخاطية.