كتبت\خلود حمد
أثار ظهور الفنانة شيرين عبد الوهاب، حليقة الشعر تمامًا، فى إحدى حفلاتها الفنية الأخيرة تساؤلات عدة، خاصة بعدما كانت قد أعلنت مؤخرا انفصالها عن زوجها حسام حبيب، وتساءل المتابعون هل ما فعلته شيرين يحمل رسالة ما أو دلالة معينة؟.
المعروف أن قص شعر السيدات وحلاقته فى التراث المصرى له دلالة، وعادة ما تدور حول الحزن والفقد وأحيانا التحدى، ولفهم ذلك أكثر تواصلنا مع الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبى فى كلية الآداب جامعة القاهرة، الذى أكد أن قص الشعر يرتبط بالعقاب سواء عقاب الذات أو عقاب الآخر، وأحيانا يكون مرتبطا بالانتقام.
وتحدث الدكتور خالد أبو الليل، إن العقاب يمكن ملاحظته بسهولة فى المجتمع، وعادة مت يقوم به أخ أو أب أو زوج، أما الانتقام فمن الممكن أن نتذكر معا موال “ناعسة وأيوب” فى التراث الشعبى، فإحدى السيدات الثريات كانت تغار من “ناعسة” زوجة أيوب، لذا عندما مرض أيوب وخرجت ناعسة للعمل من أجل الطعام والعلاج، طلبت السيدة الثرية من ناعسة أن تقص شعرها كى تتركها تعمل، وهو ما جعل أيوب فى قمة الحزن.
جانب آخر تحدث عنه الدكتور خالد أبو الليل، يتعلق برمزية الشعر عند النساء، حيث إن الشعر من أهم ما تملكه المرأة، لأنه يمثل جزءا من أنوثتها، وبالتالى عندما تتخلى عنه فإن ذلك يعنى التخلى عن أنوثتها، ويحدث ذلك لدوافع منها الحزن الشديد عندما تفقد المرأة زوجها أو حبيبها بموته، فإنها في هذه الحالة لا تريد لفت الانتباه إليها، أو قد يعنى ذلك التخلص من ضعفها الأنثوى والظهور بشكل ذكورى مما يعنى “التحدى” ونجد ذلك عادة عندما تطلب المرأة “الثأر”.
وأشار الدكتور خالد أبو الليل، إلى أنه فيما يتعلق بظهور الفنانة شيرين عبد الوهاب حليقة الرأس، فإن ذلك لم يترك لديه شعورا بقوتها، رغم تصريحاتها، ورغم بعض الشائعات بأنها لم تفعل ذلك بنفسها، لكن المهم أن هذه الإطلالة أشعرته ناحيتها بأنها فى لحظة ضعف نفسى، وكان يتمنى ألا تظهر بهذا الشكل حاليا، لأنه سيرتبط فى أذهان الناس بلحظة ضعف تمر بها.